تفسير آية (قال فمن ربكما يا موسى)

كتابة:
تفسير آية (قال فمن ربكما يا موسى)

التفسير العام لآية (قال فمن ربكما يا موسى)

وردت الآية الكريمة في سورة طه، وقد تحدثت عن دعوة النبي الله موسى وهارون -عليهما الصلاة والسلام- لفرعون، وأن فرعون وجه سؤالاً إلى موسى وهارون -عليهما السلام-؛ قال لهما: من ربكما؟، فكان فرعون يتساءل وكان المتكلم موسى وأخوه هارون -عليهما السلام-، وهارون -عليه السلام- كان وزيراً وشريكاً في النبوة لسيدنا موسى -عليه السلام-.[١]

وقال بعض المفسرين أن المعنى "فمن ربك وربه يا موسى" فغلب الخطاب؛ لأن المخاطب كان موسى وهارون -عليهما السلام- وكليهما مخاطب، وأما ترك ذكر النبي هارون والاكتفاء بموسى -عليهما السلام- لموافقة رؤوس الآيات، وقيل أيضاً قد يدل على المخاطب موسى -عليه السلام- فقط، وليس هارون -عليه السلام-؛ فقال ربنا ولم يقل قالا، فلو كان الخطاب لموسى وهارون -عليهما السلام- لكان الجواب منهما.[٢]

التفسير الخاص لآية (قال فمن ربكما يا موسى)

خُص سيدنا موسى بالنداء فهو الذي يتكلم عن نفسه وعن النبي هارون بالرسالة والدعوة، وهذا سؤال من فرعون، فقد كان يرى نفسه أنه إله ورب، وكان فرعون يريد من شعبه وقومه أن يقوموا بعبادته، فلما جاء كل من نبي الله موسى وهارون -عليهما السلام-؛ كذباه ودعوه بأنه عبد لله فالله هو الخالق؛ فأخذ يتساءل فرعون من هو هذا الإله الذي تدعواني إليه.[١]

وقال بعض المفسرين أن الله -سبحانه وتعالى- في الآية الكريمة مُخبر عن فرعون، أنه قال للنبي موسى -عليه السلام- منكراً لوجود الخالق؛ وهو إله كل شيء وخالق كل شيء، أي من الذي أرسلك وبعثك، فأنا لا أعرفه وما علمت لكم من إله غيري.[٣]

الدروس والحكم المستفادة من الآية (قال فمن ربكما يا موسى)

نستنتج من الآية السابقة العديد من الدروس والحكم، نذكر منها:

  • أن الأنبياء جميعاً قاموا بمهمة الدعوة والرسالة على أكمل وجه

فقد قام كل مننبي الله موسى -عليه السلام- والنبي هارون -عليه السلام- بتبليغ وإيصال الدعوة إلى فرعون، والتقدير في ذلك: اذهبا فقولا له ما أمرتكما به، فقال فرعون لهما: من ربكما؟.[٤]

  • أن الوزير هو من يكون تابعاً ومؤيداً

وقد قام بهذه الوظيفة خير قيام نبي الله هارون -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد كان مؤيداً ومسانداً لنبي الله موسى -عليه السلام- في دعوته لفرعون.[٥]

  • حرص موسى على دعوة فرعون إلى الإيمان بالله -تعالى-

فقد عاش في قصر فرعون في صغره، فكان بينهما تواصل سابق، ولعل ذلك من جعل موسى -عليه السلام- هو من تولى الحوار، وهارون -عليه السلام- يصدقه، ومن ذلك أيضاً جاء قول فرعون للنبيين موسى وهارون -عليهما السلام- بجملة مفصولة.[٦]

وقد وجه فرعون الكلام إلى موسى وهارون -عليهما السلام-؛ بالضمير المشترك، ثم بعد ذلك خص النبي موسى -عليه السلام-؛ لأنه كان يرى أن النبي موسى -عليه السلام- هو المقصود في الدعوة.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد المنتصر بالله بن محمد الكتاني، تفسير القرآن الكريم، صفحة 2. بتصرّف.
  2. أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، التفسير البسيط، صفحة 413. بتصرّف.
  3. عبد العزيز بن عبد الله الراجحي، شرح تفسير ابن كثير، صفحة 2. بتصرّف.
  4. محمد الطاهر بن محمد عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 231. بتصرّف.
  5. محمد الطاهر بن محمد عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 232. بتصرّف.
  6. ^ أ ب محمد الطاهر بن محمد عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 231. بتصرّف.
16777 مشاهدة
للأعلى للسفل
×