الثمرة الأخروية للخوف من الله
يجعل الإنسان ممن يظلهم الله في ظله يوم القيامة
إنّ الخوف من الله -تعالى- في الدنيا يُورث ثمرات في الآخرة، حيث يجعل الإنسان ممن يظلهم الله في ظله يوم القيامة، ففضل البكاء خوفاً من الله -تعالى- بسبب معصية فعلها العبد أن يُظلّه الله في ظلّه يوم القيامة؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ:... ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ).[١][٢]
الخوف من الله من أسباب المغفرة
قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)،[٣] والذين يخشون ربهم بالغيب؛ هم الذين يخافون عذاب يوم القيامة، ويخافون لقاء ربهم، ويخافونه في السرّ والعلانية؛ فهؤلاء جزاؤهم مغفرة من الله ومضاعفة أجورهم.[٤]
الخوف من الله من أسباب دخول الجنة
قال الله -تعالى-: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)،[٥] وهذا المرء الذي يهمّ في المعصية فيتذكر الله ويخافه فلا يُذنب، أو هو المرء الذي إن عصا الله فإنّه يتوب ويستغفر، فإنّ عمله هذا من أسباب دخول جنات النعيم بإذن الله.[٦]
الخوف من الله في الدنيا يورث الأمان يوم القيامة
ورد في حديثٍ ضعيف عن النبي -صلى الله عليه وسلّم-: (قالَ اللهُ تعالى: وعزتِي وجلالِي، لا أجمعُ لعبدِي أمنينِ ولاخوفينِ، إنْ هوَ أمنَنِي في الدنيا أخفتُه يومَ أجمعُ عبادِي، و إنْ هوَ خافني في الدنيا أمنتُه يومَ أجمعُ عبادِي)،[٧] وعلى رغم ضعفه إلا أنّ معناه صحيح؛ فمَنْ كان خوفه من الله -تعالى- في الدنيا أشّد؛ كان أمنه يوم القيامة أكثر، ومَنْ لم يخف من الله -تعالى- في الدنيا؛ كان خوفه يوم القيامة أكبر.[٨]
الخوف من الله سبب لنيل مرضاته ومحبته
الخوف من الله يجعل الإنسان ممدوحاً مثني عليه، ويكفيه فخراً أن يدخل في أصحاب الأسماء والألقاب الشريفة،[٩] ففي قوله -تعالى-: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).[١٠]
الثمرة الدنيوية للخوف من الله
إنّ للخوف من الله -تعالى- ثمرات ينالها العبد في الدنيا، ومنها:
الخوف من الله سبب للنجاة من كل سوء
روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثٌ منجياتٌ: خشيةُ اللهِ في السرِّ والعلانيةِ، والقصدُ في الغِنى والفقرِ، والعدلُ في الرضا والغضبِ)،[١١] ومع كون هذا الحديث ضعيف إلا أنّ معناه صحيح، فالذي يخاف الله تعالى يُنجيه الله من السوء في الدنيا.[١٢]
من خاف الله انقاد له كل شيء
ورد عن عمر بن عبد العزيز قوله: "من خاف الله؛ أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خاف من كل شيء"،[١٣] فمن خاف ربّه ومولاه جعل الله في قلوب الخلق مهابة له.
ملخّص المقال: إنّ مقام الخوف من الله -تعالى- مقام عظيم؛ إذ رتّب الله عليه العديد من الثمرات في الدنيا والآخرة؛ من أهمّها نيل محبة الله ورضاه، فإنْ نال العبد محبة الله حاز على كل خير.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:660، صحيح.
- ↑ ابن عثيمين، كتاب شرح رياض الصالحين، صفحة 343. بتصرّف.
- ↑ سورة الملك، آية:12
- ↑ عبد الكريم يونس الخطيب، التفسير القرآني للقرآن، صفحة 1058. بتصرّف.
- ↑ سورة الرحمن ، آية:46
- ↑ أبو جعفر الطبري ، تفسير الطبري، صفحة 56. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:6045، ضعيف.
- ↑ محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 205-206. بتصرّف.
- ↑ محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 208.
- ↑ سورة السجدة، آية:16-17
- ↑ رواه العراقي، في المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الأحياء من الأخبار، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:297، إسناده ضعيف.
- ↑ الصنعاني، كتاب التنوير شرح الجامع الصغير، صفحة 178. بتصرّف.
- ↑ العجلوني، كشف الخفاء، صفحة 375. بتصرّف.