معنى اسم عيسى
اسم عيسى من الأسماء التي ليست من أصل عربيّ، بل هو من أصل عبري، ولم يرد اسم عيسى في الكتاب المقدس في الديانة المسيحيَّة مع أنَّه الرسول الذي دعا إلى الديانة المسيحيَّة، وقد ورد عندهم باسم يسوع المسيح، وهو مذكور في القرآن الكريم في إحدى عشرة سورة، منها سورة آل عمران، في قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}،[١]وما يميّز اسم عيسى أنَّ الناس من جميع الديانات السماويَّة يطلقونه على أبنائهم، وسيتناول هذا المقال تفسير اسم عيسى في المنام.[٢]
تفسير اسم عيسى في المنام
جاء في كتاب تعطير الأنام في تعبير المنام للدكتور عبد الغني النابلسي، أنّ تفسير اسم عيسى في المنام هو من رؤية عيسى المسيح بن مريم العذراء، فمن رأى المسيح في منامه فإنَّه رجلٌ فيه من البركة والخير الكثير، وهو رجل كثير السفر، يقنع بالقليل ويرزق معرفته للطلب، وهو رجل صاحب نُسك، وأنَّه لن يصيبه مكروه في تلك السنة التي رأى فيها منامه، بإذن الله تعالى، أو ربما أنَّه سيصبح زاهدًا سائحًا في أرض الله، ولا يضيره ما يخاف منه، ومن كثرت رؤيته لعيسى المسيح في المنام فإنَّه سيرزق علم الطبّ، ومن رآه في جامع أو في مدينة وكان الناس وقتها في بلاء أو شدة فبإذن الله سينجون من بلائهم، وذلك لأنَّ عيسى -عليه السلام- روح من الله ورحمة، وإنّ كانت أمَّه معه في المنام، فإنَّه في ذلك المكان ستحدث آيةٌ عظيمة، ومن رأى أنَّه تحوّل إلى صورة عيسى -عليه السلام- وكان سلطانًا فسيعظم سلطانه، وإن كان صاحبُ المنام من العلماء فسيكثر نفعه بعلمه، وإن كان طبيبًا سيكون موفّقًا بإذن الله، وإن الرائي خائفًا وجد أمانه.[٣]
كما جاء في تفسير اسم عيسى في المنام، أنَّ من رأى عيسى -عليه السلام- في منامه فذاك دليل العزّ والبركة له أينما حلّ، وكان مريضًا شفاه الله وعافاه، كما أنَّ رؤيته تدل على ظهور أمر يعجب منه الناس، ويدل على حصول الرخاء والعدل، وأمَّا إذا رأته المرأة الحامل فذلك دليل على أنّها ستنجب ولدًا سيكون طبيبًا، كما أنَّه رؤية عيسى -عليه السلام- تدل على الشكِّ في الدين، فقد قال اليهود: "قتلناه وصلبناه"، وقال الله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ}،[٤]كما قال تعالى: {وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ}،[٥]وقال تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ}،[٦]وربما قد يُتهمُ من يراه في المام بتهمة وهو منها بريء، وربُّما كانت رؤيته دليل بشارة فقد بشرَّ عيسى -عليه السلام- بالنبيِّ محمد -صلى الله عليه وسلم-، كما أنَّ رؤيته قد تدل على استجابة الدعاء، والله تعالى أعلم.[٣]
متى يستحب للرائي أن يخبر بمنامه
عندما يرى الإنسان في منامه ما يُفرحه ويسرُّ قلبه، فيجب عليه أن يحمد الله على ما رأى من الخير، ولا يُطلع عليه إلا من يحبهم من أهل الصلاح والخير، فقد روى البخاريُّ في حديث أبي سلمة -رضي الله عنه-، أنّه قال: "لقَدْ كُنْتُ أرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ أبَا قَتَادَةَ، يقولُ: وأَنَا كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أحَدُكُمْ ما يُحِبُّ فلا يُحَدِّثْ به إلَّا مَن يُحِبُّ..."،[٧]وقد قال النووي في الحديث أنّ سبب قول رسول الله "لَا تُخْبِر بِهَا إِلَّا مَنْ تُحِبّ" أنَّه إذا اخبر بمنامه مَنْ لا يحبه ربما قد يحمل عليه البغض والحسد على تفسيرها بما يكره، فيحصل لصاحب المنام حزنُ وهمٌّ من سوء تفسير منامه، وأمَّا إن رأى الإنسان ما أقلقه وأزعجه، فلا يحدث بها أحدًا مُطلقًا، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وإذَا رَأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن شَرِّهَا، ومِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، ولْيَتْفِلْ ثَلَاثًا، ولَا يُحَدِّثْ بهَا أحَدًا، فإنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ"،[٧]وقد شرح أهل العلم ذلك بأنّه ربما فسّروا له منامه على غير التأويل الصحيح فيقع في الهمّ والحزن أيضًا، والله أعلم.[٨]
المراجع
- ↑ سورة آل عمران، آية: 45.
- ↑ "معنى إسم عيسى في قاموس معاني الأسماء"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "كتاب: تعطير الأنام في تعبير المنام\ عيسى عليه السلام"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 157.
- ↑ سورة التوبة، آية: 30.
- ↑ سورة المؤمنون، آية: 91.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي قتادة الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 7044، صحيح.
- ↑ "متى يستحب للرائي أن يخبر بما رآه في منامه"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.