ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر

كتابة:
ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر

الإيمان بالقضاء والقدر

مفهومه

القدر هو علم الله -سبحانه وتعالى- بكل شيء، وبكل ما يقع للخلائق من خير أو شر، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، ولم يطلع عليه أحد؛ لا نبي ولا ملك، إلا الله -عز وجل-، والإيمان بالقضاء والقدر هو التصديق الجازم بأن كل ما يقع في هذا الكون وهذه الحياة، إنما هو بإرادة وقضاء الله وقدرته، ولا راد لقضائه إلا هو -جل في علاه-، وهو من أصول الإيمان التي لا يتم إيمان العبد إلا بها، فالله تعالى القدرة المطلقة، ولا يعجزه في الأرض ولا في السماء، فمن أسمائه -عز وجل-، القادر والقدير والمقتدر، والقدرة صفة من صفاته -عز وجل-. [١]

وجوب الإيمان به

إن الإيمان بالقضاء والقدر واجب، وركن من أركان الإيمان فكل أهل العلم أجمعوا على وجوبه، فقدر الله -سبحانه وتعالى- ثابت لا مجال لنكرانه؛ فعندما خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوماً على أصحابه، وكانوا يتنازعون في القدر، فاحمر وجهه -صلى الله عليه وسلم-، كأنما فقئ في وجنتيه رمان، وقال: (خرجَ علَينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ونحنُ نتَنازعُ في القَدرِ فغَضبَ حتَّى احمرَّ وجهُهُ ، حتَّى كأنَّما فُقِئَ في وجنتيهِ الرُّمَّانُ ، فقالَ : أبِهَذا أُمِرتُمْ أم بِهَذا أُرسلتُ إليكم إنَّما هلَكَ من كانَ قبلَكُم حينَ تَنازعوا في هذا الأمرِ ، عزَمتُ عليكم ألَّا تتَنازَعوا فيهِ).[٢]

وفي هذا الحديث استنكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه هذا الفعل، وأمرهم النبي بعدم التنازع في القضاء والقدر، وحذرهم منه، ووجوب الاتباع وعدم الخوض فيما فيه الهلاك، ولكن العلم في الإيمان بالقضاء والقدر وتعليمه؛ لمعرفة مسائل القدر، وكيفية الإيمان الصحيح، غير منهي عنه.[٣]

ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر

للإيمان بالقضاء والقدر ثمرات وفوائد تبقى مع المسلم وهي:[٤]

  • سكينة للقلب والطمأنينة والراحة: فعندما يعلم المسلم أن كل شيء بقدر الله وأنه لا راد لفضله إلا هو، فلا يقلق مما سيصيبه ولا يقلق من مشاق الحياة؛ ويطمئن باله وتهدأ روحه، ولكن من لا يؤمن بالقدر يبقى في قلق، وعدم راحة وتفكير مستمر، وأحزان وهموم.
  • الثبات عند مواجهة المصاعب والأزمات: فيبقى المسلم ثابتاً ولا تهزه الأزمات، فهو على يقين بالله وبأن قدر الله نافذ، وأن هذه الحياة دار ابتلاء، وليست مستقر ومتاع.
  • الإيمان بالقضاء والقدر يحول المحن إلى منح والمصائب إلى أجر: فمن أصابته محنة يعلم أنها بقدر الله؛ يرضى ويسلم أمره لله، ويصبر ويحتسب؛ فيهدي الله قلبه ويعوضه عن صبره أجراً، في الدنيا والآخرة.
  • يدفع الإنسان إلى العمل والجهاد: فيبذل الإنسان نفسه ولا يهاب شيئاً؛ لأنه يعلم إذا جاء أجله لا يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها.
  • يزيد الإنتاج والثراء: فيعلم المؤمن أن رزقه بيد الله، ولا أحد يضره ولا ينفعه، فإنه يتوكل على الله ولا يتواكل، ويبذل جهوده في طريق الكسب والعطاء، وإذا تعرض لنكسة لا يجلس بل يستمر؛ ولا يقطع باب الأمل والرجاء من الله، ولا يرمي باللوم على نفسه والآخرين، بل يقول قدر الله وما شاء فعل، والحمد لله دائماً وأبداً.

المراجع

  1. محمد بن ابراهيم التويجري، موسوعة فقه القلوب، صفحة 892. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2133، حسن.
  3. عمر سليمان الأشقر، القضاء والقدر للأشقر، صفحة 15. بتصرّف.
  4. صالح الفوزان، الارشاد الى صحيح الاعتقاد بالأخذ والرد على أهل الشرك والإلحاد، صفحة 301-306. بتصرّف.
10054 مشاهدة
للأعلى للسفل
×