محتويات
تفسير سورة الكافرون للأطفال
تفسير سور القرآن الكريم للأطفال يحتاج تبسيطاً بالأسلوب وإيضاحاً سهلاً وشرحاً مُيسراً، ليستطيع الأطفال فهم سور القرآن ومعرفة المقصود منها، وفيما يأتي سيتم التعريف بسورة الكافرون وتفسير آياتها بما يتناسب مع مستوى الأطفال.
التعريف بسورة الكافرون
التعريف العام في سورة الكافرون ما يأتي:[١]
- سورة الكافرون سورة مكّية بإجماع جميع المُفسرين.[٢]
- عدد آيات سورة الكافرون ست آيات.[٢]
- اشتملت على ثماني وعشرين كلمة، وأربعة وتسعين حرفاً.[٢]
- ترتيب سورة الكافرون في المصحف الشريف هو 109.
- مكان سورة الكافرون في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم.
- مكان سورة الكافرون في الحزب الستين من القرآن الكريم.
- نزلت سورة الكافرون بعد سورة الماعون حسب ترتيب القرآن الكريم.
- موضوع سورة الكافرون الأساسي هو: التوحيد والبراءة من الشرك والمشركين.
تفسير السورة
قال الله -تعالى- في سورة الكافرون: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ* لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ* وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ* وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)،[٣] وفيما يأتي شرح لسورة الكافرون بشكل مبسط:
قل يا أيّها الكافرون
يقولها الله -تعالى- إلى نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنَّ المشركين قالوا له: "ما رأيك أن تعبد آلهتنا سنة، ونحن بذلك نعبد الله سنة؟"، فأنزل الله جواباً لهم، (قُل) أي قُل لهم يا محمد، للمشركين هؤلاء الذين عرضوا عليك أن تعبد آلهتهم سنة على أن يعبدوا إلهك سنة، أنّه يا أيها الكافرون بالله لا أعبد ما تعبدون.[٤]
لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد
فقل للكافرين يا محمد صراحةً وإعلاناً أنك تتبرأ مما كانوا يعبدون من الأوثان، من دون الله -تعالى- ظاهراً وباطناً، أي بالقلب وبالفعل، وأنتم أيها الكافرون لا تعبدون عبادتي كما أعبد، وذلك لعدم إخلاصكم في العبادة؛ فعبادتكم المُقترنة بالشرك هذه لا تُسمّى عبادة.[٥]
ولا أنا عابدٌ ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد
قُل لهم يا مُحمد أنَّه قبل الوحي لم أسجد لأصنامكم ولا أوثانكم ولا نذرت لآلهتكم ولا قمت أو فعلت شيء من أمور جاهليتكم، لأنَّ الله -سبحانه وتعالى- عصم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، منها قبل نزول الوحي، بالإضافة أنتم لا تعبدون الله -تعالى- أصلاً سابقاً ولا الآن، وهذه براءة تامّة من الشرك الذين يقومون فيه.[٦]
لكم دينكم ولكم دين
يقول الله -تعالى- للكافرين: لكم دينكم أيها الكافرون لن تتركوه أبداً؛ لأنَّه كُتب عليكم وسوف تموتون عليه،[٧] وللرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- دينه فقال: ولي ديني فأنا برئ من دينكم وأنتم بريئون من ديني.[٨]
سبب نزول سورة الكافرون
جاء أربعة من كبار المشركين ممن تقدّم بهم العمر إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وهم: الوليد بن المغيرة المخزومي والعاص بن وائل السهمي وأمية بن خلف الجمحي والأسود بن المطلب، وقالوا للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "نريد أن نعرض عليك أمراً، ما رأيك أن تعبد آلهتنا سنة، وأن نعبد إلهك سنة؟".[٩]
والرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يعبد ولم يسجد لصنمٍ أبداً؛ حتى قبل النبّوة والبعثة النبوية فاقتراحهم أن يعبد آلهتهم وهي اللات والعُزّى سنة وبدورهم يعبدون الله -تعالى- في السنة المقبلة لا يوجد فيه مراهنة، لأنَّ دين محمد دين حق مستقيم وواضح.[١٠]
فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "دعوني حتى أُراجع ربّي"، فأنزل الله -سبحانه وتعالى- سورة الكافرون وخاطبهم -سبحانه- وليس الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليُبين لهم أنَّه يتكلم بوحي الله، مع أنَّه كان بإمكانه -صلى الله عليه وسلم- أن يُجيبهم ويقول لهم: لا، ولكن الله -سبحانه وتعالى- أراد أن يُجيبهم هو؛ وذلك ليكون الخطاب أقوى وأردع.[١٠]
مواضع قراءة النبي لسورة الكافرون والإخلاص في صلاته
تُسمّى سورتا الكافرون والإخلاص معاً بسورة الإخلاص؛ لأنهما أزالتا الشرك وكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقرأهما كثيراً في صلاته، في كثير من المواقف منها: أنَّه قرأهما في ركعتي الطواف حول الكعبة وفي سنّة صلاة الفجر وسنة صلاة المغرب؛ لأنَّهما تتضمنان الإخلاص لله -سبحانه وتعالى-.[١١]
فضل سورة الكافرون
يظهر فضل سورة الكافرون بما يأتي:[١٢]
- إنَّها براءة من الشرك، فكما ورد في الحديث الشريف عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أقولُهُ إذا أويتُ إلى فراشي فقالَ اقرأ "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ" فإنَّها براءةٌ منَ الشِّركِ).[١٣]
- تعدل قراءتها ربع القرآن، ورد في الحديث الشريف: (إِذَا زُلْزلَتُ تَعدِلُ نصفَ القُرآنِ، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تَعْدِلُ رُبْعَ القُرْآنَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنَ).[١٤]
المراجع
- ↑ "تعريف بسورة الكافرون"، المصحف الإلكتروني، اطّلع عليه بتاريخ 14/1/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عبد الحي يوسف، كتاب دروس الشيخ عبد الحي يوسف، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ سورة الكافرون، آية:1-6
- ↑ الطبري، أبو جعفر، كتاب تفسير الطبري جامع البيان ط دار التربية والتراث، صفحة 661.
- ↑ عبد الرحمن السعدي، كتاب تفسير السعدي تيسير الكريم الرحمن، صفحة 936. بتصرّف.
- ↑ عبد الحي يوسف، كتاب دروس الشيخ عبد الحي يوسف، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ الطبري، أبو جعفر، كتاب تفسير الطبري جامع البيان ط دار التربية والتراث، صفحة 662. بتصرّف.
- ↑ ابن عثيمين، كتاب لقاء الباب المفتوح، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ عبد الحي يوسف، كتاب دروس الشيخ عبد الحي يوسف، صفحة 4. بتصرّف.
- ^ أ ب عائض القرني، كتاب دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 18. بتصرّف.
- ↑ عبد الحي يوسف، كتاب دروس الشيخ عبد الحي يوسف، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب الضياء اللامع من صحيح الكتب الستة وصحيح الجامع، صفحة 470. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن نوفل بن فروة الأشجعي، الصفحة أو الرقم:383، حسن كما قال في المقدمة.
- ↑ رواه الترمذي ، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2894، صحيح دون فضل زلزلت .