تنظيم الاسرة في الاسلام

كتابة:
تنظيم الاسرة في الاسلام

مفهوم تنظيم الأسرة في الإسلام

تعددت التعريفات حول تنظيم الأسرة في الإسلام إلا أن جميعها تدور حول مرتكزات محدده، كما يمكننا تعريفه بأنه اختبار أو سعي إنسان متعمد لتنظيم الحمل في الأسرة بصورة لا تنافي أحكام الدين وقوانين الدولة والقيم الأخلاقية في سبيل تحقيق رخاء الأسرة خاصة ورخاء الأمة والدولة عامة.[١]

حكم تنظيم الأسرة في الإسلام

يعبر المفهوم من النصوص الشرعية على جواز تنظيم الأسرة في حال وجود ضرورة تقتضي ذلك كمرض الأم أو رغبتها في إتمام رضاعة مولودهاو غيرها من الحالات المشروعة[٢]، فإنه يجوز شرعًا اتخاذ الوسيلة المشروعة للتنظيم؛ بحيث لا تؤدي الوسيلة إلى أذى أو شر، وألا تكون قرارًا فرديًا بل يجب أن يكون قرار التنظيم نابع من كلا الزوجين، أي ليس بإجبار أحدهما الآخر.[٣]

وقد استدل العلماء على مشروعية التنظيم بأدلة متعددة سيتم ذكرها على النحو الآتي:

أدلة مشروعية تنظيم الأسرة في الإسلام

ثبتت أحاديث ودلت صراحة على أن العزل أحد وسائل تنظيم الأسرة في زمن الصحابة رضوان الله عليهم، ودليل ذلك أنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: إنَّ لي جَارِيَةً، هي خَادِمُنَا وَسَانِيَتُنَا، وَأَنَا أَطُوفُ عَلَيْهَا، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ، فَقالَ:( اعْزِلْ عَنْهَا إنْ شِئْتَ، فإنَّه سَيَأْتِيهَا ما قُدِّرَ لَهَا)، فَلَبِثَ الرَّجُلُ، ثُمَّ أَتَاهُ، فَقالَ: إنَّ الجَارِيَةَ قدْ حَبِلَتْ، فَقالَ: (قدْ أَخْبَرْتُكَ أنَّهُ سَيَأْتِيهَا ما قُدِّرَ لَهَا)[٤][٣].

وقد ذكر جابر بن عبدالله :(كنا نعزل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبلغ ذلك نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ينهنا)[٥]، ففي سكوت النبي-صلى الله عليه وسلم- وعدم نهيه إقرار لتنظيم الأسرة (النسل) في الإسلام.

دواعي تنظيم الأسرة في الإسلام

قد تم التطرق إلى ذكر أنه لابد من وجود دواعي وحاجات ضرورية لتنظيم الأسرة في الإسلام كما سيتم ذكر أبرزها على النحو الآتي:[٦]

  • الخشية على حياة الأم أو صحتها من الحمل وتبعاته فإن الولادات المتكررة مرهقة للمـرأة فتحتاج المرأة إلى راحة بين الولادة والأخرى.
  • الخشية على الأولاد أن تسوء تربيتهم أو أن تضطرب تربيتهم.
  • الخشية من الوقوع في حرج دنيوي قد يؤدي إلى الوقوع في حرج ديني كأن يخشى أن يقع في الحرام ويرتكب المحظورات من أجل الأولاد.

الوسائل المشروعة لتنظيم الأسرة في الإسلام

تعددت الوسائل المشروعة لتنظيم الأسرة فمنها ما هو طبيعي ومنها وسائل طبية؛ كما سيتم ذكرها على النحو الآتي:[٧]

  • يعتبر الرضاع أحد الوسائل الطبيعية لتنظيم الأسرة حيث قرر الإسلام مدة الرضاع للمولود لا تتجاوز الحولين الكاملين.
  • تنظيم الجماع، فمن المعلوم أن المرأة لا تفرز إلا بويضة واحدة في الشهر وفي حال كانت الدروة الشهرية للمرأة منتظمة فإنه يتم انحصار الجماع بين الزوجين في هذه الأيام.
  • العزل، فهو يعتبر أقدم الوسائل التي عرفها الإسلام، ولكن له مساوئ ومنها أنه قد لا يمنع الحمل في الأحيان.
  • أقراص منع الحمل، فلا بأس في تناول هذه الأقراص كمؤقتًا قياسًا على العزل، إذ أن الهدق من كلاهما منع الحمل لفترة محددة.
  • الغلاف الوقائي: فهو عبارة عن غلاق رقيق يرتديه الزوج قبل مباشرة الاتصال الزوجي.
  • اللولب، ويعتبر جهاز من معدن يوضع بإشراف الطبيبة في رحم الزوجة، وتعتبر وسيلة مضمونة نوعًا ما.

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، صفحة 380. بتصرّف.
  2. حسن الزهيري، شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي، صفحة 26. بتصرّف.
  3. ^ أ ب أحمد الشرباصي، الدين وتنظيم الاْسرة، صفحة 58-62. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:1439، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:138، صحيح.
  6. صفاء زبن، تنظيم النسل في الفقه الإسلامي، صفحة 104-106. بتصرّف.
  7. صفاء زبن، تنظيم النسل في الفقه الإسلامي، صفحة 123-142. بتصرّف.
5862 مشاهدة
للأعلى للسفل
×