محتويات
تعريف سورة الجمعة
سورة الجمعة سورةٌ مدنيَّةٌ، نزلت على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في المدينة المنوَّرة بعد الهجرة، ودليل مدنيَّتها رواية أبي هريرة لنزول هذه السُّورة، ومن المعلوم أنَّ إسلام أبي هريرة كان في المدينة المنوَّرة وليس قبل الهجرة، كما أنَّها تعرض أمراً يتعلَّق باليهود، وهم من أهل المدينة المنوَّرة.[١]
وعدد آيات سورة الجمعة إحدى عشرة آيةً، وقد نزلت على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعد سورة التَّحريم وقبل سورة التَّغابن، وقد كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كثيراً ما يقرأ هذه السُّورة وسورة المنافقون في صلاة الجمعة وفي ليلة الجمعة.[٢]
وتتناسب هذه السُّورة مع السُّورة السَّابقة لها وهي سورة المنافقون؛ بعدَّة وجوهٍ نذكرها فيما يأتي:[١]
- ذكر حال موسى مع قومه في سورة المنافقون، وفي سورة الجمعة ذكر حال النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع أمَّته؛ ليبيِّن الفرق بين هاتين الأمِّتين.
- ذكر اليهود في هذه السُّورة يتلاءم مع ذكر نبيِّنا عيسى -عليه السَّلام- وقومه في السُّورة السَّابقة لها.
- ختم سورة المنافقون بذكر الجهاد وبيان أنَّّه تجارة، وأمر الله -تعالى- في هذه السُّورة بإقامة الجُمَع ونعتها بالتِّجارة؛ ليدلَّ على أنَّها خير ربحٍ دنيويٍّ يسعى إليه المرء.
سبب تسمية سورة الجمعة
سمِّيت سورة الجمعة بهذا الاسم لاشتمالها على ذكر يوم الجمعة وضرورة تلبية النِّداء فيه، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)،[٣][٤] كما أنَّها سمِّيت بذلك ليتأكَّد المسلمون من عظم يوم الجمعة، فيحرصون على التَّمثُّل بأمر الله -تعالى- وتعظيم صلاة الجمعة، وترك الانشغال في الدُّنيا أثناء وقتها، مع إباحة السَّعي والبحث عن الرِّزق بعد انقضاء هذه الصَّلاة.[٥]
سبب نزول سورة الجمعة
روى الصَّّحابيُّ الجليل جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- سبب نزول هذه السُّورة، فقال: (بيْنَما نَحْنُ نُصَلِّي مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ أقْبَلَتْ مِنَ الشَّأْمِ عِيرٌ تَحْمِلُ طَعامًا، فالْتَفَتُوا إلَيْها حتَّى ما بَقِيَ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا اثْنا عَشَرَ رَجُلًا فَنَزَلَتْ: (وَإذا رَأَوْا تِجارَةً أوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إلَيْها))،[٦] وفي رواياتٍ أخرى أنَّهم كانوا أربعة عشر رجلاً، من بينهم أبو بكر وعمر بن الخطَّاب -رضي الله عنهم-.[٧]
مضمون سورة الجمعة
تتضمَّن سورة الجمعة جملة من الموضوعات والأحكام الهامًّة، منها ما يأتي:[١]
- بيان أنَّ كلُّ ما في الكون يسبِّح لله -تعالى-.
- وصف الله -تعالى- بأجلِّ صفاته؛ الملك القدُّوس العزيز الحكيم.
- بيان بعثة النَّبي الأمِّيِّ للنَّاس؛ ليخرجهم من الظُّلمات إلى النُّور.
- ضرب الأمثلة لمن حملوا التَّوراة دون أن يعملوا بها؛ حيث إنهم كمثل الحمار الذي يحمل أسفاراً وكتباً، فهو لا يعلم بها ولا يعمل بها.
- ذكر اليهود وكذبهم على النَّاس بزعمهم أنَّهم أولياء للنَّاس من دون الله -تعالى-، وبيان خوفهم من الموت والفرار منه.
- حثُّ المؤمنين على أداء صلاة الجمعة، وترك الانشغال بغيرها، وحلَّ السَّعي والعمل بعد أدائها.
تضمن المقال الحديث عن أهمية سورة الجمعة والتعريف بها، وذكر سبب نزولها، وتوضيح مناسبتها للسوة السابقة لها، ومن ثم تم التحدث عن أبرز المواضيع التي جاءت فيها.
المراجع
- ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين (1973)، التفسير الوسيط (الطبعة 1)، صفحة 1407-1408، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ محمد طنطاوي (1998)، التفسير الوسيط (الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر، صفحة 373، جزء 14. بتصرّف.
- ↑ سورة الجمعة، آية:9
- ↑ وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 181، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ مصطفى العدوي، سلسلة التفسير، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2058، صحيح.
- ↑ محمد الطاهر بن عاشور (1984)، التحرير والتنوير، تونس:الدار التونسية للنشر، صفحة 228، جزء 28. بتصرّف.