تفسير آية (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )

كتابة:
تفسير آية (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )

تفسير آية (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)

يقول الله -تبارك وتعالى-: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا)،[١] وفي هذه الآية الكريمة يخاطب الله -تبارك وتعالى- نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، بأن يا محمد قل لأعدائك ولمن يريدون بك السوء أنّه لن يصيب الإنسان إلا ما كتبه الله -تبارك وتعالى- له، فنحن تحت مشيئته وقدره سبحانه،[٢]وأنّ الله -تبارك وتعالى- مولانا وهو سيدنا ونعم الوكيل، فلا تخشاهم، ولا يظن هؤلاء أن بمقدور أي شخص الفرار من القدر أو تغييره، وبذلك يكون المسلم أقوى فلا يخشى أحدًا.[٢]

مناسبة الآية لما قبلها

جاءت الآية الكريمة بعد قول الله -تبارك وتعالى-: (إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ)،[٣] فلما كان قولهم متضمنًا ظنهم القدرة على الفرار من القدر، وأنهم يفرحون بما يصيب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وعامة المسلمين، جاءت هذه الآية الكريمة: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا)؛[١] ردًا عليهم بأن كل ما يصيب الناس من الله تبارك وتعالى، ولا أحد يستطيع الاحتراس من القدر أو الفرار منه.[٤]

من فوائد آية (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)

إن المتدبر في قول الله -تبارك وتعالى-: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا)،[١] يجد أنها تكمن على قانون حياتي عظيم، يستطيع من خلاله استنباط العديد من الفوائد، والتي منها:[٥]

  • قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، قانون حياة في التوكل على الله تعالى، وعدم الخوف من غيره سبحانه وتعالى.
  • إذا أيقن المسلم أن لن يصيبه إلا ما كتب الله له، سعى في رزقه دون قلق، لأنه يعلم أنه في كنف الله -تبارك وتعالى-.
  • اعتقاد المسلم أن أمره بيد الله -سبحانه وتعالى- يجعله إنساناً متوازناً، فهي تمنحه القوة الكافية على تحمل المصائب والصبر على الشدائد.
  • قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا لا تعني الاستسلام؛ بل تعني السعي دون خوف ولا ريب؛ لأن المسلم في كنف الله -تبارك وتعالى-، وهذا ما يؤكده قول الله -تبارك وتعالى-: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)،[٦] فيلزم المسلم أن يتوكل على الله -تبارك وتعالى-، كما يُنكر عليه أن يتواكل فلا يسعى في سبيل رزقه وكافة أمور دنياه.
  • على المسلم أن يعتقد عقيدة صادقة قوية أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له وهو بذلك يكون مسلما قويا لا يخشى أحدا، ولكن عليه في الوقت ذاته أن لا يغفل على الجزء المتمم للآية الكريمة، والذي فيه وجوب توكل المؤمنين على الله -سبحانه وتعالى-، بمعنى أن يسعى دائما دون خوف أو ارتياب، آخذًا بالأسباب متوكلًا على الله مستحضرًا أوامره -سبحانه- ومراقبته وكنفه.

المراجع

  1. ^ أ ب ت سورة التوبة، آية:51
  2. ^ أ ب ابن كثير، تفسير ابن كثير، صفحة 142. بتصرّف.
  3. سورة التوبة، آية:50
  4. "موسوعة النفسير سورة التوبة"، الدرر السنية. بتصرّف.
  5. أحمد إبراهيم الشريف (1-5-2021)، "قل لن يصيبا إلا ما كتب الله لنا ... مواجهة الحياة بثبات"، اليوم السابع، اطّلع عليه بتاريخ 16-1-2022. بتصرّف.
  6. سورة النجم، آية:39
6241 مشاهدة
للأعلى للسفل
×