موعد يوم القيامة
قبل الحديث عن تعريف يوم القيامة، لا بُدّ من بيان أنّ موعد يوم القيامة لا يعلمه أحد إلّا الله تعالى، فقد قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}،[١] وحتى خير البشر محمد -صلّى الله عليه وسلّم- لا يعلم متى يوم القيامة، فقد قال الله تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ ۚ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا}،[٢] والعبد الصالح يبقى دائم الاستعداد للقاء الله -تعالى- من خلال المبادرة بالعمل الصالح، وفيما يأتي بيان تعريف يوم القيامة.[٣]
تعريف يوم القيامة
إنّ يوم القيامة هو يوم البعث الذي يقوم فيه الناس جميعًا لربّ العالمين،[٤] وقد سميَ بيوم القيامة؛ لأنّ فيه قيام ثلاثة أمور، أولها: قيام الناس من قبورهم للقاء الله تعالى، فقد قال سبحانه: {أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}،[٥] وأيضاً لأنّ فيه قيام الأشهاد الذين يشهدون للأنبياء والرسل بقيامهم بدورهم على أكمل وجه، ويشهدون على الأمم ظلمهم وعنادهم وكفرهم بالله تعالى، فقد قال الله تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}،[٦] وسميَ كذلك بيوم القيامة؛ لأنّ فيه قيام العدل، فالحياة الدنيا مليئة بالظلم، وأمّا في الآخرة فلا ظلم ولا جور، فقد قال سبحانه: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ}.[٧][٨]
أهوال يوم القيامة
بعد الحديث عن تعريف يوم القيامة، من الجدير ذكر أهوال ذلك اليوم، فقد وصف الله -تعالى- يوم القيامة باليوم العظيم، فالشمس تكون فوق رؤوس الخلائق، ويكون الناس في العرق بحسب أعمالهم، ومن شدة أهوال يوم القيامة وخوف الناس فيه فلا يهتم أحد لأحد، حيث إنّ كل إنسان مشغولٌ بنفسه، بل إنّ الناس يفرون من أحب الناس إليهم، فقد قال سبحانه: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ* يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}،[٩] بل إنّ من شدة الخوف والفزع تنشغل المرضعة عن رضيعها، وتُسقط الحامل حملها، ويكون الناس كالسكارى، والسكارى هم الذين فقدوا عقولهم بسبب شربهم للخمر، فقد قال الله تعالى: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}،[١٠] ومن الأهوال مدة ذلك اليوم، حيث يشعر الناس أن يوم القيامة خمسين ألف سنة، ففي سورة المعارج قال سبحانه: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}،[١١] لكن الله -تعالى- يخفف على المؤمن طول هذه المدة، فلا يشعر بالوقت كما يشعر به الكافر والفاسق.[١٢]
المراجع
- ↑ سورة لقمان، آية: 34.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 63.
- ↑ "علم الساعة"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "قيام الساعة ويوم البعث"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة المطففين، آية: 4،5،6.
- ↑ سورة غافر، آية: 51.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 47.
- ↑ "يوم القيامة"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة عبس، آية: 33،34،35،36،37.
- ↑ سورة الحج، آية: 2.
- ↑ سورة المعارج، آية: 4.
- ↑ "يوم القيامة وأهواله"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف.