تنظيم الرضاعة الطبيعية

كتابة:
تنظيم الرضاعة الطبيعية

الرضاعة الطبيعية

الرِّضاعة الطَّبيعية بالنسبة للأمهات -خاصةً صغار السن- اللواتي يمررن بتجارب الحمل والولادة والرضاعة لأول مرة تبدو أمرًا صعبًا أو غير مفهوم، ويبقين على تساؤل مستمر عن كيفية إرضاع الطفل، وكيفية تنظيم أوقات الرِّضاعة والنَّوم وغيرهما، وإذا لم تحصل الأم على الدعم الكافي لتعلّم كيفية الرضاعة والإجراءات الصحيحة بشكل سليم قد تلجأ إلى الرِّضاعة الصناعيَّة، مما يحرمها وطفلها من الفوائد العديدة التي لا مثيل لها للرضاعة الطبيعية؛ لذا يجب أن تتعلم كلّ امرأة تقنيات الرضاعة، والعلامات التي تظهر على طفلها عند شعوره بالجوع أو الشبع؛ لضمان حصوله على فوائد الرضاعة الطبيعية التي تساعد جسمه وعقله في النُّمو والبناء الصحيّ السليم.

في البداية يجب أن تعرف كلّ أم أنّ حليب الثدي يخرج على عدة مراحل، وكلّ مرحلة منها تناسب الطفل وعمره؛ مما يجعل حليب الثدي الغذاء المثالي له؛ فمثلًا: اللبأ أول حليب يفرز من الثدي بعد الولادة، وهو خفيف أصفر اللون، ويُعدّ مزيجًا غنيًّا بالبروتينات والفيتامينات والمعادن والأجسام المضادة التي تساعد الطفل في مقاومة البكتيريا والفيروسات، ويُغطّي اللبأ الجدار الداخلي للأمعاء لحمايته من اضطرابات الهضم والحساسية، كما يحفّز حركة الأمعاء، مما يُسهّل عملية التبرز، ويقي من الإصابة باليرقان.

حجم اللبأ لا يتعدى بضع ملاعق صغيرة وهو الحجم الكافي للطفل، ويستمر لعدة أيام حتى يخرج حليب الثدي الانتقالي الذي يحتوي على تركيز أعلى من اللاكتوز، والدهون، والسعرات الحرارية، ثم يفرز الحليب الناضج بعد عشرة أيام إلى أسبوعين من الولادة الذي يبدو خفيفًا أبيض اللون، ويحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لنمو الطفل.[١]


تنظيم الرضاعة الطبيعية

الأسابيع الأولى بعد الولادة مرحلة تعلّم الأم كيفية إرضاع طفلها والاعتناء به؛ لذا يجب عليها التحلي بالصبر، واستشارة الطبيب أو الممرضة قبل الخروج من المستشفى في الطريقة الصحيحة للإرضاع، والتأكد من حصوله على الكمية الكافية من الحليب، وينصح الأطباء بمحاولة إرضاع الطفل مبكرًا قدر الإمكان بعد الولادة فور أن تشعر الأم بأنّها قادرة على ذلك، وإرضاع الطفل كلّما أظهر علامات الجوع؛ مثل: مصّ الشفتين، أو قبضة اليد، أو بحث الطفل عن ثدي الأم، والالتفاف إليه فور حمله.

إنّ الحرص على إرضاع الطفل كلّما طلب ذلك يضمن استمرار تكوّن الحليب داخل الثدي، فكلّما تكررت الرضاعة زادت غزارة حليب الثدي، ويرضع حديث الولادة 8-12 مرةً في اليوم، وتُعدّ الرضاعة عملية غير مؤلمة، وبمجرد تعلم كلٍّ من الأم والطفل طريقة الرضاعة الصحيحة تبدو أوقات الرضاعة أفضل وقت للاسترخاء والاستمتاع بالعلاقة بينهما.

يجب أن تختار الأم مكانًا هادئًا لإرضاع طفلها، ومقعدًا مريحًا تستطيع إراحة ذراعها عليه، ويُفضّل رفع ساقيها قليلًا لتقريب الطفل منها، واستخدام الوسائد اللازمة لتوفير الراحة لذراعها وظهرها، كما يُفضّل شرب كوب من الماء أو العصير خلال الرضاعة، كما تستطيع الأم إرضاع طفلها وهي مستلقية على ظهرها.

توجد أكثر من طريقة لحمل الطفل خلال الرضاعة، لكن بشكل عام يجب تقريب الطفل من جسم الأم ورفع رأسه قليلًا على مستوى معدته، والتأكد من إمساك الطفل بالثدي بالطريقة الصحيحة، إذ يجب أن تُمسِك الأم ثديها بيد واحدة بحيث إصبع الإبهام من الأعلى والأربع أصابع الباقية بالأسفل بعيدًا عن الهالة الداكنة المحيطة بالحلمة، وعند فتح الطفل فمه تُدخِل الأم الجزء الممسوك من الثدي في فمه مع التأكد من ملامسة ذقن الطفل للثدي، وهذه الطريقة المثلى لتجنب شعور الأم بألم خلال الرضاعة، وتجنب الإصابة باحتقان الحلمة.[٢]


زيادة حجم حليب الثدي

يجب أن تتأكد الأم من حصول طفلها على الكم الكافي له من الحليب، وهو ما قد يصعب عليها -خاصةً في البداية-؛ لذا تنتبه للعلامات التي تدل على شبع الطفل؛ مثل: تبوّل الطفل 6-8 مرات في اليوم، والتبرز مرتين إلى خمس مرات، لكن قد يقلّ عدد مرات التبرز عن ذلك لدى بعض الأطفال، وزيادة وزن الطفل باستمرار بعد مرور الأسبوع الأول من الولادة الذي يفقد فيه الطفل بعضًا من وزن الولادة غالبًا.[٣]

إذا شعرت الأم بأنّ طفلها لا يشبع أو حليبها غير كافٍ لاحتياج الطفل تجب عليها محاولة تحفيز إفراز الحليب عن طريق:[٤]

  • التأكد من تعلّق الطفل جيدًا بالثدي، ومصّ الحليب جيدًا.
  • الإكثار من إرضاع الطفل.
  • التبديل بين الثديين عند إرضاع الطفل بعد التأكد من إفراغ الثدي الأول.
  • عدم مرور خمس ساعات أو أكثر دون إرضاع الطفل؛ فمصّ حلمة الثدي أهمّ محفّز للحليب، وإن اضّطرّت الأم لتأجيل الرضاعة لأيّ سبب فعليها شفط حليب الثدي باليد أو المضخة.
  • الضغط على الثدي، وتحفيز خروج الحليب من الثدي أثناء الرضاعة.
  • الإكثار من شرب الماء والسوائل، والحرص على تناول غذاء صحي ومتوازن مع عدم تفويت أيّ وجبة.
  • الحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة بين الرّضعات.
  • تناول الأعشاب الطبية المُدرّة للحليب، أو العقاقير الطبية الموجودة في الصيدلية بعد استشارة الطبيب.


فائدة الرضاعة الطبيعية للطفل والأم

يحتوي حليب الثدي على كمية العناصر الغذائية المناسبة للطفل، وهو غذاء سهل الهضم، ومتوفر طول الوقت لدى معظم النساء، وله العديد من الفوائد لكلٍّ من الطفل والأم؛ مثل:[٥]

  • غذاء كافٍ للطفل الرضيع ومثالي يوفر احتياجات الطفل كلها في الستة أشهر الأولى من عمره؛ لذا توصي المنظمات الصحية كلها بالاعتماد على الرضاعة الطبيعية فقط في تغذية الطفل خلال الستة أشهر، ثم إدخال الأطعمة الصلبة تدريجيًا مع استمرار الرضاعة لمدة عام على الأقل. والفيتامين الوحيد الذي قد لا يتوفّر بالقدر الكافي في حليب الثدي فيتامين د؛ لذا يجب إعطائه للطفل بدايةً من عمر 2-4 أسابيع.
  • مصدر غنيّ بالأجسام المضادة، مما يرفع مناعة الطفل الذي يرضع طبيعيًا مقارنةً بالطفل الذي يرضع صناعيًا.
  • تقليل احتمال الإصابة بالأمراض، حيث الاعتماد على الرضاعة الطبيعية فقط لتغذية الطفل يقلل من خطر إصابته بأمراض مختلفة؛ مثل: التهاب الأذن الوسطى، والتهابات الجهاز التنفسي، ونزلات البرد، والتهاب الحلق، وعدوى الأمعاء، وتلف أنسجة الأمعاء؛ مثل: عند الإصابة بالالتهاب المعوي القولوني الناخر، وموت الطفل المفاجئ، وداء السيلياك، والتهاب القولون، والسكري، ولوكيميا الأطفال.
  • الوقاية من إصابة الطفل بالسمنة المفرطة، حيث الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا أقلّ عرضة للإصابة بالسمنة 15-30% من الأطفال الذين يرضعون صناعيًا، ويعزى ذلك إلى تحفيز نمو البكتيريا المفيدة التي تنمو في الأمعاء، وتؤثر في تخزين الدهون، بالإضافة إلى ارتفاع هرمون الليبتين في الجسم الذي يُنظّم الشهية، وتخزين الدهون.
  • تحفيز نمو دماغ الطفل، وزيادة مستوى ذكائه.
  • مساعدة الأم في إنقاص وزن الجسم الزائد المكتسب خلال الحمل.
  • تحفيز انقباضات الرحم لمساعدته في العودة إلى حجمه الطبيعي بعد الولادة، وتقليل النزيف.
  • انخفاض فرص إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة مقارنةً بالأم التي ترضع طفلها صناعيًا.
  • تقليل خطر إصابة الأم ببعض الأمراض والسرطانات على المدى الطويل؛ مثل: سرطان الثدي، وسرطان المبيض، ومتلازمة اضطرابات الأيض، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والتهاب المفاصل، وأمراض القلب.
  • منع التبويض والدورة الشهرية، مما يمنع الحمل، لذا بعض النساء تعتمد على الرضاعة الطبيعية في شكل ويسلة لمنع لمنع الحمل خلال الأشهر الأولى من الولادة، لكنّ هذه الوسيلة تتطلب بعض الشروط لتبدو فعّالة لمنع الحمل.
  • وسيلة تغذية للطفل آمنة وسهلة ومجانية على عكس الرضاعة الصناعية التي تستهلك المال والوقت في تحضير زجاجات الرضاعة وتعقيمها.


المراجع

  1. What to Expect Editors (2017-12-8), "Breastfeeding: Basics and Tips for Nursing Your Baby"، whattoexpect, Retrieved 2019-12-29. Edited.
  2. "Breastfeeding: The First Weeks", clevelandclinic,2018-1-1، Retrieved 2019-12-29. Edited.
  3. "Breastfeeding: Hints to Help You Get Off to a Good Start", familydoctor,2019-12-18، Retrieved 2019-12-29. Edited.
  4. "Increasing your breast milk supply", pregnancybirthbaby,2019-7، Retrieved 2019-12-29. Edited.
  5. Adda Bjarnadottir (2017-6-1), "11 Benefits of Breastfeeding for Both Mom and Baby"، healthline, Retrieved 2019-12-29. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×