نشأة وكالات الأنباء
يعود سبب نشأة وكالات الأنباء العالميّة لرغبة جمهور القرّاء في البلاد التي كانت تحتل الصحافة فيها مركزًا محترمًا، أي أنّ كل وكالة من وكالات الأنباء العالمية القديمة كانت تقتصر مَهمّتها على في البداية على جمع الأنباء من الخارج خدمة لقرائها وعملائها المحليّين[١]، وظهرت وكالات الأنباء لتلبّي الاحتياجات المتزايدة للصحف من الأخبار الدولية، حيث شهد مطلع القرن التاسع عشر انتصار الطبقة البرجوازية في غرب أوروبا وسيطرتها على مقاليد الحكم، وارتبط نمو هذه الطبقة باتساع النشاط التجاري والمالي وظهور حاجة الصّحف إلى المعلومات والأخبار عن المستعمرات والبنوك والبورصات والسوق التجارية، حيث وفرت وكالات الأنباء هذه الخدمات للصحف عن طريق مراسليها في العالم، وفي هذه المقالة سيتم التحدث عن تعريف وكالة الأنباء.[٢]
تعريف وكالة الأنباء
تعودُ جذور وكالات الأنباء إلى الفينيقيّين، حيث كانوا يستخدمونها في التجارة، فيقومون ببيع المعلومات إلى التجار الصغار، واستمر هذا الطابع التجاري حتّى بعد اختراع الطباعة في 1438م، ويقصد بتعريف وكالة الأنباء الوكيل أو الممثل للمشتركين في الانتفاع بخدماتها الإخباريّة، ويضمّ الجهاز التحريري للوكالة شبكة من المندوبين يقوم كلّ منهم بتغطية الأماكن العامة من خلال مكاتب رئيسة لها في عواصم العالم الكبرى، وتضمّ هذه المكاتب عددًا من المراسلين بالإضافة إلى مكاتبها الفرعيّة.[١]
كما يمكن تعريف وكالة الأنباء بأنها منظّمة تمد محطات الإذاعة والتلفزيون والصحف وبعض الجهات الأخرى بالتقارير الصحفية، وهي لا تقوم بنشر الأخبار بنفسها، إنّما تَمُدّ مُشتركيها بالأخبار، لتعريف وكالة الأنباء عدة تعريفات منها:[٣]
- مؤسّسات حكومية أو تعاونية أو خاصة، تعمل في مجال جمع الأخبار والمعلومات وإمداد المؤسسات الإعلامية وغيرها مقابل أجر.
- هي وكيل عن المؤسسات الإعلامية وغير الإعلامية في جمع المعلومات والأخبار والصور والتقارير التي تحتاجها وسائل الإعلام الجماهيري للقيام بوظيفتها في إعلام الجمهور بما يقع من أحداث في إمداد بالمعلومات التي يبنى على أساسها قراراته.
- هي إحدى الصناعات المغذّية لصناعة الصحافة والإعلام، وبالتالي فإنّ وكالة الأنباء ليست وسيلة إعلام في حد ذاتها؛ لأنّها لا تتوجه إلى الجمهور العامّ.
ويمكن تعريف وكالة الأنباء بأنّها مؤسسة تقدم خدمة إخبارية تعنى بجمع الأخبار وتغطية الأحداث بالكلمة والصوت والصورة، وتعمل على توفير خدماتها الإخباريّة إلى جميع المؤسسات الإعلاميّة كالصحف والإذاعة والتلفزيون والشبكة العنكبوتية.[٤]
سمات وخصائص الأخبار في وكالة الأنباء
بعد تعريف وكالة الأنباء يمكن القول بأنّ وكالة الأنباء أداة فعالة في التوجيه والإشراف على وسائل الإعلام الأخرى، دوليًا ومحليًا بشكل ما، ومرشدًا إلى حدٍ ما، وموجهًا لوسائل الإعلام الجماهيرية، كما أن لخصوصية العمل في وكالة الأنباء تركت سمات وخصائص معينة على تحرير الخبر في الوكالة وأبرزها:[٥]
- الواقعية: حيث يقدّم الخبر في وكالة الأنباء ما حدث فعلًا لا ما هو متوقع أن يحدث ولا ما يجب حدوثه، وتقديم واقعي ملموس للمادة الإخبارية، الخبر في الوكالة ملموس ومشخص "زمان ومكان وأشخاص تواريخ وأرقام وأسماء"، ويجيب على الأسئلة الستة الأساسية "من، ماذا، حتى، كيف، أين، ولماذا"، والخبر في الوكالة "موضوعي ومحدّد ودقيق".
- الإيجاز: تحرص الوكالة على تقيم خبر موجز من أجل نفقات الإرسال ولتقوية تأثير الخبر، والإيجاز مرتبط بالسرعة في الإرسال والتمرير وهو لا يتناقض مع شمولية تقديم الخبر ولا مع الأمانة في تقديمه، ويحقق الإيجاز التخلص من التفاصيل والمعلومات الثانوية والتكرار.
- الوضوح: يتميّز خبر الوكالة بالدقة والمباشرة في التعبير، ولذلك لا بد من أن يكتب بلغة واضحة وبأسلوب سهل وأن تكون بنية الخبر بعيدة عن أي تعقيد.
- السرعة: سرعة الحصول على الخبر ومعالجته ونقله إيصاله للمشتركين، فهذه هي السمة المميزة والأساسية في وكالة الأنباء، ولذلك تلجأ الوكالة إلى الصياغة المختصرة والأسلوب الموجز.
- الموضوعية: عدم التحيّز في نقل الخبر ما أمكن، وتحقيق تغطية عادلة ومتوازنة ومحايدة، ولذلك غالبًا ما يقتصر خبر الوكالة على الوقائع المجردة والاقتباسات المأخوذة حرفيًا من مصدرها.
- الموثوقية: لا بُدّ أن يعطي الخبر انطباعًا بالصدق والموثوقية وغالبًا ما يستخدم المحرر الوقائع والحقائق المجردة ورواية شاهد العيان وتقديم الخبر بشكلٍ واقعيّ.
المراجع
- ^ أ ب إبراهيم إمام (1999)، وكالات الأنباء، القاهرة: دار الفكر العربي، صفحة 27-28. بتصرّف.
- ↑ مختار التهامي (1968)، الصحافة والسلام العالمي، القاهرة: دار المعارف، صفحة 287. بتصرّف.
- ↑ حسني نصر، سناء عبدالرحمن (2009)، الخبر الصحفي، الإمارات: دار الكتاب الجامعي، صفحة 124. بتصرّف.
- ↑ "وكالة أنباء "، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-08-2019. بتصرّف.
- ↑ عبدالرزاق الدليمي (2011)، الإعلام الدولي في القرن الحادي والعشرين (الطبعة الأولى)، الأردن: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 57-58. بتصرّف.
