تكيف الجمل في الصحراء

كتابة:
تكيف الجمل في الصحراء


تكيفات جسم الجمل التركيبية

يُعدّ الجمل من أكبر حيوانات الصّحراء، وأكثرها تحمُّلاً لهذه الظّروف، فهو قادر على تحمّل الجوع والعطش مدّة طويلة، والسّير بشكل مُتواصل دون أن يشعر بالتّعب، ولهذا السّبب أُطلق عليه اسم سفينةُ الصّحراء؛ ويرجع ذلك إلي بُنيته الجسديّة العجيبة التي يمتلكها، ومن هذه التكيُّفات التي يمتلكها الجمل ما يأتي:[١]،[٢]

وجود السنام

يختلف حجم السّنام وعدده حسب نوع الجمل؛ فمنه من يمتلك سنامين والذي يُسمّى بالجمل البكتريّ، وبينما تملك أنواع أخرى سناماً واحداً ضخماً يُخزّن فيه الجمل غذاءه على شكل دهون، يقوم جسم الجمل بتحويل الطّعام إلى دهون، وهذا الدّهن يعمل على ترطيب الجسم وبقائه مُشبعاً بالغذاء، مُتحمّلاً الجوع لندرة وجود الغذاء في الصّحراء.

تركيب الأنف

ويكون الأنف ذا شكل غريب يتحكّم الجمل بإغلاقه وفتحه لوجود عضلات في الفتحات الأنفيّة من أجل مواجهة العواصف والرّياح الرمليّة. كما يقوم الأنف بتبريد الهواء الدّاخل للرّئة بسبب ارتفاع حرارة الهواء.


ويكون الأنف مُجعّداً من الدّاخل لكي يقوم بتحويل الهواء الخارج من الرّئة بعمليّة الزّفير إلى ماء عن طريق عملية التّكاثف، مُستفيداً من الماء في ترطيب جسمه، فلا يضطر جسمه لفقد المزيد من الماء، وبذلك يستعيد الجمل الماء ليستخدمه في رحلته في الصّحراء.


طبيعة المعدة

يستطيع الجمل ملء معدته بكميّات كبيرة من الماء، حيث يستوعب ما يُقارب 16 لتراً دون أن يُصابَ بأي أذىً، فهو بخلاف الكائنات الحيّة يمتلك كريات دم بيضاويّة الشّكل تأخذ شكلها عندما يُكثِر الجمل من الشّرب، وهو قادر على تحمّل العطش مدّة شهر كامل في الشّتاء، ومدّة تصل لأسبوع في أيام الصّيف الحارّة.


طبيعة شفاه الجمل وأسنانه

للجمل شفة علويّة وسفليّة مشقوقة، يتمكّن خلالها من التقاط النّباتات الشوكيّة بسهولة، كما أنّ له أسناناً من القواطع تُمكنّه من مضغ الأشواك. وتحتوي اللثّة العُليا في التّجويف الفمويّ على زوائد قرنيّة طويلة للحماية من تأثير الأشواك المأكولة. 


تركيب الأذن

أذن الجمل صغيرة جداً، وتحتوي على شُعيرات مُتناهية في الصِّغر حتى تمنع دخولَ رمال وغبار الصّحراء إليها.


تركيب العين

عيون الجمل مُزوّدة بصفَّين من الأهداب الطّويلة؛ حتى تمنع دخول رمال الصّحراء وغُبارها فيهما.


شكل الأرجل

يتميّز الجمل عن بقيّة الكائنات الحيّة بأرجله الطّويلة حتى تُبعده عن حرارة رمال الصّحراء المُلتهبة، وهي مُزوّدة بخُفٍ إسفنجيّ ليّن وعريض يُمكّنه من السّير على رمال الصّحراء المُلتهبة دون أن يشعر بالألم أو أن تُبطِئ من سرعته، كما تحميه من الغوص في رمال الصّحراء الهشّة.


تركيب الكبد

يكون كبد الجمل على شكل فصوص مفصول فيما بينها بأغشية ليفيّة للاستفادة من الدّم والسّوائل قدر الإمكان، كما أنّ جسم الجمل لا يحتوي على المرارة.


طبيعة ما يُغطّي جسم الجمل

يملك الجمل جلداً سميكاً جداً لعزل جسمه الداخليّ عن الحرارة الخارجيّة المُلتهبة، كما يُساعده على الحماية من حشرات الصّحراء المُختلفة. أما الوبر فيُشكّل طبقةً أوليّةً لعكس أشعّة الشّمس عن جسم الجمل.


تكيفات الجمل السلوكية

إلى جانب ما يمتلكه جسم الجمل من تراكيب جسمية تساعده على التكيف في البيئات الصعبة؛ إلا أنّه يمتلك أيضًا سلوكيات تدعم عيشه في بيئته، وفيما يأتي أبرزها:


شرب الكثير من المياه

تعتمد كمية شرب الجمل للماء على الظروف البيئية وخاصةً درجة الحرارة، ومستوى المجهود الذي يقوم به، وكمية الماء الموجودة في جسمه، فيمكن أن يشرب الجمل العطِش أكثر من 120 لتر من الماء خلال 15 دقيقة، وفي الأشهر الباردة قد يتخلى عن الماء لأنه يحصل على ما يحتاجه من النباتات الخضراء.[٣]


تناول الكثير من الطعام

يتغذى الجمل خلال ساعات النهارعلى مجموعة متنوعة من النباتات؛ تشمل أوراق الأشجار، والأغصان، والتبن، والقش، والعشب، والحبوب، وحتى الشجيرات الشائكة، إذ تساعده شفاهه السميكة والقاسية على كسرها وأكلها، وفي الأشهر الباردة يتغذى على النباتات الخضراء.[٣]


يعدّ الجمل من المجترات؛ تمامًا كالأبقار والأغنام، إذ يمضغ طعامه ويبتلعه، ثمّ يعيده إلى فمه ليمضغه مرة أخرى.[٤]


ممارسة عادة البصق

يظن العديد أنّ الجمال يبصقون، ولكن في الحقيقة أنّ ذلك أشبه بالقيء؛ إذ يُخرِج الجمل محتويات معدته مع اللعاب، فيمتلئ خديه كمؤشر لخروج القيء، وتستخدم الجمال هذا السلوك كعامل تشتيت لما يزعجها أو يخيفها.[٥]


السير في الصحراء على شكل جماعات

تحب الجمال البقاء معًا في مجموعات تُسمّى القطعان بقيادة ذكر مسيطر على القطيع، وتُعدّ الجمال حيوانات اجتماعية تسير معًا وتحيي بعضها من خلال النفخ في وجوه بعضها البعض.[٦]


التكاثر ورعاية الأبناء

يستمر موسم التكاثر حوالي 3 أشهر، ويتزاوج فيها الذكر المسيطر مع أيّ من الإناث في القطيع، وغالبًا ما يحمي الإناث داخل المجموعة من الجمل العازب، ويستخدم القتال والعض لإخافة غيره من الذكور المتطفلين، ثمّ تحمل الأنثى بعد التبويض لمدة 360-440 يومًا، وتلد ما يصل إلى نسل واحد كل عامين.[٧]


يُولد صغير الجمل عادةً في موسم الأمطار بوزن 37 كغ تقريبًا، ويتغذى على حليب أمه من 12 إلى 18 شهرًا.[٨]


تُعدّ الجمال من أكبر حيوانات الصّحراء حجمًا، وأكثرها تحمّلًا للظروف البيئية لما تمتلكه من مزايا تركيبية وسلوكية تساعدها على العيش في البيئات القاحلة؛ كوجود السنام لتخزين الدهون، وشرب كميات كبيرة من الماء في المرة الواحدة، وطبيعة الشفاه التي تمكّنها من أكل حتى الشجيرات الشائكة المنتشرة في الصحراء.

المراجع

  1. "خصائص تشريحية للإبل"، إبل الكويت.
  2. "لماذا سمي الجمل بسفينة الصحراء وما خصائصه الجسمانية؟"، لماذا، 20-5-2015.
  3. ^ أ ب Betty Lewis (19/10/2017), "HOW MUCH WATER CAN A CAMEL DRINK?", Animals.MOM, Retrieved 7/10/2021. Edited.
  4. "Camel Raising", Nelson Road Veterinary Clinic, Retrieved 7/10/2021. Edited.
  5. "Camel", San diego Zoo, Retrieved 7/10/2021. Edited.
  6. Ben Davis (17/8/2020), "What is the behavior of a camel?", MVOrganizing, Retrieved 7/10/2021. Edited.
  7. Emily Cutshall, "Camelus bactrianus", Animal Diversity WEB, Retrieved 7/10/2021. Edited.
  8. Lory Herbison,George W. Frame, "camel", Britannica, Retrieved 7/10/2021. Edited.
7640 مشاهدة
للأعلى للسفل
×