تعريف معركة حطين

كتابة:
تعريف معركة حطين

معركة حطين

سيتمّ التعريف بمعركة حطين بأبرز النقاط فيما يأتي:

  • زمان المعركة: وقعت معركةُ حطِّين في عام 583 هجرياً، وكان أوَّل يومٍ منها يومَ سبت،[١] الموافق للعام 1187 للميلاد، وهي من المعاركِ التي حدثت في عهد صلاح الدِّين الأيوبيِّ، وكانت بدورها مقدِّمةً لتحريرِ القدس في عهده.[٢]
  • مكان المعركة: قد حدثت معركةُ حطِّينَ في قريةِ حِطِّين، وهي قرية عربيَّةٌ فلسطينيّة، يقع بها قبر نبيِّ الله شعيبٌ -عليه السلام-، وتقعُ غربيّ مدينة طبريا بنحو تسعةِ كيلو مترات، وهي من القرى الفلسطينيَّة التي تتميزُ بالمناخِ المعتدل، والأراضي الخصبةِ، وهي في الوقت الحالي واقعةٌ تحتَ الاحتلالِ الإسرائيليِّ، وقد قاموا بإنشاء عددٍ من المستعمراتِ فيها.[٣]
  • أطرافُ المعركةِ: وقعت معركةُ حطِّين بين الصليبيِّن والمسلمين، وكان قائد المسلمينَ صلاحُ الدِّين الأيوبيُّ، وهو من أعظم قادة المسلمين الذين واجهوا الصليبيِّنَ وحقَّقُوا انتصارات ساحقةٍ.[٤]


أسباب ودوافع معركة حطين

يمكن تقسيم أسباب ودوافع حدوثِ معركةِ حطِّينَ إلى أسبابٍ مباشرةٍ وأسبابٍ غير مباشرةٍ كما يأتي:[٥]

  • الأسباب المباشرة: كان السبب الرئيسيُّ في تعبئةِ صلاح الدِّين الأيوبيِّ قوى كاملة وخوضِ معركة حطِّين؛ قيام أرناط صاحب الكركِ بقطع طريق قافلةٍ كبيرةٍ كانت تحملُ ثروةً هائلة، وتسير من القاهرة مُتَّجِهةً إلى دمشق، وذلك في أواخر عام 1186 للميلاد، وأوائل عام 1187، وعلى الرغم من كون القافلة محصَّنةً بالجند، إلا أنه تمكَّن منها، وسلب ما فيها وأَسَرَ رجالها.
فأرسل إليه صلاح الدِّين يهدده أن يطلق سراحَ الأسرى والأموال، ولكنَّه امتنع وخاطب رسل صلاح الدِّين بوقاحةٍ قائلاً: قولوا لمحمد يخلِّصكم، حتَّى أن ملك بيت المقدس جاي لوزينان أحسَّ بخطورةِ الأمر، وخاطبه ليطلق سراحَ الأسرى، لكنّه رفض، فلم يكن أمام صلاح الدِّين إلا القصاصُ، وخوضُ المعركة تخليصاً للبلاد العربيّة من حكم الصليبيِّن.
  • الأسباب غير المباشرة: لقد كان أحدُ أهمِّ أهدافِ صلاحِ الدِّين الأيوبيِّ تحريرُ القدسِ من أيدي الصليبيِّن، وسحقُ المملكة الصليبيَّة، كما كان يهدف إلى إعادة توثيق الصِّلة المباشرةِ بين مصرَ وبلادِ الشَّام، إذ إنَّ هذه الصلة انقطعت بالغزوِ الصليبيِّ وصارت تحتَ إمرَتِهم، فكانَ لا بدَّ من إعادتها إلى ما كانت عليه قبلَ الغزوِ الصليبيِّ.[٦]


أحداث معركة حطين

  • بدأ صلاح الدِّين الأيوبيُّ بتجهيزِ جيش المسلمين، وكان قد وحَّد مصر، والشام، والعراق، والجزيرة، وجمعهم تحت لوائه؛ للتصدِّي للصليبيِّن، وكانت خطتهُ تقومُ على استدراجهم بعيداً عن حصونهم، فقامَ بحرقِ طبرية، وتنفيذِ خطته حتى جاؤوه مجتمعينَ ومعهم الصليبُ الأعظم، وعلى رأسهم ملكُ بيتِ المقدس، وكانوا خمسين ألف مقاتل، فساروا إليه في أرضٍ جرداء وعِرة، فعانوا من التعب، والحرِّ، والعطش، كما وكانت جيوشُ المسلمينَ تُهاجمهم في محاولةِ إضعافهم، ثم تنسحبُ بسرعة قبل أن تعطيهم فرصة للالتحام بجيوشِ المسلمينِ.[٧]
  • كان معسكرُ المسلمين على هضاب حطِّين في انتظار وصول جيش الصليبيِّن، ولما وصلوا الهضبة، طوَّقهم صلاح الدِّين بجيشه، ومنع عنهم الماء، وأحرقَ المسلمونَ الأراضي المكسوة بالأشواكِ، وكانت الريح باتجاه الصليبيِّن، فحملت إليهم النار والدُّخان.[٨]
  • بدأ جيشُ المسلمين بالهجوم وقتال الصليبيِّن، فاجتمع عليهم الحرُّ، والعطش، والدخان، وقتال المسلمين، فحاول الصليبيون الدفاع عن أنفسهم لكنَّ جيشَ المسلمين كان قوياً، فحاولوا نصب خيمهم، فمنعهم المسلمون من ذلك، وأخذوا منهم صليبهم الأعظم، فكان ذلك شديداً عليهم، وما كان منهم إلا أن أرادوا الخلاص.[٨]
فنزلوا عن دوابهم وجلسوا على الأرض فصعد المسلمون إليهم، وأزالوا خيمة ملكهم، وأسروهم، ثم ذهبَ صلاح الدِّين إلى خيمته وأحضر ملك الصليبين وأشربه الماء، وكذلك صاحب الكرك، ثم قام بقتلهِ بنفسهِ تنفيذاً للعهدِ الَّذي أخذه.[٨]


نتيجة معركة حطين

انتهت معركة حطِّين بتحقيق فوز ساحقٍ ونصر للمسلمين على الصليبيِّنَ، ثم كان هذا الفوزُ مقدِّمةً لطردهم من بيتِ المقدس على يدِ القائدِ صلاح الدِّين الأيوبيِّ، إلا أنَّه استمر وجود الصليبيِّن في بعضِ مدن الشامِ قرابة قرنٍ من الزمنِ بعد هزيمتهم في معركةِ حطِّينَ، إلى أن كان آخر عهدهم بها معركةُ عكَّا سنة 690 هجرياً، فلم يبقَ بعد ذلك وجود لهم في بلادِ الشَّام.[٨]


ملخص المقال: تناول المقال التعريف بمعركة حطين من حيث زمانها، ومكانها الذي كان بحطين في قرية فلسطينية، بالإضافة إلى سببيها المباشر وغير المباشر، وأحداث المعركة، ونتيجة المعركة التي انتهت بنصر عظيم للمسلمين على يد القائد صلاح الدين الأيوبي وما حل بالصليبين من خسارة وما ذاقوه من حرٍ، وعطش، ودخان، وهزيمة.



المراجع

  1. ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (1986)، البداية والنهاية، صفحة 320، جزء 12. بتصرّف.
  2. الطنطاوي عبد الله بن محمود (2001)، اللواء الركن محمود شيت خطّاب (الطبعة 1)، دمشق:دار القلم، صفحة 100. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 348، جزء 11. بتصرّف.
  4. العسيري أحمد معمور (1996)، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر (الطبعة 1)، صفحة 215، جزء 1. بتصرّف.
  5. شوقي أبو خليل (2005)، حطين بقيادة صلاح الدين الأيوبي (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 77-78. بتصرّف.
  6. الطنطاوي عبد الله محمود (2001)، اللواء الركن محمود شيت خطاب (الطبعة 1)، دمشق:دار القلم، صفحة 100. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 27. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، الموسوعة التاريخية، صفحة 93. بتصرّف.
4588 مشاهدة
للأعلى للسفل
×