تفسير حلم سب الله
ما معنى أن يرى المسلم في منامه أنه يسب الله تعالى؟
إنَّ سب الله -تعالى- في الواقع هو كفرُ به، ولكن للأحلام أحكامًا تختلف عن الحقيقة، فأمَّا من سبَ الله في منامه فذلك يدلَّ على الغنى لقول الله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ}،[١] وقد يدلّ معنى ذلك الحلم على الظلم؛ لأنَّ الله وصف في كتابه الكافرين بالظالمين، وربَّما دلَّ على مرضٍ لا علاج له لقول الله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}،[٢] وقد يدل كثرة الكفر على كثرة العيال، ومن رأى أنَّه قد فسد دينه فإنَّه يسفه على الناس.[٣]
وأمَّا من رأى بأنَّه قد فسد دينه أمام الملأ من الناس فإنّه يشهد الزور أمام الملأ من الناس، وقد ورد أنَّ الكفر هو جحود بالحق، وربما دلَّ الكفر على عاقبة المريض بعد إشرافه على الموت، وربما يدل الكفر على قتل النفس أو حتى الفتنة في الدين، والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[٣]
ما حكم من سب الله في المنام؟
ليست كل الأحلام قابلة للتفسير، وقد يكون منها تهاويل من الشيطان؛ حتى يُحزن ابن آدم ويلحق به الأذى، وقد ورد في ذلك عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الرُّؤْيا ثَلاثٌ: حَديثُ النَّفْسِ، وتَخْوِيفُ الشَّيْطانِ، وبُشْرَى مِنَ اللهِ، فمَن رَأَى شيئًا يَكْرَهُهُ فلا يَقُصَّهُ علَى أحَدٍ ولْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ"،[٤] فتكون تلك الأحلام حتى يحزن المؤمن.[٥]
ولكن لا يؤاخذ المؤمن على الحلم الذي يراه؛ لأنَّه في تلك الحالة يرفع التكليف عنه، لما ورد في أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن رفع التكليف عن النائم حتى يستيقظ كما في الحديث الصحيح الذي يقول فيه عليه الصلاة والسلام: "رُفِع القلمُ عن ثلاثةٍ: عن المجنونِ المغلوبِ على عقلِه وعن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ وعن الصَّبيِّ حتَّى يحتلِمَ"،[٦] وقد قال هشام بن حسان: "كان ابن سيرين يُسأل عن مائة رؤيا فلا يجيب فيها بشيء إلّا أن يقول: اتق الله وأحسن في اليقظة، فإنّه لا يضرك ما رأيت في النوم"، وذلك لا يضر ابن آدم بشيء بإذن الله تعالى.[٥]
ماذا يمكنك أن تفعل عن رؤية منام مزعج؟
وأمَّا من رأى في منامه شيئًا لا يعجبه فيجب ألَّا يخبر أحدًا بتلك الرؤيا، إذ لا يجب أن يخبر الإنسان عن تلاعب الشيطان به في منامه، وعليه أن يبصق عن يساره ثلاث مرَّات ثم يتعوذ بالله من الشيطان الرَّجيم ثلاث مرات، ثم يتحول عن جنبه الذي كان ينام عليه، لما ورد عن أبي هريرة ر-رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا رَأَى أحَدُكُمُ الرُّؤْيا يَكْرَهُها، فَلْيَبْصُقْ عن يَسارِهِ ثَلاثًا ولْيَسْتَعِذْ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ ثَلاثًا، ولْيَتَحَوَّلْ عن جَنْبِهِ الذي كانَ عليه"،[٧] والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[٨]
المراجع
- ↑ سورة العلق، آية:6-7
- ↑ سورة البقرة، آية:6
- ^ أ ب محمد بن سيرين - عبد الغني النابلسي (2008)، معجم تفسير الأحلام (الطبعة 1)، أبو ظبي:الصفا، صفحة 954. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7017، حديث صحيح.
- ^ أ ب "من رأى في نومه أنه يشتم الذات الإلهية"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-09. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:143، أخرج ابن حبان هذا الحديث في صحيحه.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2262، حديث صحيح.
- ↑ الملا على القاري، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، صفحة 2918. بتصرّف.