تمييز النسبة في النحو

كتابة:
تمييز النسبة في النحو

التمييز

هو اسم نَكرة منصوب يأتي يميّز مُبهَمًا قبله يحتمل التعدّد، وهو اسم جامد منصوب يفسر ما قبله من إبهام في اسم أو جملة أو عدد أو مساحة أو وزن أو كَيْل[١]، نحو عندي رطلٌ فضةً، ويتضمن التمييز معنى "من"، أي أنّ الأصل في الجملة السابقة عندي رطل من فضةٍ، ويسمى المبهم الذي يميزه التمييز مميزًا، وتستطيع معرفة التمييز بالسؤال: "ماذا"، نحو: رطلُ ماذا عندي؟ فيكون الجواب رطلٌ فضةً، وللتمييز نوعان: تمييز الذات، وتمييز النسبة، ويعرف تمييز الذات بأنه ما جاء يميز لفظًا من ألفاظ المقادير، أما تمييز النسبة في النحو العربي فهو حديثنا في هذا المقال.[٢]

تمييز النسبة في النحو

هو المسوق لبيان إبهام في مضمون جملة لا في لفظة واحدة، نحو: "ازددت عزيمة" فالازدياد قد يكون في المال، العلم، الشك، الحماس، فالتمييز عزيمةً جاء يفسر المبهم القابل للتعدد، ويحدد أن الزيادة كانت في العزيمة لا في شيء آخر، ويكثر تمييز النسبة بعد ما يفيد التعجب، نحو: "لله دَرُّه رجلًا!"، وبعد أفعل التفضيل، نحو: "أنت أكثر مني مالًا"، ويقسم تمييز النسبة إلى قسمين: تمييز منقول "محول"، وتمييز غير منقول "غير محول"، وفي الفقرة التالية تفصيل في أقسام تمييز النسبة في النحو.[٢]

أقسام تمييز النسبة في النحو

يُقسم تمييز النسبة إلى قسمين كما ذُكِر في الفقرة السابقة، وهما: تمييز منقول "محول"، وتمييز غير منقول "غير محول"، وفي هذه الفقرة تفصيل في الحديث عن هذين القسمين مع ذكر الأمثلة على تمييز النسبة في النحو:[٢]

  • التمييز المنقول أو المحوّل: وهو ما كان أصله فاعلًا أو مفعولًا به أو مبتدأ.
    • المنقول عن فاعل: نحو: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}[٣]، والأصل: واشتعل شيبُ الرأس، فحول التمييز "شيبًا" من الفاعل "وهو الرأس" الذي تحول إلى التمييز
    • المنقول عن المفعول به، نحو: {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا}[٤]، والأصل: وفجرنا عيونَ الأرضِ، فحوِّل التمييز من المفعول به وهو: عيون لغرض دلالي هو الإشارة إلى أن الأرض تفجرت كلها عيونًا.
    • المنقول من مبتدأ، نحو: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا}[٥]، والأصل: مالي أكثر من مالك، ونفري أعزُّ، وهو تمييز أفعل التفضيل.
  • التمييز غير المنقول "غير المحول": ما كان غير منقول عن شيء، نحو: لله دره فارسًا، فالتمييز هنا ليس منقولًا عن فاعل أو مفعول به أو مبتدأ، ويجوز جره ب من فتقول: لله درّه من فارسٍ!

تمييز أفعل التفضيل

لا يجوز جَرّ تمييز أفعل التفضيل إذا كان منقولًا عن الفاعل أو المبتدأ وإنما يجب أن يكون منصوبًا، نحو: أنت أكثر مالًا، أيْ كثر مالك أو مالك أكثر، أما إذا كان غير منقول فيجب جره، نحو: هذه أفضل امرأةٍ، هذا أفضل رجلٍ، فلا يجوز النصب هنا أبدًا إلا إذا أضفت أفعل التفضيل إلى غير التمييز، فحينئذ تنصب التمييز وجوبًا، فتقول: هذه أفضل النساء امرأةً، هذا أفضل الناس رجلًا.[٢]


شواهد على تمييز النسبة في النحو

بعد التفصيل في شرح تمييز النسبة في النحو لا بدّ من ذكر بعض الشواهد من القرآن الكريم والشعر العربي للتوضيح، وفي هذه الفقرة ذكر لبعض الشواهد من القرآن الكريم والشعر العربي على تمييز النسبة في النحو:

  • {إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا}.[٦]
  • {وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}.[٧]
  • {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا}.[٨]
  • {إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}.[٩]
  • {وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا}.[١٠]
  • {بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}.[١١]
  • {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا}.[١٢]
  • {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}[١٣]
  • {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ}[١٤]
  • {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ}[١٥]
  • "السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ"[١٦]
  • "أَشَدُّ مِنَ الرِياحِ الهوجِ بَطشًا
وَأَسرَعُ في النَدى مِنها هُبوبا"[١٧]
  • "يَروعُ رَكانَةً ويَذوبُ ظَرْفًا
فَما يُدرَى أشَيْخٌ أمْ غُلامُ".[١٨]
  • "تَفنى عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُمْ
في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ".[١٩]
  • "كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا
وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا".[٢٠]
  • "وإنّي رأيتُ الضُّرّ أحسَنَ مَنظرًا
وأهْوَنَ مِنْ مَرْأى صَغيرٍ بهِ كِبْرُ"[٢١]

شواهد إعرابية على تمييز النسبة في النحو

بعد الشرح والتفصيل في تمييز النسبة في النحو ذكرنا بعض الشواهد عليه من القرآن الكريم والشعر العربي في الفقرة السابقة، وفي هذه الفقرة إعراب لبعض هذه الشواهد:

  • {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا}.[١٢]
    • بئس: فعلٌ ماضٍ جامد مبني على الفتح؛ لإنشاء الذم.
    • للظالمين: جار ومجرور متعلق به.
    • بدلاً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره، والفاعل ضمير مستتر، والتقدير: بئس البدل للظالمين بدلًا.
  • {وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}.[٧]
    • وَلَمُلِئْتَ: فعلٌ ماضٍ مبني للمجهول، والتاء نائب فاعل والجملة معطوفة.
    • مِنْهُمْ: جار ومجرور متعلقان بملئت.
    • رُعْباً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
  • كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا ** وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا
    • كفى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر.
    • بك: جارّ ومجرور.
    • داءً: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • {وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا}.[١٠]
    • ساء: فعل ماضٍ مبني على الفتح لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
    • لهم: متعلّق بحال من حملاً.
    • يوم: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره متعلّق بالحال المحذوفة.
    • حملًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره، ميّز الضمير في ساء.

المراجع

  1. "من المنصوبات: التمييز"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث أ.د محمود حسني مغالسة،النحو الشافي الشامل (الطبعة الخامسة)، الأردن - عمان/العبدلي: دار المسيرة، صفحة 406. بتصرّف.
  3. سورة مريم، آية: 4.
  4. سورة القمر، آية: 12.
  5. سورة الكهف، آية: 34.
  6. سورة الإسراء، آية: 37.
  7. ^ أ ب سورة الكهف، آية: 18.
  8. سورة مريم، آية: 26.
  9. سورة الفرقان، آية: 66.
  10. ^ أ ب سورة طه، آية: 101.
  11. سورة الكهف، آية: 29.
  12. ^ أ ب سورة الكهف، آية: 50.
  13. سورة النساء، آية: 87.
  14. سورة البقرة، آية: 165.
  15. سورة محمد، آية: 13.
  16. "السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019.
  17. "ضروب الناس عشاق ضروبا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019.
  18. "فؤاد ما تسليه المدام"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019.
  19. "بم التعلل لا أهل ولا وطن"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019.
  20. "كفى بك داء أن ترى الموت شافيا"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019.
  21. "أطاعن خيلا من فوارسها الدهر"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019.
4709 مشاهدة
للأعلى للسفل
×