تغذية الرضيع في الشهر الخامس

كتابة:
تغذية الرضيع في الشهر الخامس

تغذية الطفل الرضيع في الشهر الخامس

تُعدّ الرضاعة الطبيعية الطّريقة الأفضل والأمثل في تغذية الطّفل منذ الولادة، مع ذلك فقد تلجأ الأمّهات أحيانًا إلى الإرضاع بالحليب الصناعي حتى يأخذ الطفل ما يحتاجه كله من الفيتامينات والمعادن التي تساعده على النمو، لكن يبقى السؤالان المطروحان دائمًا متى موعد إدخال الطعام إلى غذاء الطفل، وما نوع الأطعمة التي يستطيع تناولها.

الشهر الخامس يُعدُّ عُمرًا مناسبًا للبدء بإطعامه، كما توجد علامات تدل على أنّه مستعدٌ لذلك، والمعلومات الآتية تُوضح علامات تُشير إلى أنّ الطّفل أصبح مستعدًا لتناول الأطعمة الصّلبة، مثل: القدرة على إسناد رأسه والمحافظة على قوامه أثناء الجلوس، وزيادة الوزن بمقدار الضعف مقارنةً بوزنه عند الولادة، وعندما يستطيع إغلاق فمه حول الملعقة، وتحريك الطعام داخل فمه من الأمام إلى الخلف، وإبداء الرغبة بتناول الطعام في حال وضعه أمامه.[١]


تغذية الطفل في الشهر الخامس

يمكن تقسيم الخيارات المتاحة لتغذية الطفل في الشهر الخامس كالآتي:


إدخال الأطعمة الصلبة

يحتاج الطفل إلى شرب كميات كافية من الحليب، إلى جانب ضرورة إدخال الأطعمة الصلبة في هذا العمر للحصول على نموٍ كافٍ، بالإضافة إلى تطوير عضلات فكّه وتقويتها، وتعزيز قدرته على النطق، ومن النصائح التي يجب اتباعها بخصوص ذلك ما يأتي:[٢]

  • الحرص على إرضاع الطفل طبيعيًا أو صناعيًا عند إدخال الأطعمة الصلبة؛ فالطعام لا يُغني في هذه الفترة عن الحليب.
  • البدء بالأطعمة الطرية والغنية بالحديد، مثل: اللحوم الحمراء المهروسة جيدًا، أو حبوب الأطفال المخصصة لهم.
  • البدء باختيار الأطعمة المهروسة جدًا، ثم الانتقال إلى الأطعمة المفرومة شيئًا فشيئًا.
  • السماح للطفل بتقرير كمية الطعام التي يُريدها، بعدم إجباره على تناول المزيد من الطعام أو منعه منه.
  • الحرص على تغيير الأطعمة التي تُقدّم للطفل بنكهات وألوان مختلفة.
  • عدم إضافة السكر، أو الملح، أو الزبدة، أو المارغرين، للرضّع والأطفال عمومًا.


طبيعة أطعمة الطفل

من مجموعات الأطعمة التي يُنصح باختيارها للطفل في الشهر الخامس من العمر ما يأتي:[٣]

  • الخضروات والبقوليات: يمكن تقديم بعض أنواع الخضروات والبقوليات المطبوخة والمهروسة جيدًا، مثل: القرع، والكوسا، والقرنبيط، والبازيلاء، والجزء، والبطاطا الحلوة، والبروكلي، ومع الوقت يُنصح بتقليل الهرس إلى حين الوصول إلى مرحلة تقديمها مطبوخةً دون هرس.
  • الفواكه: يُنصح بتقديم الفواكه المطبوخة والمهروسة جيدًا، مثل: الكمّثرى، والخوخ، والمشمش، والتوت، والموز الناضج المهروس غير المطبوخ، ومع الوقت تُخفف نسبة الهرس إلى حين القدرة على إعطاء الطفل الفواكه طازجةً دون طبخ، مع الحرص على تقطيعها بما يتناسب معه، ويجدر التنبيه إلى أنّ بعض أنواع الفواكه مثل التفاح قد تُسبب القطع الكبيرة منها -خاصّةً غير المطبوخة- اختناق الطفل.
  • الحبوب: يُنصح بالبدء بحبوب الأرز المخصصة للأطفال، ثم الانتقال إلى الشوفان المطبوخ، ثم أنواع البسكويت المصنعة من الحبوب الكاملة، مع الحرص على عدم اختيار الحبوب المضاف لها السكر أو الشوكولاتة، ويجب تجنب إضافة العسل أو السكر لأيّ من هذه المنتجات.
  • اللحوم: مثل لحم الضأن، والسمك، والدجاج، ويُنصح بهرسها جيدًا قبل تقديمها للطفل في البداية، ثمّ تقديمها مقطعةً إلى قطع صغيرة عند نموّه بما يسمح بذلك، مع الحرص على عدم إضافة الملح لأيّ من هذه الأطعمة، ويجدر التنبيه إلى ضرورة عدم تناول اللحوم الجاهزة؛ لأنّها غنية بالملح أيضًا.
  • مشتقات الألبان: مثل الجبنة واللبن، ويُنصح باختيار الألبان غير المضافةلها السكر، مع الحرص على عدم إدخال حليب آخر غير حليب الأم أو الحليب المخصص لهذا العمر قبل أن يبلغ الطفل عامه الأول.


كمية طعام الطفل

تختلف درجة النمو من طفل إلى آخر، بالتالي تختلف كمية الطعام التي يحتاجها، وبالرغم من عدم قدرة الطفل على تحديد طبيعة الطعام التي يريدها، إلّا أنّه قادر على تحديد الكمية التي يحتاجها، ويجدر تلبية حاجته حسب ما يريد، بإبداء فقدان المتعة في تناول الطعام أو إزاحة الفم أو الوجه بعيدًا عنه، ومن الجدير بالعلم أنّ شهية الطفل تختلف من يوم إلى آخر.[٣]

 

الرضاعة الطبيعية لطفل الشهر الخامس

يحتاج الأطفال إلى شرب ما يُقارب 730 مليلترًا من الحليب خلال 24 ساعةً، سواء كان هذا الحليب طبيعيّا أم صناعيًا، لذلك فإنّ حليب الأم أغلب ما يعتمد عليه الطفل في هذا العمر، مع الحرص على البدء بإدخال الأطعمة الصلبة تدريجيًا خلاله، وتشير الأكاديمية لطب الأطفال إلى وجوب الاستمرار بإرضاع الطفل طبيعيًّا منذ الولادة حتى عمر 6 أشهر، مع المواظبة على ذلك حتى عمر السنة، لكنْ مع إدخال الأطعمة الصلبة في برامج الغذاء، وتوضّح الأبحاث أنّ الرضاعة الطبيعية مفيدة لتعزيز صحة الطفل، مما يعني أنّه كلّما طالت مدة الرضاعة تحسّنت صحة الرضيع.[٤]

ويتكوّن حليب الأم من التركيبة الغذائية المحتوية على العناصر كلها التي يحتاجها، وهو مهمّ لتحسين عمل الجهاز المناعي؛ ذلك لاحتوائه على الأجسام المضادة المقوّية للمناعة في الجسم، لهذا السبب تُعدّ الرضاعة من الثدي عاملًا وقائيًّا من أمراض سرطان الثدي، ومرض القلب، والسكري، وسرطان المبيض، بالإضافة إلى دورها في الحدّ من الإصابة بأمراض ارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل الروماتويدي.[٥]


الأطعمة الممنوعة لطفل الشهر الخامس

يوجد الكثير من الأطعمة التي ينبغي عدم تضمينها في غذاء الأطفال الرضّع، ويُوضّح ذلك من خلال مجموعة النقاط المدرجة أدناه:[٦]

  • البيض: يجب عدم تناوله من الأطفال الرضّع دون عمر 6 أشهر، ويشمل ذلك بيض الدجاج، والإوز، والسمّان، والبطّ، ومن المهم طهي البيض جيّدًا قبل تقديمه للأطفال، ويجب عدم تناوله نيّئًا، أو تناول المنتجات التي تحتوي على كميات غير مطبوخة منه، كالمايونيز، والبوظة المصنوعة في البمنزل، وبعض أنواع الحلوى.[٦]
  • العسل : يحتوي على نوع من البكتيريا التي لا تناسب الأطفال الرضّع، مما يؤدي إلى الإصابة بحالة من التسمم الغذائي المضرّ جدًّا بصحة الصغار، والعسل يحتوي على المواد السكرية التي تؤذي أسنان الطفل وتصيبها بالتسوّس، مما يعني وجوب الامتناع عن إعطائه للأطفال تحت عمر السنة.[٦]
  • السكّر: يُعدّ من المنتجات غير اللازمة لجسم الطفل، ويُمنَع إعطاؤه له من خلال عدم تقديم الأكلات الخفيفة، والعصائر الغنية بالسكّر، التي توجد غالبًا على شكل عصائر فواكه، ومنعه للطفل يُعدّ مفيدًا في وقايته من الإصابة بتسوّس الأسنان.[٦]
  • بعض أنواع الجبن: يحتوي على عناصر الكالسيوم، والبروتين، والفيتامينات، مع ذلك فهو غذاء غير مناسب أبدًا للأطفال تحت سن 6 أشهر، وينوّه إلى عدم وجوب تقديم النوع الطري المُحضر بالعفن (mould-ripened soft cheeses) منه مطلقًا للأطفال تحت هذا العمر، وتشمل أنواع هذا الجبن الكمبر، والنوع المصنوع من حليب الماعز، والجبن الأزرق. ويعزى سبب خطر هذه الأنواع إلى احتوائها على بكتيريا الليستيريا (listeria) التي تُقتل بالطهي، وتقدّم الأمّهات أنواع الجبن الصلب كامل الدسم للأطفال الأكبر عمرًا من 6 أشهر.[٦]
  • مشروبات الأرز: تُمنَع للأطفال الأقل من 5 سنوات، إذ لا تُعتمَد بديلًا عن حليب الأم، أو حليب البقر بعد عمر السنة، أو الحليب الصناعي؛ ذلك لغناها بعنصر الزرنيخ الذي ينتقل من الطبيعة إلى المياه والطعام، ويُسمح لشركات تصنيع الأرز بإضافة هذا العنصر بمستويات مقيّدة لا تؤدي إلى الإضرار بالمستهلكين.[٦]
  • الأطعمة المالحة: يُمنع استهلاك الأطفال الرضّع المأكولات التي تحتوي على الملح، كما يجب عدم إضافة الملح إلى ماء الطبخ في طعام الأطفال، بالإضافة إلى ذلك ينبغي عدم استخدام مكعّبات مرق الدجاج المالحة في طعام الرضّع، وتُعدّ النقانق، والوجبات السريعة، والأكلات الجاهزة، والشيبس المملّح، والرقائق المملحة ممنوعةً أيضًا.[٦]
  • المكسّرات: يُمنَع إعطاؤها للأطفال الرضّع قبل سن 5 سنوات؛ إذ قد تسبب لهم الاختناق، وتُضمّن في غذائهم بعد سن 6 أشهر، لكن بشرط تقديمها مطحونةً أو كزبدة، مثل زبدة الفول السوداني، وقد يعاني بعض الأطفال من الحساسية الغذائية تجاه المكسرات وزبدة الفستق، خاصّةً إذا كان في العائلة تاريخ من الإصابة بها.[٦]

كما يوجد المزيد من المأكولات التي يمنع استخدامها في غذاء الأطفال، من أمثلتها[٦]

  • الأطعمة المحتوية على نسب عالية من الدهون المشبعة، مثل: البسكويت، والكعك، ورقائق البطاطا.
  • الحلوى الهلامية، كمكعبات الجلي، التي قد تسبب الاختناق للأطفال.
  • المأكولات البحرية، التي تتضمّن أسماك أبو سيف، والقرش، والمارلين؛ فهي غنيّة بالزئبق الذي قد يضرّ بصحة دماغ الطفل، كما يُمنع إطعام الصغار في هذا العمر المحار غير المطبوخ جيّدًا، أو غير المطهي أبدًا، ومن أنواع المحار الممنوعة بلح البحر؛ إذ يسبّب تناوله حالات من التسمم الغذائي.


أطعمة تسبب الحساسية للرضيع

يجب أن يكون الوالدان على اطلاع لأي ردود فعل تحسسية قد تظهر مع أي طعام جديد يُقدَّم للطفل؛ إذ يوجد أكثر من 160 نوعًا من الأطعمة المسببة للحساسية، وبعضها قد يكون أكثر حساسيّةً من غيرها، وقد تتضمن أعراضها وجود مشكلة في التنفس، وصفير الصّدر عند التّنفس، والسعال، وبحّة الصوت، والشعور بضيق في الحلق، وألم البطن، والتقيؤ، والإسهال، والحكة، وتورم العيون، والقشعريرة، وظهور بقع حمراء، والتورم، وانخفاض ضغط الدم، مما يسبب الدوار أو فقدان الوعي، ومن المعروف أنه توجد 8 أطعمة قد تسبب مشكلات الحساسية لدى الفرد تصل إلى 90%،[٧][٨] وفي ما يأتي أكثرها شيوعًا لدى الأطفال:[٩]

  • حليب البقر: غالبًا ما تظهر حساسية حليب البقر عند الرضع والأطفال الصغار، خاصةً عندما يتعرضون لبروتين حليب البقر قبل بلوغهم ستة أشهر من العمر، وتعد واحدةً من أكثر أمراض الحساسية الشائعة لدى الأطفال؛ إذ تؤثر على 2-3% من الأطفال والرضع، مع ذلك فإن ما يقارب 90 % منهم سيتغلبون على هذه الحالة في سن الثالثة، مما يجعلها أقل شيوعًا لدى البالغين، وقد تضطر الأمهات المرضعات للأطفال الذين يعانون من الحساسية إلى إزالة حليب البقر والأطعمة التي تحتوي عليه من وجباتهم الغذائية الخاصة، مثل: الجبنة، والزبدة، والسمن، والزبادي، والكريمة، والبوظة، وبالنسبة للأطفال الذين لا يرضعون رضاعةً طبيعيةً سيوصي الطبيب الخاص ببديل مناسب لحليب البقر.
  • البيض: تعد حساسية البيض السبب الثاني الأكثر شيوعًا للحساسية الغذائية عند الأطفال، لكن 68% من الأطفال الذين يعانون منها سيتغلبون عليها عند بلوغهم سن 16 عامًا. وقد تكون الحساسية من بياض البيض وليس الصفار أو العكس؛ وذلك لأن البروتينات في بياض البيض وصفاره تختلف، لكن معظم البروتينات التي تسبب الحساسية توجد في بياض البيض، لذا فإن الحساسية منه أكثر شيوعًا، وقد لا يضطر الطفل إلى تجنب جميع الأطعمة التي يوجد فيها البيض، إذ يمكن لتسخينه تغيير شكل البروتينات المسببة للحساسية، مما يعني أنها أقل عرضةً للتسبب برد فعل، لذلك حوالي 70% من الأطفال المصابين بحساسية البيض يمكنهم تحمل تناول البسكويت أو الكعك الذي فيه بيض مطبوخ. كما أظهرت بعض الدراسات أن إدخال منتجات مخبوزة للأطفال المصابين بحساسية البيض قد يقلل الوقت الذي يستغرقه لتجاوزها، لكن يجب مراجعة الطبيب الخاص بالطفل قبل إدخال أي أطعمة تحتوي عليه؛ لأن بعض الأطفال لديهم ردود فعل تحسسية شديدة.[١٠]
  • القمح: تعد حساسية القمح استجابةً تحسسيةً لأحد البروتينات الموجودة في القمح، وتميل إلى التأثير على الأطفال أكثر من غيرهم، وفي معظم الحالات يتغلبون عليها عند بلوغهم سن العاشرة، وغالبًا ما يُخلط بينها وبين الدّاء البطني أو حساسية الغلوتين (celiac disease)، لكن هذه الأمراض تعد غير خطيرة بعكس حساسية القمح التي قد تكون مهددةً للحياة؛ لأنها تُسبب ردة فعل مناعيةً قويةً. ويحتاج الأشخاص المصابون بحساسية القمح فقط إلى تجنبه، ويمكنهم تحمل الغلوتين من الحبوب التي لا تحتوي على القمح، ويستطيع الطبيب تشخيص هذه الحالة من خلال اختبار وخز الجلد.
  • الصويا: تؤثر حساسية الصويا على حوالي 0.4% من الأطفال، وهي الأكثر شيوعًا عند الرضع والأطفال دون سن الثالثة، ومن المثير للاهتمام أن عددًا قليلًا من الأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه حليب البقر لديهم حساسية من فول الصويا، ونظرًا لوجود فول الصويا في العديد من المنتجات على شكل حليب الصويا أو صلصة الصويا وغيرها فمن المهم قراءة الملصقات الغذائية وتجنب هذه المنتجات.


المراجع

  1. Lucy Robinson (19-9-2017), "Age-by-age guide to feeding your baby"، www.babycenter.com, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  2. "First Foods", www1.health.gov.au, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Balancing introducing solids with milk feeds", www.pregnancybirthbaby.org.au, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  4. "How much expressed milk will my baby need?", kellymom, Retrieved 23-3-2020. Edited.
  5. "Infant and toddler health", www.mayoclinic.org,18-5-2018، Retrieved 21-11-2019. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Foods to avoid giving babies and young children", www.nhs.uk,15-11-2018، Retrieved 21-11-2019. Edited.
  7. "Feeding Baby: How to Avoid Food Allergies", webmd, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  8. "Food Allergies", kidshealth, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  9. Helen West, "The 8 Most Common Food Allergies"، healthline, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  10. Leonard SA1, Sampson HA, Sicherer SH, Noone S, Moshier EL, Godbold J, Nowak-Węgrzyn A. (8-2012), "Dietary baked egg accelerates resolution of egg allergy in children."، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 22-11-2019. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×