ثر اللبن خروج الحليب من الثدي لغير المرضعة

فلنتعرف في ما يأتي على حالة ثر اللبن (Galactorrhea) التي تُهم النساء والرجال على حد سواء:

ما هي حالة ثر اللبن؟

ثر اللبن هي حالة مرضية تنشأ عندما يبدأ أحد الثديين أو كليهما بإفراز الحليب أو بإفراز مادة تشبه الحليب بشكل غير متوقع خارج فترتي الرضاعة والحمل، وهذه الإفرازات قد تتسرب تلقائيًّا أو قد تخرج من الثدي عند فرض نوع من الضغط على الثدي.

يجب التنويه إلى أن المرأة التي سبق وأنجبت تعد مصابة بحالة ثر اللبن في حال بدأ أحد الثديين أو كليهما بإنتاج الحليب بعد مرور سنة كاملة على فطام الطفل والتوقف عن إرضاعه.

كما قد تلعب العديد من الهرمونات دورًا في الإصابة بثر اللبن، بما في ذلك هرمونات البرولاكتين (Prolactin) والإستروجين، ولكن البرولاكتين عمومًا هو غالبًا ما يكون السبب الرئيس، إذ قد يتسبب فرط إنتاجه في الجسم بالإصابة بثر اللبن.

على الرغم من أن هذه الحالة أكثر شيوعًا بين النساء حتى اللواتي لم ينجبن، إلا أنها من الوارد أن تصيب الرجال كذلك أو حتى الأطفال، ولا تعد حالة ثر اللبن مرضًا قائمًا بحد ذاته، ولكن من الممكن أن تكون مؤشرًا على الإصابة بمشكلة صحية أو بمرض ما.

أسباب ثر اللبن

هذه أبرز الأسباب والعوامل التي قد ترفع من فرص الإصابة بحالة ثر اللبن:

• فرط إنتاج هرمون البرولاكتين، وهو الهرمون الذي يلعب دورًا في إنتاج حليب الثدي.
• فرط تحفيز الثدي والذي قد ينتج عن أمور متعددة، مثل: الممارسات الجنسية، والفحص الذاتي المتكرر للثدي وما قد يتضمنه من فرط تحفيز للحلمة، واحتكاك الحلمات بشكل مطول بالثياب.
• إصابة العصب الموجود في جدار الصدر بتلف أو ضرر نتيجة الخضوع لعملية جراحية في منطقة الصدر، أو نتيجة التعرض لإصابة أو حادث ما في منطقة الصدر، مثل: الحروق.
• تناول أنواع معينة من المكملات الغذائية أو الأدوية، مثل: بعض أنواع المهدئات، ومضادات الاكتئاب، وموانع الحمل، وأدوية ضغط الدم، ومكملات الحلبة.
• الإصابة ببعض المشكلات الصحية، مثل: قصور الغدة الدرقية، وأمراض الكلى المزمنة، أو فشل الكلى، والأورام الحميدة في الغدة النخامية، وتشمع الكبد.
• أسباب خاصة بالرجال، مثل: نقص هرمون التستوستيرون.
• أسباب خاصة بالأطفال الرضع، مثل: فرط هرمون الإستروجين في جسم الرضيع والذي قد يتسرب إليه من الأم عبر المشيمة أثناء وجوده في الرحم.
• عوامل أخرى، مثل: التوتر، والتعرض لحادث أو إصابة في النخاع الشوكي، وممارسة الرياضة بإفراط، والحمل الكاذب.

الجدير بالعلم أنه في بعض الحالات قد لا يتمكن الأطباء من تحديد السبب الدقيق لحالة ثر اللبن.

أعراض ثر اللبن ومضاعفاته

هذه بعض الأعراض والمضاعفات المتوقع ظهورها على الشخص المصاب بثر اللبن:

• خروج إفرازات حليبية من حلمة الثدي، وهذه الإفرازات قد تخرج من أحد الثديين أو من كلا الثديين.
• جفاف المهبل، مما قد يؤدي لشعور بالانزعاج أثناء ممارسة الجماع.
• آلام في الرأس، أو مشكلات في الرؤية.
• تناقص الرغبة الجنسية.
• كثرة الشعر، وهي حالة قد تؤدي لنمو الشعر في مناطق غير معتادة، مثل: الذقن، والصدر لا سيما لدى النساء.
• حب الشباب.
• انقطاع الحيض، إذ قد تتوقف الدورة الشهرية بشكل تام أو قد تصبح الدورة الشهرية غير منتظمة. 
• الضعف الجنسي لدى الرجال.
• اضطرابات النوم.
• التعب والإرهاق والضعف العام.
• العقم لدى الرجال والنساء في بعض الحالات.

تشخيص ثر اللبن

هذه بعض الإجراءات الطبية التي قد يتم اللجوء إليها لتشخيص حالة ثر اللبن وسبب الإصابة بها:

1. الاطلاع على الأعراض، ومعرفة بعض المعلومات عن التاريخ الصحي والأدوية التي يتناولها المريض.
2. فحوصات الدم لمعرفة نسبة بعض الهرمونات في الجسم.
3. تحليل إفرازات الثدي مخبريًّا.
4. فحوصات خاصة بالنساء، مثل: فحص الحمل.
5. التصوير بالرنين المغناطيسي للبحث عن الأورام في الجسم وتشخيصها.
6. فحوصات المخصصة لتشخيص السرطان، مثل: صورة الثدي الشعاعية، والتصوير بالأشعة فوق الصوتية.

علاج ثر اللبن

يعتمد العلاج الذي من الممكن اتباعه على السبب الذي أدى للإصابة بثر اللبان في المقام الأول، وهذه بعض الخيارات المطروحة والتي قد تختلف من حالة لأخرى:

1. التوقف عن تناول بعض أنواع الأدوية أو المكملات الغذائية، وذلك في حال كانت هذه الأدوية أو المكملات هي سبب ثر اللبن الحاصل.
2. الحصول على الأدوية اللازمة لعلاج بعض الحالات المرضية التي ربما سببت ثر اللبن، مثل: أدوية علاج مشاكل الغدة الدرقية، والأدوية التي قد تساعد على تقليص الأورام.
3. الخضوع لعملية جراحية لاستئصال الأورام في حال كان السبب وراء ثر اللبن هو الإصابة بورم.
4. تناول الأدوية التي قد تساعد على خفض مستويات هرمون البرولاكتين المرتفعة في الجسم.
5. الانتظار، ففي بعض الحالات قد تشفى حالة ثر اللبن تلقائيًّا دون أي تدخل طبي.

إلى أن يتوقف الثدي عن إنتاج الإفرازات الحليبية من الممكن الاستعانة ببعض القطع القطنية للثدي التي قد يساعد وضعها في داخل حمالة الصدر لدى النساء على امتصاص هذه الإفرازات كي لا تترك أثرًا على الثياب.