تورم ثدي الطفل

هل تورم ثدي الطفل أمر طبيعي؟

يُعرَف تورّم الثدي عند الأطفال بالمصطلح العلمي (Premature thelarche)، وهي حالةٌ يُقصَد بها تضخّم نمو أحد ثديي الطفل أو كلاهما، سواءً كان بأنثى أو ذكر، والذي يحدث منذ ولادته إلى عمر الستة سنوات، ولا يرتبط تورّم ثدي الطفل بعلامات البلوغ الجسدية الأخرى مثل؛ ظهور حب الشباب، أو الدورة الشهرية، أو شعر العانة،^[١] لذلك يعدّ تورّم ثدي الطفل أمرًا طبيعيًا وغير مقلقًا، فقد يبقى الثديين متضخمان لعدة سنوات، ثم يبدء حجمهما بالتناقص التدريجي قبل بلوغ الطفل.^[٢] إلا أنّه في حالاتٍ نادرة قد يشير إلى وجود اضطرابٍ ما عند الطفل، وسنذكر هذه الاضطرابات في بقية المقال.

ما هي الحالات التي تسبب تورم ثدي الطفل؟

يوجد عدد من الحالات التي يكون تورم ثدي الطفل سببًا فيها، ويكون الطبيب وحده القادر على تشخيص سبب التورّم الذي يعاني منه الطفل، ومن هذه الحالات ما يلي:^[٣]

الأسباب الشائعة لتورم ثدي الطفل

تتضمن الأسباب الشائعة لتورم ثدي الطفل ما يأتي:

• تكيّسات الثدي (Breast cysts): تعدّ من الحالات المَرَضية الشّائعة عند الأطفال والمراهقين، ويُقصَد بتكيّسات الثدي بأنّها جيوبٌ مملوءة بالسائل تتكوّن تحت جلد الثدي مباشرةً أو داخل أنسجة الثدي، وقد تكون هذه التكيّسات حميدة، إلا أنّها قد تسبب الشعور بالألم عند بلوغ البنت، وقبل دورتها الشهرية، وقد يرافقها الشعور بالألم أحيانًا.
• أورام الثدي الغدّية الليفية (Fibroadenomas): هي عبارة عن كتلٍ غير سرطانية تتشكّل في الثدي، إذ تصيب أورام الثدي الغدّية الليفية المراهقين والمراهقات في أوائل العشرينات، وفي العادة تكون أورامًا حميدة، ولا تسبب الشعور بالألم.
• الثدي الكيسي الليفي (Fibrocystic breasts): هي تغيّرات طبيعية تحدث في أنسجة الثدي عند النساء، يجعلها تشعر بتكتّلٍ أو تمزّقٍ في الثدي، بالإضافة إلى الانزعاج وعدم الراحة في منطقة الثدي، وقد تسبب هذه الحالة الشعور بالألم، خاصّة قبل الدورة الشهرية، وهي أمرٌ شائع وغير ضارّ.

الأسباب الأقلّ شيوعًا لتورّم ثدي الطفل

تتضمن الأسباب الأقلّ شيوعًا لتورّم ثدي الطفل ما يأتي:

• تلقّي ضربة أو إصابة مباشرة على الثدي: يمكن أن يسبب تلقّي ضربة مباشرة أو تعرّض الثدي للإصابة في تلف الأوعية الدموية أو الخلايا الدهنية في الثدي، ويصاحبه تورّم ثدي الطفل.
• العدوى البكتيرية: قد تتسبب العدوى البكتيرية في بعض الحالات عند دخول البكتيريا إلى جلد الثدي في تشكّل كتلةٍ حمراء متهيّجة، يمكن الشعور بأنّها دافئةٌ عند لمسها.
• البلوغ المبكّر (Precocious puberty): يمكن أن يؤدي البلوغ المبكّر إلى تورّم ثدي، ويُقصَد به مرحلة البلوغ عند الطفل الأقلّ من 8 سنوات، فيظهر في هذه الحالة ما يسمّى ببراعم الثدي (Breast buds) عند الفتيات الصغيرات جدًا، وهو عبارة عن نتوءٍ جلدي يتكوّن تحت الحلمة في المراحل الأولى لتطوّر الثدي، وقد يتسبب هذا النتوء الشعور بالألم، لكنه أمر طبيعي ولا يستدعي الشعور بالقلق، وخاصّة عند الفتيات اللواتي يمرون في مرحلة البلوغ.

هل يعاني الطفل الذكر من تورم الثدي؟

الإجابة هي نعم. يمكن أن يعاني الطفل الذكر من تورّم الثدي، وهي حالةٌ تسمّى بالتثدّي (Gynecomastia)، وقد تتراوح هذه الحالة بين أن يكون حجم الثدي صغير أشبه ببراعم الثدي عند الإناث فترة البلوغ، أو قد يكون الثديًا كبير الحجم وكامل كما هو عند الإناث البالغات، ويعاني نصف الذكور المراهقين من تروّم الثدي خلال مرحلة البلوغ، وقد يتراجع حجم الثدي خلال 2-3 سنوات، وفي حال لم يتناقص حجم ثدي الطفل الذكر، وكان الطفل يتمتّع بصحّة جيدة، فإنّه الأمر يستدعي اللجوء لإزالة أنسجة الثدي المتورّمة جراحيًا بعد استشارة الطبيب.

كما يجدر التنويه إلى أنّ تورّم الثدي قد يحدث لدى الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، مثل الماريجوانا، بينما قد يكون التثدّي عند الأطفال الذكور في حالاتٍ نادرة، سببه وراثي، لذلك من الضروري على الآباء مراجعة الطبيب للتحقق من عدم وجود خللٍ هرموني أو اضطاربٍ في الغدد الصمّاء.^[٤]

هل يصاب الطفل بسرطان الثدي وما علاقته بتورمه؟

الإجابة هي نعم، يمكن أن يصيب سرطان الثدي الأطفال سواءً كانوا ذكرًا أم إنثى، لكن أكثر أنواع سرطانات الثدي شيوعًا عند الأطفال هي أورام الثدي الغدية الليفية الحميدة، وفي حالاتٍ شديدة الندرة قد تتحوّل هذه الأورام الحميدة إلى سرطانية، عندما يزداد حجمها، وتبدء الخلايا السرطانية الخبيثة الانقسام سريعًا، وقد يكون تورّم الثدي، أو وجود كتلةٍ في أنسجة الثدي أو بالقرب منه أو في منطقة الإبط، أو حتى تغيّر في حجم وشكل الثدي علامةً منذرة على الإصابة بسرطان الثدي عند الطفل، مما يستدعي مراجعة الطبيب فورًا.^[٥]

المراجع

1. ↑ "Breast Enlargement, Premature", http://www.pediatricweb.com/, Retrieved 2020-11-06. Edited.
2. ↑ "Premature Breast Enlargement (Premature Thelarche)", www.news-medical.net, Retrieved 2020-11-06. Edited.
3. ↑ "Breast Lumps in Girls and Teens", www.massgeneral.org, Retrieved 2020-11-06. Edited.
4. ↑ "Abnormal Breast Growth in Boys & Girls", www.healthychildren.org, Retrieved 2020-11-06. Edited.
5. ↑ "Childhood Breast Cancer Treatment (PDQ) Patient Version", www.cancer.gov, Retrieved 2020-11-06. Edited.