محتويات
مجيء الضيف لزيارة الناسك وقصته مع التمر
يبدأ الفيلسوف بسرد القصة حيث يقول إن هناك ناسك يعيش في مدينة الكرخ، يزوره ضيف فيقدم له التمر كضيافة فيأكل منه، أُعجِب الضيف بالتمر وقال للناس: ما أطيب هذا التمر! وليس في بلادنا ما يشبهه، وددت لو آخذ غرسة من هذا التمر فأزرعها في بلادي، فرد عليه الناسك بأن لا حاجة له بذلك ولا منفعة كبيرة، ولعل النخل لا يوافق أرضهم، وبلادهم كثيرة الثمار إضافة إلى أن التمر لا يناسب جميع الأشخاص.[١]
ثمّ قدم الناسك له حكمة ونصحه قائلاً: "إنَّه لا يُعدُّ سعيدًا من احتاج إلى ما لا يجد وليس بمقدورٍ عليه، فتشرَهُ لذلك نفسُه، ويقلُّ عنه صبره، ويصل إليه من ثِقل ذلك واغتمامه ما يُضِرُّ به ويُدخِل المشقة عليه، وإنك أنت العظيمُ الجَدِّ الجزيلُ الحظِّ حين قنعت بما رُزِقت وزَهِدت فيما لا تظفر به ولا تدرك طَلِبتك منه".[٢][١]
محاولة الضيف التكلم بالعبرانية
أُعجب الضيف بكلام الناسك فقد كان يتحدث العبرانية، وحاول أن يقله ويتكلم مثله، وحاول ذلك أياما، فلما لاحظ الناسك منه ذلك أخبره أنه في تكلفه ومشقته بتعلم العبرانية وتركه لغة قومه يشبه قصة الغراب مع الحجلة، وطلب الضيف أن يعرف القصة.
قصة الغراب مع الحجلة
يُحكى أن غراباً رأى حجلة تمشي فأعجبه مشيها وقرر أن يقلدها ويمشي مثلها، حاول ولم يستطع وصَعُبَ عليه أن يمشي مثلها، ولما أراد العودة لمشيته السابقة اختلطت عليه الأمور وتخلّع في مشيته وأصبح أقبح الطيور مشياً، وبيّن الفيلسوف للضيف أنه قصّ عليه هذه القصة لما رآه يحاول أن يتكلم بالعبرانية وهو لا يشبه هذه اللغة وليست على شاكلته وخشي عليه أن لا يتقنها وينسى لغته وتختلط عليه الأمور ثم يعود إلى أهله وهو أقبحهم لساناً ويكون بذلك قد فَسُدَ لسانه.[١]
خاتمة القصة
يبين الفيلسوف للضيف أنه قيل قديماً: يعدّ جاهلاً من تكلّف من الأمور ما لا يشاكله، وليس من عمله، ولم يؤدبه عليه آباؤه وأجداده من قبل.[١]
العبرة من القصة
مضمون القصة يوجه تحذيراً للإنسان الذي يقحم نفسه في الأمور التي تصعب عليه وتُعَدّ فوق طاقته، بحيث تكون النتيجة فقدان هيبته وضياع صورته الحقيقة واختلاط الأمور عليه.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج عبد الله بن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 18.
- ↑ "قصة الناسك والضيف"، نور.