تناول الفواكه بعد الطعام ضار حقيقة أم خرافة

كتابة:
تناول الفواكه بعد الطعام ضار حقيقة أم خرافة

أهمية الفواكه

تُعرف الفواكه بأنّها مصدر جيد للفيتامينات والمعادن، ولها دور مهم في منع نقص فيتامين سي وفيتامين أ، ويقلّ خطر الإصابة بالأمراض المزمنة لدى الأشخاص الذين يتناولون الفواكه بمنزلة جزء من النظام الغذائي، وتُعدّ العناصر الغذائية الموجودة في الفواكه ضرورية لصحة الجسم والحفاظ عليه؛ إذ إنّها تتضمن البوتاسيوم، والألياف، وفيتامين سي، وحمض الفوليك، وغيرها من العناصر الغذائية؛ لذا يوصى بتناول كوب إلى كوبين من الفواكه يوميًا اعتمادًا على عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها جسم الإنسان.[١]


خرافات عن تناول الفواكه

لسوء الحظ يوجد الكثير من المعلومات الخاطئة المنتشرة عن التغذية، ومن هذه الموضوعات الشائعة وقت تناول الفواكه، وفي ما يأتي أهم خمس خرافات تتعلق بوقت تناول الفواكه والحقيقة عنها:[٢]

تناول الفواكه بعد الطعام ضار

تزعم الخرافة أنّه يجب تناول الفواكه دائمًا على معدة فارغة، وأنّ تناول الفواكه مع الوجبات يُبطئ عملية الهضم، ويُبقي الطعام في المعدة ليتخمر أو يتعفن، وتناول الفواكه مع الوجبات هو ما يسبب الغازات وعدم الراحة ومجموعة من الأعراض الأخرى.

الحقيقة أنّه من الصحيح أنّ الألياف الموجودة في الفواكه تتسبب في إفراغ المعدة ببطء، لكنّها لا تجعل الطعام يبقى في المعدة، ولا تسبب أيّ شكل في إفساد الطعام في المعدة، فالمعدة مصممة خاصة لمنع نمو البكتيريا، إذ عندما يصل الطعام إلى المعدة يُمزَج بحمض المعدة، الذي يتصف بأس هيدروجيني منخفض جدًا، إذ تُصبح محتويات المعدة حمضية لدرجة أنّ معظم الكائنات الحية الدقيقة لا تنمو فيها.

بالإضافة إلى ذلك يُعدّ إبطاء إفراغ المعدة أمرًا جيدًا، إذ يساعد في الشعور بالشبع لمدة أطول، مما يساعد في تناول سعرات حرارية أقلّ على المدى الطويل.

خرافة تناول الفواكه قبل الوجبة أو بعدها يقلل من قيمتها الغذائية

تدعي هذه الأسطورة أيضًا أن تناول الفواكه قبل أو بعد الوجبة يقلل من قيمتها الغذائية، لذا يجب تناولها على معدة فارغة.

الحقيقة هذا ليس صحيحًا على الإطلاق، إذ تطور جسم الإنسان بمرور الوقت ليكون فعالاً قدر الإمكان عندما يتعلق الأمر باستخراج العناصر الغذائية من الطعام، وعندما يأكل الإنسان تخزن المعدة الطعام وتُرسله إلى الأمعاء بكميات صغيرة فقط في المرة الواحدة حتى تتمكن من هضمها بسهولة، بالإضافة إلى أنّ الأمعاء الدقيقة صُمِّمت لامتصاص أكبر عدد ممكن من العناصر الغذائية.

أفضل وقت في اليوم لتناول الفواكه هو بعد الظهر

لا يوجد منطق حقيقي وراء هذه الفكرة، ولا يوجد دليل يدعمها، لكن يقال إنّ عملية التمثيل الغذائي الخاصة بالإنسان تتباطأ في مرحلة ما بعد الظهر، وتناول الطعام المتضمن نسبةً عاليةً من السكر -مثل الفواكه- يرفع مستويات السكر في الدم، مما يحفّز الجهاز الهضمي.

الحقيقة أنّ أيّ طعام يحتوي على الكربوهيدرات سيزيد من نسبة السكر في الدم مؤقتًا أثناء امتصاص الجلوكوز بغض النظر عن وقت تناوله في اليوم.

تجنب تناول الفواكه قبل النوم

عمومًا فإنّ تناول وجبة كاملة في الساعات التي تسبق النوم يؤدي إلى مقاطعة دورات النوم الخاصة بالشخص، ومع ذلك، تقل احتمالية تدخل الفواكه في النوم مقارنة بالأطعمة الأخرى، خاصةً الأطعمة المصنعة.

وفقًا للمؤسسة الوطنية للنوم فإنّ تناول أطعمة معينة قبل النوم يتداخل مع النوم بسبب العمليات الهضمية للجسم؛ لذا يوصون بتجنب الأطعمة المحتوية على السكريات المصنعة قبل النوم مباشرة، وينصحون بتناول الموز قبل النوم، إذ يوفّر الموز البوتاسيوم الذي يمنع الإصابة بتشنجات الساق ليلًا، ويساعد أيضًا تضمين الفواكه التي تحتوي على نسبة عالية من المغنيسيوم؛ مثل: الموز، والمشمش، والتمر، في الاسترخاء والنوم بشكل أفضل.[٣]


الوقت الأفضل لتناول الفواكه

في الحقيقة لا يوجد وقت معين يتاح القول إنّه الأفضل لتناول الفواكه، حيث الأشخاص الحصول على فوائد صحية مماثلة من تناول الفواكه في أي وقت من اليوم، ومع ذلك فالأشخاص الذين يريدون تخفيف الوزن، أو يعانون من مرض السكري يستفيدون من توقيت أكل الفاكهة؛ نظرًا لأنّ الفاكهة تميل إلى أن تبدو غنية بالألياف، مما يساعد الشخص في الشعور بالشبع لمدة أطول من الوقت.[٣]


علاقة الفواكه بمرض السكري

قد يؤدي تناول الكثير من السكر في زيادة الوزن، مما يرفع مستويات السكر في الدم وخطر الإصابة بمرحلة ما قبل السكري، وهما عاملان من عوامل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وعلى الرغم من أنّ الفواكه تتضمن العديد من الفيتامينات والمعادن والألياف، لكنها تحتوي أيضًا على نسبة عالية من السكر الطبيعي.

يجب ألا يزيد تناول الفواكه بمنزلة جزء من نظام غذائي صحي من خطر الإصابة بمرض السكري، لكنّ استهلاك أكثر من المقدار اليومي الموصى به للفواكه يؤدي إلى إضافة الكثير من السكر إلى النظام الغذائي؛ لذا يُنصح باختيار الفواكه الطازجة بدلًا من الفواكه المجففة، والحد من تناول عصير الفواكه لتقليل نسب تناول السكر الكلي للشخص.[٤]

أمّا إذا كان الشخص مصابًا بمرض السكري ويتبع نظام غذاء خاصًا بمرضى السكر فلا يوجد سبب حقيقي يمنعه من تناول الفواكه طالما أنّه يتحكم بالكمية المستهلكة لكل نوع؛ لذا من الأفضل العمل مع اختصاصي تغذية لتحديد كمية الفواكه المناسبة للشخص وأنواعها.[٥]


المراجع

  1. "Health Benefits of Fruit ", healthyeating, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  2. Taylor Jones, RD (27-8-2016), "5 Myths About the Best Time to Eat Fruit (and the Truth)"، healthline, Retrieved 26-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Abbey Ryan, "When is the best time to eat fruit?"، medicalnewstoday, Retrieved 26-4-2020. Edited.
  4. Claire Sissons, "Can eating too much fruit cause type 2 diabetes?"، medicalnewstoday, Retrieved 26-4-2020. Edited.
  5. Barbie Cervoni MS, RD, CDCES, CDN, " An Overview of Eating Fruit When You Have Diabetes "، verywellhealth, Retrieved 26-4-2020. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×