تعريف مصطلح الطابور الخامس

كتابة:
تعريف مصطلح الطابور الخامس

العلوم السياسية

لم يكن هناك من قبل اعتراف بما يسمّى علم السياسة، ولكن في نهاية القرن التاسع عشر اعترفت الجامعات به كعلم مثله مثل أيّ علم؛ كالعلوم الإنسانية أو الإجتماعية، فهذا جاء تحت أمور عديدة، منها ظهور الأحزاب السياسية، وجماعات المصالح والضغوطات، وعلى وجه الخصوص كان هذا في الولايات المتحدة، وبقيت دراسة النظرية التقليدية هي الغالبة في العالم الغربي الأوربي، إلى أن بدأ العلماء الأوربّيون يهتمون بالمنهج الإستقرائي والتحليلي الأمريكي، ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية أخذت العلوم السياسية اهتمامًا كبيرًا وواسعًا، وفتحت الباب أمام الباحثين، مما جعل هذا الإهتمام يعطي العلوم السياسية شأنًا يعلو العلوم الإجتماعية، وفي أدبيات العلوم السياسية مصطلحات ترسّخت، وكلمات خُلّدت، منها مصطلح الطابور الخامس.[١]

تعريف مصطلح الطابور الخامس

لما اشتعلت الحرب الأهلية في إسبانيا عام 1936 بقيت لمدة ثلاث سنوات، وراحت الحرب بين صدّ وردٍّ بين الطرفين، وحين أُجريَ لقاءٌ مع أبرز القياديين الإسبانيين الذي كان اسمه إيميلو مولا سأله أحد الحضور قائلًا: أيّ من الطوابير الأربعة سيكون فاتحًا لمدريد؟ ووقتها لم يكن إلّا أربعة طوابير، فأجابه إيميلو مولا قائلًا: إنّ الذي سيفتح مدريد هو الطابور الخامس، وهو يقصد العملاء الذين كانوا يتغلغلون بين الثوار الثائرين، فهو كان له عملاء يعملون له في الخفاء في مدريد، وهم المعوّل عليهم في إشعال الخوف في صدر العدو، وفي نقل المعلومات، وهذا كله يساعد في ميل الكفّة لصالح قواته في هذه الحرب، وكان الطابور الخامس عمله تثبيط الناس الذين يحاربون ضد إيميلو مولا، فهم كانوا يبثّون الإشاعات الكاذبة التي تُضعف القوى والنفوس بين صفوف العدو، ومن هنا جاء مصطلح الطابور الخامس، وصار يُضرب به المثل في الأمور السياسية وفي غيرها، وقد استُعمل هذا المصطلح أيّ مصطلح الطابور الخامس في مجال الصناعة والأحزاب السياسية، فإن ذُكر مصطلح الطابور الخامس قُصدَ وفُهم منه أنّ هناك أشخاص سرّيون وعملاء وجواسيس يعملون بخفيةٍ وحذرٍ شديدٍ، وهذا المصطلح مشهور على ألسنة العامة والخاصة.[٢]

اللواء إيميلو مولا

هو الدون إيميلو مولا، كان مولده في كوبا، وقد كانت كوبا مقاطعة في إسبانيا، وقد كان أبوه من قبله ضابطًا في القوى الإسبانية، وقد دخل إيميلو مولا في عام 1907م في أكاديمية المشاة في طليطلة، وكان من المشتركين في القوى الإسبانية في حرب الريف في المغرب، وكانت هذه الحرب سبب ترفّع رتبته كضابطٍ، بعد ذلك أصبح إيميلو مولا المدير العام للأمن، وهذا المنصب كان سياسيًّا بارزًا، وكان هذا المنصب سببًا بأن يكون إيميلو مولا غير مرغوبًا من قِبل الليبراليين والإشتراكيين، وفي عام 1936 صار إيميلو مولا زعيمًا للإتحاد في شمال إسبانيا، وقد خلّد التاريخ كلمته الشهيرة "الطابور الخامس" فصار مصطلح الطابور الخامس مثلًا سياسيًا بحتًا، وإن استُعمل بعض الأحيان في غير السياسة.[٣]

المراجع

  1. "علوم سياسية"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-1-2020. بتصرّف.
  2. "طابور خامس"، www.wikiwand، اطّلع عليه بتاريخ 17-1-2020. بتصرّف.
  3. "إميليو مولا"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-1-2020. بتصرّف.
4073 مشاهدة
للأعلى للسفل
×