معنى اسم سراج
إنّ من الأسماء التي يتسابق الأهل لتسمية أبنائهم بها اسم سِراج؛ نظرًا لأنّه اسمٌ من أسماء الرّسول العربيّ محمّد بن عبد اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم-، وذلك تبعًا لما جاء في الآية الكريمة من سورة الأحزاب في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا}،[١] والسِّراج كما جاء عند مؤلّف كتاب لسان العرب -المعجم الأشهر- ابن منظور هو المصباح الزّاهر الذي يُسرج في الليل، والجمع سُرُج، وتُسمّى الشّمس سراج النّهار، وسيتحدّث هذا المقال عن تفسير اسم سراج في المنام.[٢]
تفسير اسم سراج في المنام
يقول الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير المنام في تفسير اسم سراج في المنام إنّ السِّراج في المنام يختلف بحسب حال الرّائي، فإن رأته حامل فإنّها تلدُ ذكرًا، وإن كان ضوء السِّراج خافتًا فإنّها تلدُ بنتًا، وإن رأى المريض السّراج فإن ذلك يكون زوجة له، وإن انطفأ السّراج فإن ذلك المريض يموت، ومن رأى أنّه أصلَحَ سراجًا فأضاء وكان له مريض فأنّ ذلك المريض يشفى بإذن اللّٰه، وقال بعضهم إنّ السّراج يدلّ على ظهور الأشياء الخفيّة، وإن رأى قيّم البيت في منامه سراجًا قويًّا فإنّ ذلك يدلّ على صلاح حال قيّم البيت، وإن كان قد رأى السّراج ضعيفًا فهذا يدلّ على ضَعف حالة القيّم، وإن انطفأ السّراج فإنّه يدلّ على أمرين: إمّا أن تكون حال قيّم البيت سيّئة وفيها لبس، وإمّا أن يدلّ ذلك على موته، أو موت ولده أو والديه أو زوجته، وإن رأى المريض أنّه يصعد إلى السّماء بسِراج فإنّ تلك هي الروح التي يصعد إليها، ومن رأى أنّه اقتبس سِراجًا فإنّه ينال علمًا ورفعة، وإن رأى أنّه يُطفئ سراجًا بفمه فإنّه يُبطِلُ أمر رجلٍ يكون على الحق، ومن رأى أنّه يمشي في النّهار بسِراج فإنّه يكون شديد الدّين ومستقيم الطّريقة، وإن رأى أنّه يمشي في الليل بسِراج فإنّ ذلك يدلّ على تهجّده، وإن كان الرّائي سلطانًا ورأى أنّ في يده سِراجًا مُطفأً أو نارًا أو شمعة فإنّه يُعزَل، أو إن كان تاجرًا فإنّه يخسر، وإن كان رجلًا صالحًا فإنّ ماله يذهب، وإذا كان وقود السّراج غير مضيء فإنّ ذلك يدلّ على الغمّ، واللّٰه أعلم.[٣]
الآيات التي ورد فيها لفظ السراج في القرآن الكريم
بعد الوقوف على شيء من محاولة تفسير اسم سراج في المنام فإنّه لا يضير من وقفة مع الآيات القرآنيّة الكريمة التي جاء فيها لفظ السِّراج في القرآن الكريم، ولفظُ السِّراج قد ورد في القرآن الكريم أربع مرّات، وواحدة منها كان وصفًا لنبيّ الإسلام محمّد -صلّى اللّٰه عليه وسلّم-، والآيات بحس ورودها هي:
- في سورة الفرقان: في قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا}،[٤] وممّا جاء في تفسير هذه الآية: البروج هي منازل الكواكب السّبعة السّيّارة، وعددها اثنا عشر، والسّراج هي الشّمس.[٥]
- في سورة الأحزاب: في قوله تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا}،[٦] وممّا جاء في تفسير هذه الآية: أي إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- هو داعٍ إلى توحيد اللّٰه سبحانه وطاعته، وسمّاه سِراجًا منيرًا لأنّه يُهتدى به كالسِّراج إذ يُستضاء به في الظُّلمة.[٧]
- في سورة نوح: في قوله تعالى: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}،[٨] وممّا جاء في تفسير هذه الآية: فيهنّ؛ أي في الدّنيا، وسراجًا أي مصباحًا مضيئًا.[٩]
- في سورة النّبأ: في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا}،[١٠] وممّا جاء في تفسير هذه الآية: إنّ السراج الوهّاج هو الشّمس، وإنّما اختار سبحانه لفظ الوهج لأنّه يجمع النّور والحرارة، واللّٰه أعلم.[١١]
المراجع
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 45-46.
- ↑ "تعريف و معنى سراج في قاموس لسان العرب"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-09-2019. بتصرّف.
- ↑ "كتاب: تعطير الأنام في تعبير المنام"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-09-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 61.
- ↑ "سورة الفرقان"، www.quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 02-09-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 46.
- ↑ "سورة الأحزاب"، www.quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 02-09-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة نوح، آية: 16.
- ↑ "سورة نوح"، www.quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 02-09-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة النبأ، آية: 13.
- ↑ "سورة النبأ"، www.quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 02-09-2019. بتصرّف.