تكون النبوة فيكم

كتابة:
تكون النبوة فيكم

نص الحديث

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تكونُ فيكم النبوَّةُ ما شاء الله أنْ تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أنْ يرفعها، ثم تكون خلافةٌ على منهاج النبوَّة، فتكونُ ما شاءَ الله أنْ تكونَ، ثم يرفعُها الله إذا شاء أنْ يرفعها، ثمَّ تكونُ مُلكاً عاضَّاً ما شاء الله أنْ تكون، ثم يرفعها إذا شاء أنْ يرفعها، ثم تكونُ مُلكاً جبرية، فتكون ما شاء الله أنْ تكون، ثم يرفعها إذا شاء أنْ يرفعها، ثم تكون خلافةً على منهاج النبوَّة).[١]

شرح الحديث

يتحدّث الحديث عن أربع مراحل تمر فيها الأمة الإسلامية قبل أن تستقر على منهاج النبوة، وهي كما يأتي:

  • مرحلة النبوة

وهي الفترة التي بُعث فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- ليعلم الناس أمور دينهم ودنياهم، وهي مرحلة قد مرّت وانقضت، فالنبوة تكون في أمرين في المجتمع الجاهلي قديمًا أيام النبي -صلى الله عليه وسلم-، والجاهلية الفكرية في المجتمع الإنساني من الناحية الفكرية، أو الروحية في أيامنا هذه، وانتهت خلافة النبوة منذ التحاق النبي -صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى.

  • مرحلة الخلافة الراشدة

وهي المرحلة التي حكم فيها الصحابة الأربعة؛ أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، إذ حكموا الأمة الإسلامية وفقاً لمنهج النبوة، وهذه المرحلة شملها حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدين المهديين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذِ)،[٢] مما يعني أن حكم الخلفاء الراشدين كان على نهج حكم النبي -صلى الله عليه وسلم-.

  • مرحلة الملك العاضّ 

المقصود بالملك العاضّ: شديد الاستمساك بأمرٍ ما، لأنّ العضّ معناه في اللغة: الشدّ بالأسنان على الشي، وقد بدأت هذه المرحلة بخلافة الأمويين وانتهت بخلافة العثمانيين؛ وقد ورد في الأثر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حثّنا على الصبر، وعدم الخروج عن طاعة الملك العاضّ؛ وإنما الصبر واحتساب الأجر عند الله -تعالى-.[٣]

  • مرحلة الخلافة الجبرية

والجبرية مأخوذة من الإجبار، وهو القهر والظلم الشديد، وهذه المرحلة يكون فيها ظلم شديد ينتشر في بقاع المسلمين، لا يحكم فيها بالإسلام، ويصبح الحرام فيها حلال، فإذا حلَّ هذا بالمسلمين أوصانا الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالغزو والجهاد في سبيل الله حتى يُرفع الظلم عن بلاد الإسلام.[٤]

الخلافة في الإسلام على منهاج النبوة

وهذه الخلافة موعود بها، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- ربط بين الخلافة ومنهاج النبوة، ثم سكت بعد ذلك، وسكوت النبي -صلى الله علي وسلم- دليل على البشارة التي أعطاها لنا، وهو أنه سيأتي زمن يحكم فيه بمنهاج النبوة، وهذا المنهاج مستاق من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، قال الله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ).[٥][٦]

المراجع

  1. رواه أحمد بن حنبل، في مسند أحمد بن حنبل ، عن حذيفه بن اليمان ، الصفحة أو الرقم:18406، حديث صحيح .
  2. رواه أبو داود ، في سنن أبو داود، عن العرباض بن سارية ، الصفحة أو الرقم:4607، صحيح.
  3. فيصل المبارك ، تطريز رياض الصالحين، صفحة 53. بتصرّف.
  4. الحاكم أبو عبد الله، المستدرك على الصيحين للحاكم، صفحة 520، جزء 4. بتصرّف.
  5. سورة الجمعة ، آية:2
  6. مجدي الهلالي ، عودة المجد وهم أم حقيقة، صفحة 20. بتصرّف.
3568 مشاهدة
للأعلى للسفل
×