محتويات
تورم مؤلم تحت الإبط
لعلّك لاحظت يومًا وجود انتفاخ تحت إبطك، وانتابتك الشكوك والمخاوف حول أسباب ظهور هذا التورم، في الحقيقة، يعتبر التورم تحت الإبط واحدًا من الأعراض الشائعة بين الأفراد، والتي تحدث لأسباب عديدة ومتنوعة، بعضها بسيط ويسهل التعامل معه، ولكنَّ بعضها يستدعي طلب الرعاية الطبيّة في أقرب فرصة مُمكنة،
ويظهر هذا التورم عادةً على صورة كتلة تختلف في حجمها وطبيعتها من شخصٍ لآخر اعتمادًا على السبب الكامن وراء حدوثها، وسنتحدث هنا عن التورم الذي يظهر تحت الإبط ويكون مصحوبًا بألم، والذي عادةً ما يرتبط بحدوث رد فعل تحسّسي في الجسم، أو الإصابة بعدوى معيّنة، كالعدوى التي تؤثر في الغدد اللمفاوية الواقعة تحت الإبط، وعمومًا، من الأفضل مراجعة الطبيب في الحالات التي يظهر فيها تورم جديد تحت الإبط يُسبِّب الألم، فهو الشخص المخوَّل بتشخيص المشكلة، وتحديد أسباب حدوثها، وكيفية علاجها.[١]
هل للتورم المؤلم تحت الإبط علاقة باستخدام مزيلات العرق؟
أجل، قد يكون لاستخدام مزيلات العرق دورًا في حدوث تورم مؤلم تحت الإبط، والذي يرتبط بحالة التهاب الجلد التحسّسي التماسي (Irritant contact dermatitis)؛ وهو التهاب الجلد الذي يحدث في منطقة تحت الإبط بسبب ملامسة الجلد لمواد مهيِّجة، مثل: مزيلات العرق، والصابون، وغيرها، وإلى جانب التورم والألم، قد تكون الحساسية من مزيلات العرق مصحوبة بأعراض أخرى؛ كالاحمرار، والحكّة، وتقشّر الجلد، وسخونة المنطقة المُصابة، لذلك يتوجب على الأفراد الحذر عند اختيار مزيل العرق، وانتقاء الأنواع التي لا تُثير الحساسية عند استخدامها.[٢][٣]
إذْ يحدث التهاب الجلد التماسي تحت الإبط عند استخدام مزيلات العرق لاحتواءها على عدد من المكونات الكيميائية التي قد تكون مسؤولة عن إثارة حساسيّة الجلد، أبرزها العطور، إذْ تعدّ العطور والروائح الموجودة في مزيلات العرق واحدة من أكثر المكونات المسبِّبة لالتهاب الجلد التماسي شيوعًا، وفي الوقت ذاته، يصعب إيجاد مزيلات العرق التي تخلو من العطر في الأسواق، وهذا يشكِّل تحديًا بالنسبة للأفراد الذين يعانون من هذه المشكلة، وإلى جانب العطور، تحتوي مزيلات العرق على مكونات أخرى قد تكون السبب في حدوث الحساسية وتورم تحت الإبط، ومنها: البارابين (Paraben)، واللانولين (Lanolin)، والبروبيلين غليكول (Propylene glycol)، وفيتامين إي (Vitamin E).[٣]
هل التورم المؤلم تحت الإبط من أعراض سرطان الثدي؟
قد يكون التورم المؤلم تحت الإبط واحدًا من أعراض الإصابة بسرطان الثدي، لذا يوصَى بمراجعة الطبيب في حالة ظهور هذه المشكلة أو أيٍّ من العلامات الأخرى التي تُثير القلق حول الإصابة بسرطان الثدي، كظهور كتلة أو زيادة سمك الجلد في الثدي، وتقشر حلمة الثدي وتهيجها، وغيرها من التغيرات، حيث يتبع الطبيب مجموعة من الخطوات المتخصِّصة لتشخيص سبب المشكلة، والتأكد من الإصابة بسرطان الثدي، خاصةً وأنَّ أعراضه قد تتشابه مع بعض المشكلات الأخرى التي تكون أقل خطورة.[٤][٥]
كما أنَّه من الضروري فهم التغيرات التي تحدث في جسم المرأة خلال فترة الدورة الشهرية، ليتسنّى لها تمييز الألم المرتبط بها عن غيرها من الأوجاع المتعلقة بوجود سرطان في الثدي، إذْ يُصاحب تغير مستوى الهرمونات في الجسم حدوث تورم في الثدي، وهو أمر طبيعي، وللاطمئنان أكثر، يُنصح بأنْ تقوم المرأة بالفحص الذاتي للثدي للكشف عن وجود التورم فيه، وذلك بعد انتهاء الدورة بيوم إلى ثلاثة أيام.[٤]
كيف يمكن التخفيف من التورم المؤلم تحت الإبط؟
العديد من حالات التورم تحت الإبط لا تحتاج للعلاج الطبي، ويسهل التعامل معها في المنزل، ولكن يتوجب على الفرد دائمًا الانتباه لأيَّة تغيرات قد تحدث تحت الإبط، وإبلاغ الطبيب في أقرب فرصة مُمكنة، فالطبيب هو المسؤول عن تحديد آلية العلاج بناءً على أسباب حدوث المشكلة. وفي الآتي ذكر لمجموعة من الطرق المنزلية التي قد يوصي بها الطبيب في بعض حالات التورم المؤلم تحت الإبط للتخفيف من المشكلة:[٦][٥]
- شرب كميات كافية من الماء والسوائل الأخرى، بالأخص عندما يكون هذا التورم والألم مصحوبًا بارتفاع درجة حرارة الجسم.
- استخدام الكمادات الدافية.
- المحافظة على نظافة منطقة تحت الإبط، ومن الضروري أن تبقى جافة.
- الحرص على حلاقة الشعر تحت الإبط بلطفٍ شديد تجنبًا لنمو الشعر تحت الجلد، ولمنع حدوث العدوى التي تتبع الحلاقة.
- استخدام مسكنات الألم التي لا تحتاج لوصفة طبية لصرفها، مثل مضادات الالتهاب اللّا ستيرويدية (NSAIDs)، ومنها دواء الآيبوبروفين (Ibuprofen).
وفي بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى اتباع بعض الطرق الأخرى للتخفيف من انتفاخ تحت الإبط الذي يُثير الألم، منها:[٦]
- وصف الكريمات الموضعية بناءً على الحالة التي يشكوها المُصاب.
- وصف المضادات الحيويَّة عندما يكون مُسبب التورم تحت الإبط هو الإصابة بعدوى بكتيرية.
- التوصية باستخدام الأدوية التي تساهم في علاج رد الفعل التحسّسي في الجسم، إذْ يختفي الورم المؤلم تدريجيًّا بمجرد معالجة الحساسيَّة.
- إزالة الأكياس المتكوِّنة تحت الإبط بإجراءات جراحية طبيّة بسيطة، لا تشكِّل خطرًا على صحة المريض، ويُمكن إنجازها خلال فترة محدودة.
- تحديد العلاج المناسب في حالات السرطان المسبِّبه تورم مؤلم تحت الإبط، وذلك اعتمادًا على مرحلة السرطان وانتشاره، ومن هذه الخيارات: العلاج الإشعاعي، والعلاج الجراحي، والعلاج الكيماوي.[٤]
أسئلة شائعة
هل من الممكن حدوث تورم تحت الإبط خلال فترة الرضاعة الطبيعية؟
أجل، فأحيانًا نلاحظ أنَّ أنسجة الثدي لدى بعض النساء تصل إلى منطقة الإبط، وخلال فترة الرضاعة الطبيعية تتكتل هذه الأنسجة وتظهر على صورة انتفاخ تحت الإبط، أضف إلى ذلك احتماليَّة حدوث التهاب الثدي بسبب العدوى خلال فترة الرضاعة، والذي ربما يُصاحبه انتفاخ العقد اللمفاوية تحت الإبط، إلى جانب الحالات الأخرى التي من المُحتمل أنْ تتعرَّض لها المرأة سواءً كانت مرضع أو غير مرضع فتسبب انتفاخ منطقة تحت الإبط.[٥]
هل من الممكن حدوث تورم تحت الإبط بسبب الحلاقة؟
قد تتسبَّب الحلاقة بظهور تورم تحت الإبط، ويعود ذلك إلى الجروح التي قد تظهر في الجلد بسبب الحلاقة، أو نموّ الشعر تحت الجلد، فقد يتسبَّب نموّ الشعر تحت الجلد بحدوث عدوى بكتيرية تستهدف بصيلات الشعر، وقد يُصاحبها ألم وانزعاج، بالإضافة إلى حدوث التهاب وتورّم في المنطقة المُصابة.[٥]
هل يمكن ذكر أمثلة على المشكلات التي قد تؤدي إلى حدوث تورم مؤلم تحت الإبط؟
العديد من المشكلات والأمراض قد تكون السبب وراء حدوث تورم مؤلم تحت الإبط، والتي يصعب حصرها جميعًا هنا، ولكنْ يجب التنويه بأنَّ الطبيب هو المسؤول عن تشخيص المشكلة، وتحديد سبب ظهور التورم المؤلم تحت الإبط. ونذكر في الآتي بعض من أسباب التورم المؤلم تحت الإبط المرتبطة بالعدوى، أو الحساسية، أو انتفاخ الغدد اللمفاوية:[٥][٦]
- التهاب الغدد العرقيّة القيحي (Hidradenitis suppurativa).
- العدوى البكتيرية أو الفيروسية، كالحالات التي يتكوّن فيها الخراج، أو الدمّل أو الزوّان تحت الإبط.
- السرطان، مثل: سرطان الثدي، وسرطان الغدد الليمفاوية.
- التعرض لالتهابات فطرية، كالإصابة بعدوى فطر الكانديدا (Candida).
- حدوث رد فعل تحسّسي في الجسم.
المراجع
- ↑ Jenna Fletcher (3/1/2020), "Armpit lumps: What you need to know", medicalnewstoday. Edited.
- ↑ "Picture of the Armpit", webmd, Retrieved 2019-05-17. Edited.
- ^ أ ب Daniel More, "Deodorant and Antiperspirant Allergy", verywellhealth. Edited.
- ^ أ ب ت Kristeen Moore (24/8/2015), "Armpit Lump", healthline. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "What Causes an Armpit Lump & How to Address Your Symptoms", buoyhealth, Retrieved 16/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت Jenna Fletcher (2020-01-02), "Armpit lumps: What you need to know", medicalnewstoday. Edited.