تفسير سورة يونس

كتابة:
تفسير سورة يونس

تفسير سورة يونس

سورة يونس سورة مكية إلا الآيات (40، 94، 95، 96) وقد كان وقت نزول سورة يونس بعد نزول سورة الإسراء وقبل نزول سورة هود، وعدد آياتها مئة وتسع آيات، ويدور موضوعها الرئيس حول إثبات أصول التوحيد وهدم الشرك وأركانه وإثبات الرسالة الخالدة المؤيدة من الله -تعالى- وأحداث اليوم الآخر من البعث والجزاء وما يتعلق بذلك من غايات الدين وقيمه وأسسه، وهي محاور السور المكية عامة.[١]

مناسبة سورة يونس لما قبلها

إن السورة السابقة لسورة يونس وهي سورة التوبة انتهت بذكر رسالة ونبوة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وانتهت سورة يونس بذلك أيضاً، وإن أغلب آيات سورة التوبة كانت في وصف أحوال المنافقين وما كانوا يقولونه وما كانوا يفعلونه وقت نزول القرآن الكريم، وفي سورة يونس جاءت الآيات في ذكر ووصف أحوال الكفار وما كانوا يقولونه في القرآن الكريم أيضاً.[١]

مناسبة تسمية سورة يونس

قيل بأن السبب في تسمية هذه السورة هو أن أمة النبي يونس -عليه السلام- هم الأمة الوحيدة التي آمنت جميعها بالله -جل جلاله- واتبعوا نبيهم يونس -عليه السلام-، فكان هذا من قضاء وقدره الله -جل جلاله- فيهم بخلاف الأمم الأخرى، من أجل ذلك سميت بهذا الاسم؛ دلالة على هذا الفضل.[٢]

فضل سورة يونس

لقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن أخَذَ السَّبْعَ الأُوَلَ فهو حَبْرٌ)،[٣] واعتبر بعض الصحابة والسلف الصالح سورة يونس أحد السبع الطوال: (البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف، يونس).[٢]

المحور الرئيسي لسورة يونس

الإيمان والتصديق الذي لا يساوره شك ولا ريب بقضاء الله الحكيم وقدره -جلّ في علاه-، وهو أحد أركان الإيمان بالله -تعالى-.[٢]

مواضيع السورة المباركة

ذكرت السورة قضايا ومواضيع عدة؛ حيث كان أبرز هذه المواضيع ما يأتي:[٢][٤]

  • تأمل الكون وظواهره الدالة للفطرة البشرية بحقيقة وجوهر توحيد الألوهية.
  • تأمل الأحداث والوقائع التي يعيشها الخلق، ويبصرونها بأعينهم، ومع ذلك يغفلون عنها وعن شواهدها وبراهينها في الآيات: (12، 21، 23، 31)
  • وقائع ومصائر الهالكين المكذبين، وتهديد من أنكر وجحد بمثل مآلهم في الآيات: (13، 14، 71، 74، 90، 91).
  • معالجة قضية طائفة كبيرة من الناس، وإجابتهم على أسئلتهم الكثيرة، ودفع وإبعاد التشكيك عنهم في (الإيمان بالله واليوم الآخر وأسمائه وصفاته سبحانه والثواب والعقاب...)، وذلك عن طريق التأمل في الكون وآياته، وفي حكمة صنع الله -تعالى- فيه، وبديع خلقه وتدبيره.
  • الجدل حول قضايا العقيدة.
  • توجيه النظر إلى آيات الله الكونية.
  • سنن الله في الأرض.
  • الاعتبار بمصائر الأمم السابقة.

لطائف سورة يونس

المتدبروالمتأمل لسورة يونس يجد الكثير من الفوائد واللطائف، ومنها ما يأتي:[٢]
  • قال -تعالى- عن القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ)،[٥] وأخبر -جل وعلا- عن العسل أن فيه شفاءً ودواءً وعلاجاً للناس؛ فالقرآن شفاءُ الأفئدة والقلوب، والعسلُ شفاء الأبدان والأجساد، ولكن تأمل إعلام الله -جل وعلا- عن القرآن الكريم، أنه نفسه شفاء، وعن العسل أن فيه شفاء.
  • قال -جل وعلا-: (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ)،[٦] في الآية تنويه ودلالة على أن من انتابه شبهة في العقيدة والدين، أن يعود إلى العلماء والفقهاء.
  •  قال الله -جل وعلا-: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)،[٧] وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الحُسنى هي اسمٌ من أسماء الجنة، وأن الزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم -جل شأنه- ورؤيته.

معاني مفردات سورة يونس

وهذه معاني بعض مفردات آيات سورة يونس وهي كما يأتي:[٨]

  • الكتاب: هو القرآن الكريم.
  • الحكيم: الله -تعالى- ذو الحكمة.
  • الوحي: الإخبار الخفي لإنسان بما يخفى على غيره.
  • الإنذار: التهديد والوعيد.
  • التبشير: الإخبارالمقترن بالبشارة والسرور بحسن الجزاء.
  • الصدق: وهو مطابقة الأقوال للأفعال.
  • سحر: يؤثر في القلوب ويجذب النفوس فهو جار مجرى السحر.
  • مبين: ظاهر.
  • الخلق: لغة التقدير والإيجاد.
  • العرش: مركز التدبير ولا نعلم حقيقته ولا صفته.
  • التدبير: النظر في مآلات الأشياء وعواقبها لتقع على الوجه الحسن، وتدبير الأمر، التفكر والتأمل فيما بعده وما يراد منه وما ينتهي إليه.
  • القسط: العدل.
  • الحميم: هو الماء الساخن والشديد الحرارة.
  • الضوء والنور: وقيل الضوء لما كان من ذاته كالشمس والنار، والنور لما كان مكتسباً.
  • اللقاء: الاستقبال والمواجهة.
  • الاطمئنان: سكينة النفس إلى الشيء واطمئنانها به.
  • المأوى: الملاذ الذي يأوي إليه المتعب أو الخائف.
  • الدعوى: الدعاء والنداء، وهو للناس والطلب المتعارف عليه فيما بينهم في عموم الوسائل المسخرة لهم.
  • سبحانك: أي تنزيهاً لك وتقديساً.
  • التحية: التكرمة بقولهم حياك الله وفيها حفاوة الاستقبال.

المراجع

  1. ^ أ ب أحمد بن مصطفى المراغي، كتاب تفسير المراغي، صفحة 58. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج عادل محمد خليل، أول مرة أتدبر القران، صفحة 71-72. بتصرّف.
  3. رواه أحمد ، في مسند أحمد، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:24443، إسناده حسن.
  4. جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 3. بتصرّف.
  5. سورة يونس، آية:57
  6. سورة يونس، آية:94
  7. سورة يونس، آية:26
  8. أحمد بن مصطفى المراغي، كتاب تفسير المراغي، صفحة 58 - 72. بتصرّف.
4330 مشاهدة
للأعلى للسفل
×