تورم الكاحل

كتابة:
تورم الكاحل

تورم الكاحل

بينما تهمّ في ارتداء حذائك كما المُعتاد، قد يستوقفك مظهر كاحلك وهو يبدو متورمًا، وأكبر حجمًا من وضعه الطبيعيّ، لا داعي للقلق في هذه اللحظة، أو التوصَّل إلى استنتاجات مزعجة حول سبب تورم الكاحل، خاصةً في الحالات التي لا تُصاحبها ظهور أعراض أخرى شديدة، فربما تلاحظ تورم الكاحل بعد الاستمرار بالوقوف أو المشي لفترات طويلة، وهو أمرٌ طبيعيّ، غير أنَّ العديد من الأسباب والمشكلات الصحيّة الأخرى قد تؤدي إلى تورم الكاحل؛ سواءً بتراكم السوائل فيه أو بتعرُّضه للإصابات، لذا، يتوجَّب على الفرد عدم إغفال الأمر، ومراجعة الطبيب في حالة استمرار التورُّم وعدم تحسّنه مع الوقت، أو ظهوره فجأةً خلال الحمل، أو إن كان مصحوبًا بالحمّى، أو الاحمرار، أو دفء الكاحل، أو إن كان لدى الفرد تاريخ سابق للإصابة بأمراض الكلى، أو القلب، أو الكبد. فما هي أسباب تورم الكاحل؟ وكيف يمكن علاجه؟ هذا ما سنجيب عنه في هذا المقال.[١][٢]


ما هي الحالات التي تسبب تورم الكاحل؟

العديد من الحالات الصحيَّة قد تسبِّب تورّم الكاحل، وهي غير محصورة بالحالات المذكورة هنا في هذا المقال، ويبقى الطبيب هو الشخص المسؤول عن تشخيص سبب التورّم وعلاجه، بعيدًا عن التكهنات والتخمينات التي لا تعتمد على أُسُس التشخيص الطِّبي السليم. ونذكر على النحو الآتي مجموعه من أبرز الحالات التي قد يُصاحبها تورّم الكاحل:


الوذمة اللمفية أو الاستسقاء اللمفاوي

تتسبَّب الوذَمة اللمفية (Lymphedema) بتورُّم الكاحل بسبب تراكم السائل اللمفي في النسيج اللين، والذي يحدث نتيجة تضرُّر الجهاز اللمفاوي أو وجود انسداد فيه، ربما بسبب الخضوع لجراحة استئصال الغدد اللمفاوية، أو الإصابة بالعدوى، أو الإصابة بالسرطان، أو غير ذلك من المشكلات الأخرى.[٢]


التهاب المفاصل

يُعدّ الفصال العظمي (Osteoarthritis)، ويُعرف أيضًا باسم خشونة المفصل، من أنواع التهاب المفاصل شائعة الانتشار، والتي قد تتسبَّب بتورم المفصل المتأثِّر بالالتهاب، غير أنَّ هناك أنواع أخرى من التهاب المفاصل الذي قد يسبِّب تورّم الكاحل أيضًا، كالنقرس، والتهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis)، والذئبة، والتهاب المفصل في الصدفيّة (Psoriatic arthritis).[٣]


الخثرات الدموية

قد تظهرالخثرات الدموية في الأوردة العميقة الموجودة في الساقين، وهذه الحالة تستدعي اللجوء للعناية الطبية الطارئة، إذْ تتسبَّب الخثرة بسدّ تدفق الدم المندفع نحو القلب، ليتراكم في الأطراف، مسبِّبًا تورُّم الكاحل، وعادةً ما تترافق هذه الحالة مع الشعور بألم في الساق المتأثرة وتغير في لون الساق والشعور بالدفء فيها.[٢][٤]


مشكلات الأوردة

كأنْ يعاني الفرد من مشكلة القصور الوريدي (Venous insufficiency)، والذي يُصاحبه تلف أو ضعف الصمَّامات الوريديّة، وفي هذه الحالة لا يتدفق الدم بكفاءه خلال أوردة الساقين نحو القلب، ممَّا يُسفر عنه تراكم السَّوائل في النسيج اللين في الكاحل والقدم.[١]


الحمل ومضاعفاته

يحدث تورم الكاحلين والقدمين خلال الحمل بصورة شائعة وطبيعيّة، ربما يعود ذلك إلى زيادة حجم السائل الذي تنقله الأوعية الدموية، وحدوث التغيرات الهرمونية في جسد المرأة خلال الحمل، وزيادة حجم الرحم، وقد يحدث هذا التورُّم أيضًا بعد الولادة ويستمر لبضعة أيام عند البعض، ولكنْ يتوجّب على المرأة طلب الرعاية الطبية الفورية في حالة حدوث تورم مفاجئ في الكاحل خلال الحمل، فهو قد يدل على حالة خطيرة تُعرف بمقدمات الارتجاع أو ما قبل تسمّم الحمل (Preeclampsia).[٣]


الإصابة بالعدوى

قد تحدث عدوى التهاب النسيج الخلوي (Cellulitis) فتُصيب الجلد الذي يُغطي الكاحل، ليُسفر عن ذلك ظهور أعراض عِدة؛ كالتورّم، والاحمرار، ودفء البشرة، وفي حالات نادرة قد يُسفر عن إهمال هذه العدوى البكتيرية مخاطر تهدّد حياة المُصاب.[٢]


مشكلات صحية أخرى

بعض المشكلات التي يعانيها الفرد تكون سببًا في ظهور حالة تورُّم الكاحل، كالإصابة بأمراض الكلى المزمنة، وأمراض الكبد، وقصور الغدّة الدرقية، وفشل القلب، الأمر الذي يحتاج المتابعة من قِبل الطبيب للسيطرة على الأعراض المصاحبة لهذه المشكلات الصحية.[٢]



ما هي الإصابات التي تسبب تورم الكاحل؟

يُعدّ التواء الكاحل واحدًا من أبرز الإصابات التي قد تتسبَّب بتورُّمه، وهي الحالة التي تحدث نتيجة تعرُّض الأربطة المسؤولة عن تثبيت الكاحل للشدّ المفرط الذي يتجاوز الحدّ الطبيعي، غير أنَّ العديد من أنواع الإصابات الأخرى التي تتعرَّض لها القدم والكاحل قد تكون أيضًا سببًا في تورّمه،[١]مثل تمزّق الأوتار، والكسور، وغيرها من الإصابات الناجمة عن الإجهاد المزمن، كالإجهاد العضلي، والتهاب الأوتار، والتهاب الجِراب (Bursitis)، والتي غالبًا ما تحدث بين الأفراد الذين يمارسون النشاط الرياضي.[٣]



هل الأدوية تسبب تورم الكاحل؟

أجل، بعض أنواع الأدوية تُساهم في تور الكاحل والقدمين كواحدة من الأعراض الجانبيّة لاستخدامها، ومن هذه الأدوية نذكر الآتي:[١]

  • حاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium channel blocker): هي من أدوية علاج ارتفاع الضغط، ومن الأمثلة عليها: تركيبة ديلتيازيم (Diltiazem)، ونيفيديبين (Nifedipine)، وأملوديبين (Amlodipine).
  • الهرمونات: مثل التستوستيرون (Testosterone)، والإستروجين (Estrogen) المتوافر في العلاج الهرموني البديل، وموانع الحمل الفموية.
  • مضادات الالتهاب اللَّاستيرويدية (NSAIDs).
  • أدوية السكري.
  • مضادات الاكتئاب: مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، ومثبطات أوكسيديز أحادي الأمين (Monoamine oxidase inhibitor).
  • الستيرويدات (Steroids): مثل الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)، والستيرويدات البنائية (Anabolic steroids).


وهنا لا بدّ من التنبيه على ضرورة الرجوع إلى الطبيب في حالة الشكّ بوجود ارتباط بين تورم الكاحل والأدوية التي يتم تناولها، وعدم وقف الدواء دون الحصول على استشارة طبيّة متخصِّصة، فقد يتّخذ الطبيب القرار بمتابعة استخدام الدواء إذا كانت الفوائد المرجوّة من استخدامه تفوق مساوئه في إحداث القليل من التورم في الكاحلين، غير أنَّ التورم الشديد قد يدفع الطبيب إلى تغيير الدواء أو جرعته.[١]



أدوية لعلاج تورم الكاحل

بعد زيارة الطبيب لتشخيص سبب تورم الكاحل، فإنَّه قد يلجأ أحيانًا لوصف أنواع معينة من الأدوية لعلاج تورم الكاحل بناءً على السَّبب أو المشكلة الصحية الكامنة وراء حدوث المُشكلة، ونذكر في الآتي أمثلة على الأدوية التي قد يصِفها الطبيب:[٢]


  • المضادات الحيوية: قد يصِف الطبيب أنواع معينة من المضادات الحيويَّة في حالات العدوى البكتيرية المُسبِّبة لتورم الكاحل.
  • الأسبرين ومضادات التخثر: ربما يلجأ الطبيب لوصف هذه الأدوية للمصاب في حالات قصور الأوردة المزمن، أو تكوّن الخثرات في الأوردة العميقة.
  • أدوية التشنجات وخفض ضغط الدم: قد يوصي الطبيب بإعطائها للمرأة الحامل التي تعاني من مشكلة ما قبل تسمّم الحمل.
  • مدرات البول: ربما تكون خيارًا مناسبًا يوصي باستخدامه الطبيب في حالاتفشل القلب.
  • هرمونات الدرقية المصنعة: من المُحتمل أنْ تكون هذه الهرمونات خيارًا مطروحًا بالنسبة للطبيب في حالات تورم الكاحل الناجم عن قصور الدرقية، ونقص هرموناتها في الجسم.



نصائح لتخفيف تورم الكاحل يمكن تطبيقها في المنزل

يوجد مجموعه من النصائح التي يُمكن الأخذ بها وتطبيقها في المنزل لتخفيف تورم الكاحل، والتي لا تغني بالطبع عن العلاج الطبي الذي قد يصِفه الطبيب في بعض الحالات، ونذكر من هذه النصائح الآتي:[٥]


  • الحرص على الحركة والنشاط، وتحريك الساقين وإطالتها ببعض التمارين.
  • الحفاظ على بقاء وزن الجسم صحي ومثالي.
  • تجنب استخدام مشدّ الجوارب، أو أنواع أخرى من الملابس التي تضيّق حول الفخذين.
  • الحرص على الحركة أو تغيير وضعيّة الجسم على الأقل مرة كلّ ساعة، خاصةً في حالة الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.
  • الحدّ من استهلاك الملح، والذي قد يقلِّل بدوره من كمية السوائل التي من المُحتمل تجمّعها في الساقين.
  • الحرص على ارتداء الجوارب الداعمة، أو جوارب الضغط.
  • الحرص على رفع الساقين عند الجلوس أو الاستلقاء، لتكون أعلى من مستوى القلب.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Swollen Ankles and Feet", webmd, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Charlotte Lillis, "12 causes of swollen ankles", medicalnewstoday, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Common Causes of Foot and Ankle Swelling", verywellhealth, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  4. Mayo Clinic Staff (22/12/2020), "Deep vein thrombosis (DVT)", mayoclinic, Retrieved 9/1/2021. Edited.
  5. Krista O'Connell, "Swelling in Your Foot, Leg, and Ankle", healthline, Retrieved 8/1/2021. Edited.
10541 مشاهدة
للأعلى للسفل
×