تغذية مرضى التوحد

كتابة:
تغذية مرضى التوحد

مرض التوحد

التوحد أو طيف التوحد اضطراب يؤدي إلى تنفيذ الشخص أنماط سلوك متكررة يؤدي إلى حدوث ضعف في التفاعل الإجتماعي للشخص مع أشخاص أخرين، ووفقًا لجمعية التوحد الأمريكية، وأغلب الحالات تُشخّص في مرحلة الطفولة، وتبدأ الأعراض بالظهور قبل 3 سنوات من العمر، وأثبتت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أنّ طفلًا بين 59 طفلًا قد يصاب بـاضطراب طيف التوحد.

مصطلح طيف يشير إلى مجموعة أعراض للمرض، ومن حيث شدتها فبعض الأشخاص المصابين لديهم مشاكل اجتماعية، وآخرون قد يصبحون قادرين على العمل بشكل أكثر استقلالية.[١]


تغذية مرضى التوحد

في أغلب الأحيان يكرر مرضى التوحد الكثير من السلوكيات التي تؤثر في عادات تناول الطعام لديهم، وتسبب مشاكل؛ مثل:[٢]

  • اختيار أطعمة محددة، أو كره أنواع معينة، حيث مريض التوحد قد يعاني من حساسية تجاه طعم أو رائحة أو لون أو ملمس الأطعمة، أو تجنب أطعمة معينة؛ كالخضروات، والفاكهة، والوجبات الخفيفة.
  • عدم تناول ما يكفي من الطعام، فالمرضى يعانون من مشكلات في التركيز على مهمة واحدة؛ لذا يصعب أن يتناول الفرد منهم وجبة كاملة.
  • الإمساك، يحدث بسبب محدودية تناول الطعام، ويتبع الطفل نظام تغذية كاملًا متوازنًا غنيًا بالألياف، إضافة إلى شرب الكثير من السوائل، وزيادة النشاط البدني.
  • التفاعلات الأدوية، حيث بعض أنواعها التي تُستخدَم في علاج التوحد قد تقلل الشهية -مثل الريتالين-، فتقلّ كمية الطعام التي يتناولها الطفل، مما يؤثر في النمو.

الأطفال المصابون بالتوحد قد يعانون صعوبة في الحصول على وجبات غذائية، والجلوس خلال أوقات الوجبات، مما يسبب نقص العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها، خاصة الكالسيوم والبروتين، وتغذية مرضى التوحد تُنفّذ عن طريق[٢] اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين أو الكازين، مما يساعد في تخفيف أعراض التوحد، فالغلوتين نوع من البروتين الموجود في القمح والشعير، والكازين بروتين موجود في الحليب، إذ يُعتقد أنّ المصابين بالتوحد لديهم ما يُسمّى بحالة الأمعاء المتسرّبة، وهي الأمعاء التي تسمح لأجزاء من البروتينين المذكورين بالتسرب إلى مجرى الدم، والتأثير في المخ والجهاز العصبي المركزي، حيث الاعتقاد قد يؤدي إلى الإصابة بالمرض، أو زيادة الأعراض، بينما تشير بعض الدراسات إلى أنّ هذه الوجبات الغذائية قد تصبح فعّالة بالنسبة لبعض الأطفال، غير أنّ بعض الدراسات العلمية لم تثبت صحة هذا الأمر؛ لذلك تُفضّل استشارة اختصاصي تغذية قبل إجراء أيّ تغييرات جذرية في نظام الطفل الغذائي، إذ يؤدي ذلك إلى ظهور آثار جانبية، ونقص محتمل في المُغذّيات عند اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين أو الكازين لمرضى التوحد.[٢].


سبب مرض التوحد

سبب الإصابة بهذا المرض غير معروف، لكن ما يحدث هو مشكلات في أجزاء معينة من الدماغ، ويُعدّ التوحد أكثر شيوعًا عند الأطفال الذكور بنسبة أكبر من الأطفال الإناث، فهو يحدث لأي شخص بغض النظر حالته الإجتماعية أو عرقه، لكن يزيد خطر الإصابة إذا كان الوالد كبير السن، أو تعرّضت الأم الحامل لمواد كيميائية، أو أدوية معينة، أو أنّها مصابة بالسكري، أو السمنة، وأثبتت بحوث ارتباط الإصابة بالتوحد بعدم علاج الأمراض التي تصيب حديثي الولادة؛ كـالحصبة الألمانية أو الفينيل كيتونوريا، ولا يوجد دليل على أنّ اللقاحات قد تسبب مرض التوحد.[٣]


أعراض مرض التوحد

يعاني الأشخاص المصابون بـالتوحد من مشاكل في المهارات الاجتماعية، والعاطفية، والاتصال، ويكررون كثيرًا من السلوكيات، أمّا بعضهم لا يريدون تغيير الأنشطة اليومية، ولديهم طرق مختلفة في التعلم والانتباه والتفاعل، وفي أغلب الأحياة تظهر الأعراض في مرحلة مبكّرة خلال الطفولة، وتستمر طوال الحياة، ومنها:[٤]

  • عدم الإشارة إلى الأشياء لإظهار الاهتمام (على سبيل المثال، عدم الإشارة إلى طائرة تُحلّق).
  • عدم النظر إلى الأشياء مباشرة عندما يشير شخص آخر إليها.
  • مشاكل في التعلق بأشخاص آخرين.
  • تجنب التواصل مباشرة بالعين، ودائمًا يريد أن يبقى لوحده.
  • مشاكل في فهم مشاعر غيره، أو في التحدث عن المشاكل.
  • عدم تفضيل أن يحتضنه أشخاص أخرون إلّا عندما يريد ذلك.
  • عدم الفهم عندما يتكلم الأشخاص، ويردّ بأصوات أخرى.
  • الاهتمام بالأشخاص لكن لا يعرف كيف يتحدث أو يلعب معهم.
  • يكرر الكلمات والعبارات والحركات.
  • صعوبة في التعبير عن احتياجاته باستخدام الكلمات أو الحركات.
  • مشاكل في تغيير الروتين، والتكيف مع روتين الجديد.
  • ردود فعل غير عادية على الأشياء التي لها رائحة، أو مذاق، أو شكل، أو إحساس، أو صوت معين.
  • فقد مهارات امتلكها سابقًا؛ مثل: التوقف عن قول كلمات كان يستخدمها.


علاج مرض التوحد

لا يوجد علاج لمرضى التوحد، إذ إنّ كلّ حالة تختلف عن أخرى، ويختلف التعامل معها، والعلاج يتضمن استراتيجيات لإدارة المشاكل المرضية المصاحِبة للمرض؛ مثل: الصرع، والاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري، واضطرابات في النوم، والتداخلات العلاجية ليست فعّالة للأشخاص جميعهم، لكنّها مفيدة لبعض مرضى التوحد؛ مثل[١]:

  • العلاج السلوكي، الذي يساعد مرضى التوحد في التعرف إلى تأثير سلوكياتهم في البيئة واستجابة المريض للتعليم، ويهدف تحليل السلوك التطبيقي إلى زيادة السلوكيات المستحبة، والتقليل من السلوكيات الضارة باستخدام التعزيز الإيجابي، ويساعد هذا التحليل أيضًا في تحسين التواصل، والذاكرة، والتركيز، والأداء الأكاديمي.
  • نموذج دنفر للتدخل المبكر، يُستخدَم هذا العلاج للأطفال ما بين (1-4) سنوات، ويستخدم الاختصاصي أنشطة للعب لمساعدة الطفل المصاب بالتوحد في بناء علاقات إيجابية، ويواصل الوالدان العلاج في المنزل، الذي يدعم مهارات الاتصال والقدرات المعرفية.
  • منطقة اللعب، هو إحدى طرق العلاج التي تتضمن مشاركة الأباء مع أطفالهم منطقة اللعب لمساعدتهم في بناء العلاقات، ومن خلال هذه المشاركة يتعلّم الطفل المصاب الاتصال المتوازن ثنائي الاتجاه، والفكر العاطفي، والأُلفَة، ويتعلمون أيضًا أخذ زمام المبادرة في تنظيم أُمورهم، والانخراط في البيئة المحيطة.
  • العلاج المهني، يساعد في تطوير مهارات الحياة، وتعلم الاستقلال من خلال جلسات علاج تستمر من (30-60) دقيقة، وتشمل هذه المهارات ارتداء الملابس دون مساعدة أحد، والنظافة الشخصية، والمهارات الحركية ثم ممارستها خارج جلسات العلاج.
  • علاج الاستجابة المحورية، الذي يهدف إلى دعم وتحفيز الأطفال على اللعب؛ مثال: إذا أراد الطفل لعبة السيارة ويسأل بطريقة مناسبة لأخذها فإنّه يحصل عليها، وهذا يشجع الأطفال الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد على بدء زيادة التفاعل الاجتماعي.
  • تدخل في تطوير العلاقة، يساعد في تحسين نوعية الحياة لدى مرضى التوحد، ويعتمد العلاج بشكل أساسي على أهمية التفكير الديناميكي، والقدرة على تحليل الأفكار، ومعالجة المواقف بسهولة.
  • علاج التخاطب، يساعد المرضى في مواجهة التحديات التي تقف أمامهم، ويتضمن العلاج مطابقة العواطف مع تعبيرات الوجه، وتعلم كيفية تفسير لغة الجسد، والرد على الأسئلة، ومساعدته في تقوية النطق بوضوح.
  • برنامج تيتش، يساهم في دمج احتياجات أطفال التوحد ببيئاتهم الدراسية، والتركيز على التعليم والتواصل.
  • العلاج السلوكي اللفظي، الذي يربط اللغة والمعنى بأسباب استخدام هذه الكلمات.
  • العلاج بالأدوية، يعتمد على حالة الطفل المصاب بالتوحد، لكنّه يعطى في حالة معالجة النوبات، أو الاكتئاب، أو اضطرابات النوم.


المراجع

  1. ^ أ ب Nancy Hammond (20-11-2018), "What to know about autism"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت Karen Ansel (2-4-2018), "Autism Spectrum Disorders (ASD) and Diet"، www.eatright.org, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  3. "Autism", www.webmd.com, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  4. "What is Autism Spectrum Disorder?", www.cdc.gov, Retrieved 19-11-2019. Edited.
6223 مشاهدة
للأعلى للسفل
×