تنشيط الغدة الدرقية

الغدة الدرقية

تقع الغدة الدّرقية في مقدّمة الرّقبة وبالتحديد أسفل تفّاحة آدم، وتتكوّن من فصّين الأيمن والأيسر متّصلان بجسر صغير من الأنسجة، تنظم الغدة الدرقية عملية التمثيل الغذائي والأيض في الجسم، وتتمثل وظيفتها بإنتاج هرمونين رئيسين هما؛ هرمون الثيروكسين (T4) الذي يحتوي على أربع ذرات من اليود، وهرمون ثلاثي يودوثيرونين (T3) الذي يحتوي على ثلاث ذرات من اليود فقط.

تساعد هذه الهرمونات في تنظيم العديد من وظائف الجسم الأساسية وعمليات الأيض، ومن ذلك؛ معدل ضربات القلب، ووزن الجسم، وقوة العضلات، والتنفس، بالإضافة لدورها في تنظيم درجة حرارة الجسم، وعملية فقدان العظام، ومستويات الدهون في الدم، ودورات الحيض، والجهاز العصبي، واستهلاك الطاقة.

وتُصاب الغدة الدرقية بالعديد من الاضطرابات الصحية، فقد تُفرز المزيد من الهرمونات التي تتسبب بحالة مرضية، تُعرف بفرط نشاط الغدة الدّرقية أو إنتاج القليل من الهرمونات، ليحدث قصور الغدة الدّرقية.^[١][٢]

يُعدّ قصور الغدة الدرقية حالة لا تُنتج فيها الغدّة الدرقية ما يكفي من هرموناتها، ممّا يُسبب مجموعةً من الأعراض، التي تختلف اعتمادًا على شدّة نقص الهرمون، مثل؛ الشّعور بالإعياء، وزيادة الحساسية تجاه البرد، وزيادة الوزن، والعديد غيرها، وفي بعض الأحيان لا يسبب قصور الغدّة الدرقية هذه الأعراض في المراحل المبكّرة، لكنّها تميل إلى التّطور ببطء، وغالبًا على مدار عدد من السنوات.^[٣] ويوجد العديد من العلاجات العشبية والعناصر الغذائية المساعدة على تنشيط الغدة الدرقية وتحفيزها التي ستُوضح في هذا المقال.

أطعمة لتنشيط الغدة الدرقية

يمكن تحفيز الغدّة الدرقية الخاملة واستعادة نشاطها بالطّرق أو المحفّزات الآتية:^[٤]

• أطعمة تحتوي على اليود: إذ تعتمد وظيفة الغدّة الدرقية على استخدام اليود لتصنيع هرموناتها، بالتالي فإن توازن اليود في الجسم أمر بالغ الأهمية؛ لأن نقص اليود المفرط يؤدي إلى كسل الغدّة الدرقية، ومصدر الحصول على اليود هو الكائنات البحرية مثل؛ الأسماك، وبعض أنواع الخضراوات، مثل؛ الباذنجان.
• أطعمة تحتوي على السيلينيوم: إذ يقلّل السيلينيوم من تكوين الأجسام المضادة للغدة الدّرقية؛ إذ يُربَط نقص السيلينيوم بجهازٍ مناعي ضعيف، وأمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك؛ السرطان، والتهاب الغدّة الدّرقية، ووجود مستوياتٍ جيدة من السيلينيوم الذي يحسّن عملية التّمثيل الغذائي للهرمونات، ويسيطر على الاستجابات الالتهابية، ويصلح تلف الغدّة الدرقية وتلف الأنسجة، كما وتجدر يُحول السيلنيوم هرمون الثيروكسين (T4) إلى ثلاثي يود الثيرونين (T3) الأكثر فعالية، ومصادر الحصول عليه هي؛ المكسرات، والسردين، والدواجن، والبيض.
• أطعمة تحتوي على الزنك: يُعدّ الزنك معدنًا مهمًا لإنتاج هرمون الغدّة الدرقية، ويمكن الحصول عليه من الدجاج، وسمك السلمون، واللحم البقري، وبذور اليقطين، والبازلاء، والسبانخ، واللوز.
• أطعمة تحتوي على الحديد: إذ يمنع هذا العنصر تشكّل هرمون الغدّة الدرقية غير النّشط، بالتالي فإنّ للحديد دورًا مهمًا في دعم وظيفة الغدّة الدرقية؛ لأنّ نقص الحديد يؤثر في استقلاب هرمون الغدّة الدرقية بتثبيط الأنزيم المساعد على تحويل هرمون الثيروكسين (T4) إلى ثلاثي يود الثيرونين (T3)، ويُمكن الحصول على الحديد من الخضراوات الورقية، والمكسرات، واللحوم التي تحتوي العشب، والعدس.
• أطعمة تحتوي على مجموعة فيتامينات (ب): تلعب فيتامينات(ب) دورًا مهمًا جدًا في صحّة الإنسان؛ إذ تُؤثر بعض منها مباشرة في وظيفة الغدّة الدّرقية؛ إذ إنّه يُغذي إنتاج هرمون الغدّة الدرقية، كما يساعد في توفير استجابة صحية للضغط النفسي لتخفيف أعراض أمراض الغدّة الدرقية الذاتية المناعية، لذا يمكن أن تخفف مكمّلات فيتامين(ب) الأعراض المرتبطة بأمراض الغدّة الدّرقية، ومن الأطعمة الغنية بفيتامينات ب؛ الفليفلة، والسالمون، والتونا، والسبانخ، والبيض، والفستق.
• أطعمة تحتوي على الأحماض الدهنية: تَحدّ هذه الأحماض من الالتهابات، كما تحتوي مضادات الأكسدة التي تحمي من تلف الأنسجة في الغدّة الدرقية، بالتالي فإنّ نقص الأحماض الدّهنية يُقلل من إفراز هرمونات الغدّة الدرقية، ويُضعِف وظائف الدماغ الطبيعية، مثل؛ الذاكرة، والفكر المعرفي، ويُمكن الحصول على الأحماض الدّهنية من سمك السلمون البري، واللحم البقري، ومكمّلات زيت السمك.

تنشيط الغدة الدرقية بالأدوية

يعتمد علاج تنشيط الغدة الدّرقية على استخدام المصاب اليومي لهرمون الغدة الاصطناعي وهو الليفوثيروكسين، وغالبًا ما يشعر المصاب بالتّحسن بعد البدء بالعلاج ومن الممكن أن يتسبب هذا الدّواء بنقصان الوزن المُكتسَب نتيجة الإصابة بقصور الغدة الدرقية، كما يُقلِّل من مستويات الكوليسترول في الدّم التي ارتفعت نتيجة الإصابة بقصور الدرقية.

غالبًا ما يحتاج المصاب لاستخدام هذا الدّواء طيلة حياته، وتحديد الجرعة المناسبة يحتاج وقتًا، يجري خلاله الطبيب تحليلًا للتحقق من مستوى الهرمون المنبه للدرقية بعد ما يتراوح بين 6-8 أسابيع من بدء استخدام الدواء، ويُفحص مرّة أخرى بعد ستّة شهور، وقد تتسبب الكميات الكبيرة من الهرمون بآثار جانبية؛ كالأرق، وخفقان القلب، والارتعاش.

إنّ بعض الأدوية والمكمّلات الغذائية، تُؤثّر على امتصاص الليفوثيروكسين، فإنّ الطبيب يُوصي بإبعاد وقت تناول الدواء عن وقت تناول مكمّلات الحديد، ومضادات الحموضة التي تحتوي على هيدروكسيد الألمنيوم، ومكمّلات الكالسيوم، ومن الأفضل أن تؤخذ حبوب الليفوثيروكسين على معدة فارغة في الوقت نفسه يوميًا.

وبالرغم من أنّ الأطباء يُوصون بتنشيط الغدة الدرقية بالثيروكسين الصّناعي؛ إلّا أنّه يوجد بعض المستخلصات الطبيعية من الغدة الدرقية لبعض الحيوانات التي تحتوي على هرمون الغدة الدرقية التي تحتوي بالإضافة إلى الثيروكسين على ثلاثي اليودوثيرونين، بينما تحتوي أدوية تنشيط الغدة على الثيروكسين فقط، وما يحتاجه الجسم من ثلاثي اليودوثيرونين يُشتق من الثيروكسين، ويُمكن استخدام هذه المنتجات بموافقة الطبيب فقط.^[٥]

أسباب قصور الغدة الدّرقية

يحدث قصور الغدة الدّرقية نتيجة العديد من الأسباب التي تتضمّن ما يأتي:^[٦]

• أمراض المناعة الذّاتية: يحمي جهاز المناعة الجسم من البكتيريا والفيروسات؛ إذ إنّه عندما تدخل فيروسات غير معرّفة، فإنّ جهاز المناعة يستجيب بإرسال خلايا لتدمّر الخلايا الغريبة، ولكن قد يُخطأ الجهاز المناعي بين الخلايا الغريبة والخلايا الطّبيعية، وإذا لم تُنظم هذه الاستجابة أو يُسيطر عليها علاجيًا؛ فإنّها تسبب مشكلات صحّية خطيرة بما فيها؛ قصور الغدة الدّرقية، ويعدّ مرض هاشيموتو، السبب الأكثر شيوعًا لقصور الغدة الدرقية، وفيه يُهاجم الجهاز المناعي خلايا الغدة، ويُسبب التهابًا مزمنًا فيها.
• علاج فرط نشاط الغدة الدرقية: وهي حالة تُنتج فيها الغدة الدرقية مستويات أكثر من الحد الطبيعي للهرمونات، ويتمثّل العلاج بإعادة معدّلات الهرمونات للحدود الطبيعية، وقد يؤدي استخدام العلاج أحيانًا إلى انخفاض نشاط الغدة الدرقية الدائم.
• الاستئصال الجراحي للغدة: أي إزالة الغدة الدرقية كاملًا، ممّا يتسبب بقصور الغدة الدرقية، وقد تتمكّن الغدة من إنتاج كمية معيّنة من الهرمونات، إذا أُزيل جزء منها.
• العلاج الإشعاعي: الذي يُستخدم في حالات الإصابة بأحد أنواع السّرطانات؛ كسرطانات الرأس والرقبة أو سرطان الغدد اللمفاوية، ويتسبب العلاج الإشعاعي بإبطاء أو إيقاف إنتاج الغدة الدرقية للهرمونات الضرورية لعمليات الجسم.
• العلاجات الدّوائية: قد تتسبب بعض أنواع الأدوية، بتخفيض إنتاج هرمونات الغدة الدرقية بما فيها؛ أدوية الأمراض النفسية، وأمراض القلب.

أعراض قصور الغدة الدرقية

يتسبب خمول الغدة الدرقية بإظهار مجموعة من الأعراض، التي قد تظهر كثيرًا لدى بعض المصابين وقد لا تظهر عند البعض الآخر، وفي المجمل فإنّها تتضمّن ما يأتي:^[٧]

• التعب والإرهاق.
• جفاف الشّعر.
• زيادة الوزن أو صعوبة فقدان الوزن.
• جفاف البشرة.
• تساقط الشّعر.
• عدم تحمّل البرودة.
• آلام في العضلات وتشنّجات.
• الإمساك.
• الاكتئاب.
• اضطرابات في الذّاكرة.
• عدم انتظام الدورة الشّهرية.

تشخيص قصور الغدة الدّرقية

يُشخّص الأطباء قصور الغدة الدّرقية بالفحص البدني الشّامل، ومعرفة التاريخ المرضي للمصاب، ومعاينة الأعراض الظّاهرة، إن وجدت بما فيها؛ التّورم وبطء ضربات القلب، والتعب والإمساك، بالإضافة إلى إجراء تحليل الدّم والذي يكشف عن مستويات الهرمون المنبّه الغدة الذي تُنتجه الغدة النّخامية أو إجراء اختبار لمعدّلات مستوى هرمون الثيروكسين (T4) الذي يقيِّم وظائف الغدة الدّرقية.^[٦]

مضاعفات قصور الغدة الدّرقية

إذا لم يُعالج قصور الغدة الدّرقية، فإنّ ذلك سيتسبب بحدوث مضاعفات عديدة التي تتضمّن ما يأتي:^[٨]

• تضخّم الغدة الدرقية، الذي يُحدث مشكلات في البلع وصعوبة في التنفس.
• ارتفاع مستويات الكوليسترول.
• تلف الأعصاب الذي يسبب الوخز والخدر في السّاقين، والذّراعين، والمناطق المصابة.
• العيوب الخلقية عند الأجنة.
• الإجهاض أو الولادة المبكّرة.
• العقم.
• الأمراض النفسية بما فيها؛ الاكتئاب.
• الوذمة المخاطية؛ وهي حالة مرضية نادرة الحدوث، ولكنّها خطيرة وتتمثّل بعدم القدرة على تحمّل البرد، والتعب، والنعاس الذي قد يُؤدي إلى فقدان الوعي، ويجدر التنويه إلى ضرورة الحصول على رعاية طبية فورية عند حدوث الوذمة المخاطية.

أمراض الغدة الدرقية

توجد العديد من الأمراض والحالات التي قد تصيب الغدة الدرقية بالإضافة إلى قصور الغدة الدرقية، من هذه الأمراض والحالات ما يأتي:^[٩]

• تضخم الغدة الدرقية أو تورم الغدة الدرقية، يمكن أن ينتج عن نقص اليود، أو حالة مرتبطة بالتهاب الغدة الدرقية، تُسمى التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو، ويمكن أن يكون تضخم الغدة الدرقية غير ضار.
• التهاب الغدة الدرقية، ويحدث عادة نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية، أو وجود مرض مناعي ذاتي، ويمكن أن يكون التهاب الغدة الدرقية مؤلماً، أو قد لا تُصاحبه أيّ أعراض.
• فرط نشاط الغدة الدرقية، ويعني أنّ إفراز هرمون الغدة الدرقية يكون مفرطًا، وهو غالبًا ما يحدث نتيجة الإصابة بمرض غريفز، أو عقيدات الغدة الدرقية مفرطة النشاط.
• مرض غريفز، هو مرض من أمراض المناعة الذاتية الذي يحفز الغدة الدرقية على إفراز المزيد من هرموناتها، ممّا يُسبب فرطًا في نشاط الغدة الدرقية.
• سرطان الغدة الدرقية، شكل غير شائع من أشكال السرطان ويكون قابلًا للشفاء؛ إذ يمكن استخدام الجراحة، والإشعاع، والعلاج الهرموني لعلاجه.
• عقيدات الغدة الدرقية؛ وهو مرض شائع جدًّا، وقليلًا ما تكون تلك العقيدات سرطانية، والعقيدات هي نتوءات غير طبيعية صغيرة في الغدة الدرقية أو كتلة فيها، قد تؤدي إلى إفراز هرمونات زائدة، ممّا يُسبب حدوث فرط الغدة الدرقية، أو قد لا تُسبب أيّ مشكلات.
• العاصفة الدرقية؛ هو شكل نادر من فرط نشاط الغدة الدرقية، وفيها تكون مستويات هرمون الغدة الدرقية عالية جدًا، ممّا يُؤدي إلى الإصابة بالمرض الشديد والخطير.

المراجع

1. ↑ Richard N. Fogoros, MD, "How the Thyroid Gland Functions"، www.verywellhealth.com, Retrieved 4-2-2019. Edited.
2. ↑ staff BRitish thyriod foundation , "Your thyroid gland"، BRitish thyriod foundation , Retrieved 2019-11-15. Edited.
3. ↑ "Hypothyroidism (underactive thyroid)", .mayoclinic, Retrieved 24-2-2019. Edited.
4. ↑ "10 Nutrients to Improve Thyroid Function", drjockers, Retrieved 24-2-2019. Edited.
5. ↑ staff mayo clinic (2018-12-4), "Hypothyroidism (underactive thyroid)"، mayoclinic., Retrieved 2019-11-16. Edited.
6. ^ ^{أ ب} Kimberly Holland (2017-4-3), "Everything You Need to Know About Hypothyroidism"، healthline, Retrieved 2019-11-15. Edited.
7. ↑ James Norman MD, FACS, FACE (2019-10-7), "Hypothyroidism: Overview, Causes, and Symptoms"، endocrineweb, Retrieved 2019-11-15. Edited.
8. ↑ staff healthdirect. (2018-11), "Complications of thyroid problems"، healthdirect., Retrieved 2019-11-15. Edited.
9. ↑ "Picture of the Thyroid", www.webmd.com, Retrieved 4-2-2019. Edited.