تفسير اسم حياة في المنام

كتابة:
تفسير اسم حياة في المنام

معنى اسم حياة

المعاني هي دائمًا ما يطرقُ الأذهان عند ذكر أيٍّ من الكلمات، كيف وإن كانت تلك الكلمات هي الأسماء، فالاسم هو أهمُّ ما يحمله المرء في حياته ويبقى مكلفًا في البحث عن معناه وتقصي أسراره حتَّى يحيط بها كاملة، واسم حياة هو أحد الأسماء التي لا بدَّ من الحديث عنها لجمالها وانتشارها بين الناس فهو اسم علم مؤنث عربي حسب معجم معاني الأسماء، والحياة هي نقيض الممات وربما هي العيش الكريم، والحياة هي النَّفع والمنفعة، والحياة هي النموّ والبقاء، ومستوى الحياة هو مستوى معيشة الإنسان، وبعد أن فُصِّل معنى اسم حياة لا بدَّ من الإشارة إلى تفسير اسم حياة في المنام، وسيتم ذلك في هذا المقال.[١]

تفسير اسم حياة في المنام

المنام هو حالةٌ تحدث للإنسان وتتبادر إليه بعض الرُّؤى التي تقسم إلى بعضٍ من الأقسام، إمَّا حديث نفسٍ أو تلاعب شيطان، أو رؤى صالحة هي ضربٌ من علم الغيب، وقد روي عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "رُؤيا الرَّجُلِ الصَّالحِ بُشْرى مِن اللهِ وهي جُزءٌ مِن ستَّةٍ وأربعينَ جُزءًا مِن النُّبوَّةِ فحدَّثْتُ به ابنَ عبَّاسٍ فقال قال العبَّاسُ بنُ عبدِ المُطَّلبِ قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- هي جُزءٌ مِن خَمسينَ جُزءًا مِن النُّبوَّةِ"[٢] وهذا الحديث يشير إلى أهمية الأحلام في الشريعة الإسلامية.[٣]

وقد يتبادر إلى أحلام المرء اسم حياة، في المنام، والحياة هي الدُّنيا والدُّنيا هي المرأة في المنام، ومن رأى في منامه امرأة فهي دنيا، ورؤية الدنيا في المنام تدلُّ على المكائد واللهو واللعب والغرور، وربما دلَّت أيضًا على الولد والزوجة والمال، والدنيا هي المرأة الدَّنية، وربما دلَّت أيضًا على المصحف لأنَّ القرآن هو بدر الدُّنيا، وعلى الإنسان الفطن عندما يقوم بتفسير أحد رؤاه ألَّا يقف فقط على الرؤية بعيدًا عن حال الرَّائي ووقت الرؤية وغيرها من ضوابط التفسير الصحيح، وذكر تفسير الحياة والدنيا في هذا المقال لا يعني أنَّ هذا هو التفسير الوحيد والصحيح، وإنما هذا الكلام جميعه هو على وجه التقريب لا التَّحديد لسعة هذا الباب، وهكذا يكون قد توضَّح ولو بشكلٍ قليلٍ تفسير اسم حياة في المنام، والله في ذلك هو أعلى وأعلم.[٣]

الرؤيا الصالحة

بعد الحديث عن تفسير اسم حياة في المنام، تجدر الإشارة إلى موضوعٍ هامٍّ وهو الرؤيا الصالحة، فالإنسان يحاول دائمًا كشف الغيب بأي الطُّرق سواءً كانت المشروعة أم لا مثل الذهاب للمنجمين، وهنا يكون يجب أن يكون رادعه الإسلامي متيقظًا كي لا يقع في مداخل الشرك، والأمر الوحيد الذي من الممكن أن يدخل في باب الغيبيات ولا حرج فيه هو الرؤيا الصالحة في المنام إذ إنَّها من البشارات التي بقيت ليستأنس بها المرء في حياته، قال تعالى في سورة يونس: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[٤] وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهم من رأى الرؤى الصالحة فبشر بها صحابته الكرام، وخاصة عند رؤيته دخول مكة قبل أن يدخلها، قال تعالى في سورة الفتح: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا}.[٥][٦]

وشروط الرؤية الصالحة كما وصفها ابن القيم قال: "ومَن أراد أن تَصدُق رؤياه، فلْيتحرَّ الصدقَ، وأكْلَ الحلال، والمحافظةَ على الأوامر والنواهي، ولْيَنَمْ على طهارة كاملة مستقبلاً القبلة، ويَذكُر الله في غالب أحيانه، ويذكر الله حتى تُغلق عيناه، فإن رؤياه لا تكذب ألبتةَ، وأصدق الرؤيا ما كان بالأسحار، فإنه وقت التنزُّل الإلهي، واقتراب الرحمة والمغفرة، وسكون الشياطين، وعكسه رؤيا العشاء عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية."، فالرؤيا ليست معيار يستطيع المرء تأويلها دائمًا، فأهواء النفس كثيرةٌ وتلاعب الشياطين لا يخفى على أحد ليحزن ابن آدم ويجعله في همٍّ وكدر، وهكذا يكون قد تبين تفسير اسم حياة في المنام والإشارة إلى ومضاتٍ في الرؤيا الصالحة، والله في ذلك هو أعلى وأعلم.[٦]

المراجع

  1. "تعريف و معنى حياة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-09-2019. بتصرّف.
  2. رواه الطبراني، في المعجم الأوسط، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6/67، لا يروى هذا الحديث عن العباس إلا بهذا الإسناد تفرد به علي بن حكيم.
  3. ^ أ ب "كتاب: تعطير الأنام في تعبير المنام"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-09-2019. بتصرّف.
  4. سورة يونس، آية: 64.
  5. سورة الفتح، آية: 27.
  6. ^ أ ب "الرؤى والأحلام في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-09-2019. بتصرّف.
4968 مشاهدة
للأعلى للسفل
×