الفيضان
إن الفيضان من الرموز التي تتنوع دلالاتها ويتنوع مجيئها مع أحداث ورموز أخرى، وتختلف تأويلاته بكثرة ما يجيء معها من المعاني والشخوص والأحداث، ومن المعاني التي قد يدل عليها الفيضان
- الظلم والطغيان والجور والاعتداء
- كما قد يدل الحب والجِماع والوفاء
- ربما دلت على الربح الوفير في التجارة والزراعة
- كذلك ربما تدل على الروحانيات والدعاء
- العقاب الرباني
- الخسارة الكبيرة
- انتشار الخير مثل فيضان في أرض انبتت مزارع
- عدو ثائر
الفيضان حسب الرؤيا
والفيضان في الرؤية له أحوال وأحداث كثيرة جدا وبناء على كل واحدة يكون توجيه التعبير ومما يوجه ذلك في كل احتمالاته طبيعة الرائي وعمله وحياته التي ترتبط في الرؤيا كما يؤثر في ذلك طبيعة موقف الرائي في الرؤية أو الناس الموجودون في الرؤيا فيها ومن ذلك ما يأتي:
- فيضان النهر على حوافه وعنده ناس قد يدل على خير يصلهم جميعاً وكل واحد على حسب ما وصله منه هذا لو كانوا فرحين فيه وينتظرون خيراً وإلا فهو نازلة تهلك معاشهم.
- إذا فاض البحر على الناس وهم فرحين فقد يدل على سلطان يعمهم بخير وكل واحد على حسب ما يجدوا فيه من خير في الفيضان.
- ذُكِرَ في التفسير المنسوب لابن سيرين أنه "إذا رأى أنّ ماء البحر أو غيره من المياه زاد حتى جاوز الحد وهو معنى المد حتى دخل الدور والمنازل والبيوت فأشرف أهلها على الغرق فإنّه يقع هناك فتنة عظيمة".[١]
- الفيضان الذي فيه حجارة هلاك شديد وعقاب وعلى شدته يكون بطشه وأثره.
- إذا كان الفيضان ضعيف فعلى حسب ما يكون ضعفه يكون أثره من خير وشر.
- قد يدل الفيضان المغرق على هلاك شخص قد يغرق أو يحبس.
- إذا فاضت بحيرة هادئة فقد تدل على امرأة تحبه ويغمره حبها وينال منها نفع من زواج أو ميراث وغيره.
- قد يدل الفيضان في المدينة على عقوبة لأهلها كما قد يدل على خير يحصل لها وهذا على حسب حالها.
- إذا كان الفيضان على مَزارع وبساتين فعلى حسب ما يفعله قد يكون التأويل فإذا أهلك فهو هلاك شر وإذا نما فيه خير فهو خير وبركة.
ومن رأى أن فمه يفيض فعلى حسب ما يفيض منه يكون التأويل كما يأتي:
- لو رأى فمه يفيض عطرا فقد يدل على أنه من أهل الخير ينشر نصحاً وذكراً طيباً.
- من رأى فمه يفيض حِمما وبركانا وهواءً شديداً ونحو ذلك فقد يدل على أنه من أهل الفتنة بين الناس فليتق الله -تعالى- في نفسه فإنه هالك.
- من رأى أن فمه يفيض ذكرا لله -تعالى- وينتشر في الناس فقد يكون دلالة على دعوته للإسلام بين الناس كما قد يدل على قبوله وقبول دعوته وعلى حسب انتشارها ومكانه يكون خيره وأثره، فليحمد الله وليثبت.
- من رأى قلبه يفيض وردا فهو يفيض حبا إما لله وإما لفتاة وهذا على حسب حاله.
الفيضان حسب الرائي
أثر الرائي في الفيضان ظاهر جدا إذ على حسب حال الرائي وطبيعة أعماله وطبيعة توجهاته يكون التأويل، كما يأتي:
- إذا رأى المتزوج أنه يفيض منه أولاد أو المتزوجة يفيض منها أولاد فقد يدل على أنهم سيرزقون بأبناء كثر وفيهم بركة ويصيبهم من آبائهم خيرا.
- مثل ذلك لو رأى بيته يفيض وهو هادئ مرتاح فهو خير كبير كما أنه مناسبة طيبة يمتلئ بها البيت، وإن كان منزعجا فربما قد يدل على مصيبة.
من رأى أن الفيضان أغرقه وهو منه خائف فعلى حسب حاله في الواقع فمن ذلك ما يأتي:
- لو كان عاصيا فقد يكون هلاكه فليحذر.
- إن كان تاجرا قد يدل على خسارة.
- إذا كان له أعداء فإنهم قد ينالون منه وإن نجا من كل ما مرَّ.
- لو كان غير خائف منه فقد يدل على ربح تجارته أو يناله خير وهذا في كل ما مرَّ.
وهذه المعاني وغيرها الكثير مما لا يمكن القطع بها، بل إنما تُحمل على الظن الغالب كذلك لا يمكن الجزم بوقت وقوع أي رؤيا إلا لو كانت أماراتها قوية جدا وهذا قليل، لذا لا نعتمد على كل التأويل بل نستأنس به؛ لأن المنامات ثلاثة فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الرؤيا ثلاثٌ، فالبُشْرَى من اللهِ، وحديثُ النّفْسِ، وتَخْويفٌ من الشيطانِ)،[٢] فلا يُجزم غالبا بنوع الرؤيا، والله -تعالى- أعلم.
المراجع
- ↑ محمد بن سيرين، منتخب الكلام في تفسير الأحلام، صفحة 168-169.
- ↑ رواه محمد البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7017، صحيح.