ثقافة علمية

كتابة:
ثقافة علمية


ثقافة علميّة

الثقافة العلميّة هي عمليّة تبسيط العلوم، وجعلها سلسة في متناول العامة، وذلك عن طريق مجلّاتٍ تختصّ بهذا النوع من الثقافة، أو عن طريق مجلاتٍ وصحف تفرد زوايا خاصة بهذا الموضوع، أو عن طريق التطرّق إليها من خلال الإذاعة أو التلفاز أو المنتديات التي تولي اهتماماً لهذا الموضوع، وتكون هذه البرامج دون أي نوعٍ من الاستهتار بالأفكار العلميّة الحقيقيّة، وما يعادلها من أبحاثٍ علميّةٍ جادة والتي يتمّ من خلالها كشف المعلومات لإكمال مسيرة المعرفة بفضل تميّز وإبداع عددٍ من العلماء والمختصين في كافة المجالات العلميّة.

أسباب انتشار الجهل العلمي

توسّع الحديث عن الثقافة العمليّة في وقتنا الراهن، وذلك نتيجة وجود هوّةٍ كبيرة بين معرفة العالم والمتخصص في مجالٍ عملٍ معيّن، والمعرفة التي تنتشر بين العامة أو المتخصصين بعلومٍ أخرى بعيدةٍ عن المحدّد، وينتج عن هذا الأمر قلّة الوعي العلمي والمعرفة العلميّة لما يحدث على الأرض من اختراعات واكتشافاتٍ بارزة، والجهل بالكثير من الظواهر المحيطة والإنجازات العلميّة على اختلافها، ويعود هذا الأمر بسبب عدم إيجاد الوسيلة أو الطريقة لنقل هذه المعلومات بشكلِ مبسّط ومفهوم، أو نتيجةً لسوء إيصال المعلومة أو التلقين (الببغائي)، والذي لا زال رائجاً في العديد من الدول حول العالم وتحديداً في الدول النامية، وذلك نتيجةً لعدم الاعتياد على سلوك سبل التفكير العلمي الصحيح والفضول الذاتي للمعرفة وحب الاستطلاع في هذا المجال.


متابعو الثقافة العلميّة

تعتبر نسبة المقبلين على قراءة الثقافة العلميّة ضئيلةً نسبيّاً مقارنةً مع الاختصاصات الأخرى، ويمكن تقسيم تلك النسبة لثلاثة أصناف، هي:

  • قرّاء هادِفون: ومثال ذلك أن يتابع عددٌ من الجامعيين بشكل مستمر المقالات الخاصّة بمجال تخصصاتهم، فالفيزيائيّون يتابعون المجلات الفيزيائيّة المنوعة وكل ما يتعلق بالمادة والذرّة والأشعة والفلك، والأطباء يتابعون المجلّات الطبيّة والصحيّة والبيولوجية.
  • قرّاء متنوّعو الثقافة: ومثالٌ على ذلك أن يطالع الطبيب أو الفيزيائي موادَّ أدبيّة أو علميّةً أو اجتماعيّة في الوقت ذاته، ويمكن أن يبرز هذا الشخص في مجالٍ آخر غير مجال اختصاصه الحقيقي.
  • قرّاء غير هادفين: وهم القراء الذين يقرؤون كلّ ما يقع بين أيديهم لأسباب متعدّدة، كإضاعة الوقت وملء فراغهم، وتتنوّع قراءات هؤلاء الأشخاص على الرغم من تدني استيعابهم للمعلومات أو الأفكار وعدم قدرتهم للوصول إلى الفائدة المرجوّة إلى حدٍ ما.


نشأة الثقافة العامة

يعتبر مفهوم تعميم الثقافةِ العلميّة موضوعاً قديماً، حيث بدأ تداول هذا المفهوم في فرنسا في أواسط القرن التاسع عشر للميلاد، وجاء تحت مسمّى (الثقافة الشعبيّة)، حيث انقسم الناس في تلك الفترة إلى مؤيدين لمفهوم الثقافة الشعبيّة ومعارضين لها.

رأى المؤيدون ضرورة تعميم الثقافة العلميّة بأسهل الطرق وعلى كافة فئات الشعب، بالإضافة لتشديدهم على أهميّة وضرورة تبسيط العلوم وتسهيلها، وركزوا على قيام مختصّين بهذا الأمر، وذلك بسبب وجود الكثير من الصحفيين غير المتخصصين لا يمتلكون أي قدرة على التعبير بشكلٍ واضحٍ وسليم عن مواضيع علميّة أخرى متخصّصة، وهذا ما يجعل السقوط في الأخطاء أمراً مكرراً وواضحاً، وعلى وجه التحديد عند استخدامهم لمصطلحات علميّة غير ملائمة، أو استخدامهم لبعض المصطلحات المترجمة من لغةٍ بسيطة لا يستطيعون إتقانها.


أما فيما يخص المعارضين فإنهم يرون أنّ الكتابة في هذا الموضوع هو عبارة عن مضيعة لوقت العالم أو الباحث الذي يجب أن يقتصر جلّ مجهوده في سبيل البحث العلمي الهادف الحقيقي، والسعي للمزيد من الاكتشافات المميّزة والبارزة لخدمة البشريّة عن طريق وضع حلول للعراقيل التي تعترضهم، أما عمليّة تبسيط العلوم فهي تفقر العلم وتحدّ من قيمته – بحسب زعمهم – ولهذا فإنهم يرون أن يتفرغ العلماء والباحثون لصالح علومٍ تطبيقيّة تفيد البشر، كصناعة الأدوية أو المواد المختلفة، او ابتكار رجالٍ آليين لينوبوا عن البشر في العديد من الأعمال. 
4715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×