التعريف بالسورة الكريمة
سورة الإخلاص سورة مكية، عدد آياتها أربع آيات، وقد سُميّت بسورة "الإخلاص"؛ لأنّها تتحدّث عن التوحيد الخالص لله -سبحانه وتعالى-، وهو الذي اشتهرت به، وسُميّت كذلك "قل هو الله أحد" لابتدائها به، وتسمى "التوحيد"، وتسمى "الأساس"، وتسمى "الصمد"، وتسمى "الولاية"، وغيرها من الأسماء، ولكل اسم منها سبب تسمية.[١]
ورد في سبب نزولها عدة روايات، والأصح منها: أن قريشاً طلبوا من النبي -صلّى اللَّه عليه وسلّم-، أن يُبيّن لهم نسب ربه -سبحانه وتعالى-؛ فأنزل -عز وجل- سورة الإخلاص.[١]
فضل السورة المباركة
ورد في فضل سورة الإخلاص الكثير من الأحاديث، نختار منها:[٢]
- ما ثبت في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" يرددها، فلما أصبح، جاء إلى النبي -صلّى اللَّه عليه وسلّم-، فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالّها، فقال النبي -صلّى اللَّه عليه وسلّم-: (والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ).[٣]
- ما ثبت في صحيح البخاري أيضاً، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلّى اللَّه عليه وسلّم- لأصحابه: (أيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ القُرْآنِ في لَيْلَةٍ؟ فَشَقَّ ذلكَ عليهم وقالوا: أيُّنا يُطِيقُ ذلكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟! فقالَ: اللَّهُ الواحِدُ الصَّمَدُ؛ ثُلُثُ القُرْآنِ).[٤]
تفسير سورة الإخلاص
- (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ).[٥]
افتتحت السورة الكريمة بتوجيه رباني للنبي -صلّى اللَّه عليه وسلّم-؛ كي يرد على المشركين حين سألوه أن ينسب ربه -سبحانه وتعالى-، فيعلن لهم أن ربه الذي يعبده واحد متفرد عن كل الأشياء والمعبودات التي يعبدها الآخرون، فهو واحد ليس كما يزعم المشركون؛ وواحد ليس كما تدعي النصارى، وغيرهم من أهل الشرك.[١]
- (اللَّـهُ الصَّمَدُ).[٦]
الصمد هو السيّد الذي تتّجه إليه، وتحتاجه كل الخلائق، وهو لا يحتاج أحداً؛ وهذا يعني أنه -سبحانه وتعالى- متصف بكل صفات الكمال والجمال، ولذلك لم يحتج أي شيء، واحتاجه كل شيء.[١]
- (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ).[٧]
والله -سبحانه وتعالى- ليس له ولد وليس له والد؛ وهذا من مقتضيات أنه واحد متفرد، ومن كونه صمداً لا يحتاج أحداً، وفي الآية رد على اليهود الذين زعموا أنّ عزيراً ابن الله -سبحانه وتعالى-.[٨]
وردّاً على النصارى الذين ادعوا أنّ المسيح ابن الله -سبحانه وتعالى عما يصفون-، وفي الآية زيادة على الرد على اليهود والنصارى، بالرد على شيء لم يقل به أحد وهو ادعاء أن لله -سبحانه وتعالى- والداً.[٨]
- (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٩]
تُبيّن الآية الكريمة صفة أخرى من صفات الله -سبحانه وتعالى-؛ التي تشهد بوحدانية الله وتفرّده، فهي تبين أنه لا يوجد مثيل ولا مُكافئ، ولا ند له -سبحانه وتعالى-، وهي تنفي في الوقت ذاته أنه يكون له زوجة، وهي تنفي أن تكون الملائكة والأصنام أنداداً له -عز وجل-؛ كما يزعم مشركو العرب.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير، تونس:الدار التونسية للنشر، صفحة 509-510، جزء 30. بتصرّف.
- ^ أ ب الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 462، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:7374، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:5015، صحيح.
- ↑ سورة الإخلاص، آية:1
- ↑ سورة الإخلاص، آية:2
- ↑ سورة الإخلاص، آية:3
- ^ أ ب الشنقيطي (1995)، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، بيروت:دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع ، صفحة 150-151، جزء 9. بتصرّف.
- ↑ سورة الإخلاص، آية:4