محتويات
فضل الذكر والدعاء
ذكر الله ودعاؤه نعمة كبرى، ومنحة عظمى، بهما يستجلب الإنسان نعمَ الله ويستدفع نقمه، وهما قوت القلوب، وحياة الأرواح وهما خير الأعمال عند الله -سبحانه وتعالى-؛ والدليل على ذلك حديث رسول الله.[١]
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألَا أُنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكم، وأزْكاها عندَ مَليكِكم، وأرفعِها في دَرَجاتِكم، وخيرٍ لكم مِن إعطاءِ الذَّهبِ والوَرِقِ، وخيرٍ لكم مِن أنْ تَلقَوا عَدوَّكم، فتَضرِبوا أعناقَهم ويَضرِبوا أعناقَكم؟ قالوا: وذلك ما هو يا رسولَ اللهِ؟ قال: ذِكرُ اللهِ -عزَّ وجلَّ-)،[٢] فما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لذا فإنَّ المسلم لا يستطيع الاستغناء عنهما بحال من الأحوال.[١]
حال النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الذكر والدعاء
إنَّ (الدعاء هو العبادة)،[٣]كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وبه تتمثل عبودية العبد لله -تعالى-، فيلجأ إليه فيما يهمه، من جلب نفع أو دفع ضر فهو -سبحانه وتعالى- هو القادر على ذلك؛ فإذا أراد الله بعبده خيراً فتح له من أبواب التوبة، والندم والانكسار، والذل والافتقار، والاستعانة به، وصدق اللجوء إليه، ودوام التضرع والدعاء، والتقرب إليه بما أمكن من الحسنات.[٤]
والدعاء من أهم الأمور التي تظهر عبودية الإنسان لخالقه؛ لذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم-، كثير الدعاء؛ فكان من سنته الدعاء عقب الأذان وعقب الصلوات،[١]وفي الصباح، وفي المساء، وعند النوم، ومن أهم الأذكار والأدعية التي كان يحافظ عليها -صلى الله عليه وسلم- قبل نومه ما سيأتي بيانه.
أدعية ما قبل النوم
أهم الأذكار والأدعية التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحافظ عليها قبل نومه:[٥]
- الدعاء الأول: أوْصَى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- رَجُلًا، فَقَالَ له: (إذَا أرَدْتَ مَضْجَعَكَ، فَقُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، ووَجَّهْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا ملجأ ولَا مَنْجَا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ. فإنْ مُتَّ علَى الفِطْرَةِ).[٦]
- الدعاء الثاني: يُحَدِّثُ عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، أنَّهُ أَمَرَ رَجُلًا، إذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ قالَ: (اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وإنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ فَقالَ له رَجُلٌ: أَسَمِعْتَ هذا مِن عُمَرَ؟ فَقالَ: مِن خَيْرٍ مِن عُمَرَ، مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ).[٧]
- الدعاء الثالث: يقولُ التابعيُّ سهيلُ بن أبي صالحٍ كانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا، إذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ، أَنْ يَضْطَجِعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، ثُمَّ يقولُ: (اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ. وَكانَ يَرْوِي ذلكَ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ).[٨]
المراجع
- ^ أ ب ت "فضائل وفوائد الذكر والدعاء"، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:3377، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريج المسند إسناده صحيح.
- ↑ رواه أبو داوود ، في سنن أبي داوود، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3569، صححه الألباني.
- ↑ محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية، الوابل الصيب من الكلم الطيب، صفحة 6.
- ↑ الدكتور سعيد بن على بن وهف القحطاني، حِصن المسلمِ مِن أذكار الكتاب والسُّنة، صفحة 68. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:6313.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن الحاري، الصفحة أو الرقم:2712.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2713.