تعريف علم الأصوات النطقي

كتابة:
تعريف علم الأصوات النطقي


تعريف علم الأصوات النطقي

علم الأصوات النطقي (ARTICULATORY PHONETICS) ويسمى علم الأصوات الوظائفي أو الفيسيولوجي (PHYSIOLOGICAL PHONETICS) هو أحد فروع علم الأصوات ويهتم بدراسة حركة أعضاء النطق أثناء إخراج الأصوات، ويدرس كيف يتم إنتاج الأصوات الإنسانية.[١]


ظهر عدد من المهتمين بهذا الجانب وظهرت عدة تفريعات لدراسة علم الأصوات منها علم الأصوات النطقي وهو أول الحقول المدروسة في علم الأصوات، وعلم الأصوات الفيزيائي ويهتم بدراسة الأصوات أثناء انتقالها في الهواء، وعلم الأصوات السمعي ويهتم بدراسة الأصوات أثناء تلقي السامع لها، وعلم الأصوات الإدراكي ويهتم بإدارك السامع للصوت ومعناه، وعلم الأصوات الوظيفي ويهتم بدراسة الأصوات في سياقها الوظيفي داخل الجملة.[٢]


التطور التاريخي لعلم الأصوات

شغلت دراسة الأصوات الإنسانية البال منذ القدم وظهرت عدة محاولات لهذه الدراسات، لعل أهمها ما يأتي:[٣]

  • أقدم المحاولات المسجلة لدراسة الأصوات كانت لدى اليونان حيث نجد دراسات متناثرة لفلاسفة يونانيين كأفلاطون وأرسطو في كتاباتهم.
  • دراسات الرومان وهم مقلدون لليونان في دراساتهم، ودراساتهم لم تكن تتعدى أثر الصوت في السامع.
  • الدراسات الهندية وقد اهتموا بدراسة الأصوات لأغراضٍ دينية.
  • الدراسات العربية لعلم الأصوات وقد وصلت لحدٍ يقارب الدراسات الصوتية في هذا المجال.
  • الدراسات الحديثة لعلم الأصوات وقد استخدمت فيها جميع الوسائل المتاحة كالآلات وغيرها.


علم الأصوات النطقي بين القديم والحديث

إنَّ علم الأصوات النطقي (ARTICULATORY PHONETICS ) الذي هو أحد فروع علم دراسة الأصوات (PHONETICS) لم يظهر بهذا المصطلح إلا حديثاً، وهو من منتجات دراسة اللسانيات التي ظهرت على يد عالم اللغة فرديان دي سوسير، ثمّ توالت الجهود بعده حتى تشكل علمٌ قائمٌ بحد ذاته يهتم بدراسة جانب الأمور المتعلقة بالدرس الصوتي، تعددت شعبه وتنوعت فروعه، على أيدي عددٍ من علماء اللغة الذين تتابعوا يثرون الدرس الصوتي بعد فرديان دي سوسير.[٤]


لكن إن كان المصطلح حديثاً فإن تطبيقاته قديمة فغالب جهود العلماء القدامى في التراث العربي قدّ انصبت على دراسة هذا الفرع من علم الأصوات، ولعلّ أولى هذه الدراسات كانت على يد العالم الخليل بن أحمد الفراهيدي فدرس الأصوات العربية وكيفية تشكلها ودرس صفات الحروف جميعها، وهذان الجانبان هما ما يهتم بهما دراسة علم الأصوات النطقي.[٥]


إنّ ابن جني قد أفرد كتاباً لدراسة تشكل الأصوات وصفاتها وأسماه باسم (سر صناعة الإعراب) وإذا أردنا معرفة المفارقة بين اسم الكتاب ومضمونه نستطيع القول إنّ ابن جني أدرك أن الأصوات هي المكون الأول للغة وبها تتشكل اللغة ولهذا وسمها بسر صناعة الإعراب، أيّ أنها السر الذي يشكل اللغة.[٥]


إذا فارقنا كتاب ابن جني فإننا سنجد أنّ هنالك ثلاثة مشارب اهتمت بدراسة الأصوات وهي علوم اللغة (النحو والصرف وغيرها)، والمشرب الثاني هو علوم الفلسفة والمنطق والطب والموسيقى، أما المشرب الثالث فهو علوم القراءات القرآنية والتجويد.[٦]

المراجع

  1. طه عبد الفتاح مقلد، فن الإلقاء، صفحة 27. بتصرّف.
  2. محمود السعران، علم اللغة مقدمة للقارئ العربي، صفحة 9. بتصرّف.
  3. محمود السعران، علم اللغة مقدمة للقارئ العربي، صفحة 75- 76. بتصرّف.
  4. نايف حسن، علم األصوات العربية؛ تطوراتها ونظريتها واإلستفادة منها لتعليم اللغة العربية، صفحة 1. بتصرّف.
  5. ^ أ ب نايف حسن، علم األصوات العربية؛ تطوراتها ونظريتها واإلستفادة منها لتعليم اللغة العربية، صفحة 3. بتصرّف.
  6. نايف حسن، علم األصوات العربية؛ تطوراتها ونظريتها واإلستفادة منها لتعليم اللغة العربية، صفحة 3. بتصرّف.
4843 مشاهدة
للأعلى للسفل
×