محتويات
سرطان البنكرياس
يقع البنكرياس في الجزء الأيسر العلوي من تجويف البطن، ويُعرف بأنه الغدّة المسؤولة عن تحويل الغذاء الذي يحصل عليه الفرد إلى طاقة تستفيد منها خلايا الجسم للقيام بالعمليات الحيويّة المختلفة كالتنفس والحركة، ويُفرز البنكرياس أيضًا الإنزيمات اللازمة لعملية الهضم، بالإضافة إلى إفراز هرمون الإنسولين المسؤول عن عملية تنظيم نسبة الغلوكوز في الدم[١].
يتعرض البنكرياس كغيره من أعضاء الجسم للعديد من العوامل التي تزيد من احتمالية تعرّضه للسرطان، كوجود تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان البنكرياس، والسمنة، والتدخين، والعمر، ومرض السكري، وتكمن المشكلة في هذا النوع من السرطان في صعوبة اكتشافه في المراحل الأولى من الإصابة، مما يضطر الطبيب في النهاية إلى اللجوء إلى الإجراءات الجراحيّة لاستئصال البنكرياس كاملًا أو استئصال جزء منه.[٢].
جراحة سرطان البنكرياس
يعتمد علاج السرطان على مرحلته وموقعه ومدى انتشاره، ويوجد العديد من الخيارات العلاجية والجراحيّة المتوفّرة، منها ما يأتي:
- العلاج الإشعاعي: في هذه الحالة يسلط اختصاصي العلاج الإشعاعي الأشعة السينيّة أو البروتونات عالية الطاقة على موقع الإصابة بالسرطان، ويعدّ العلاج الإشعاعي بالبروتونات الأحدث والأفضل وأعراضه الجانبيّة الأخف حدّةً مقارنةً بالعلاج الإشعاعي بالأشعة السينيّة.[٣]
- العلاج الكيمياوي: يوجد نوعان للعلاج الكيمياوي؛ إما الأقراص المأخوذة عن طريق الفم، أو من خلال حقن الأدوية وريديًّا، ويعدّ هذا العلاج خيارًا مناسبًا لعلاج السرطان في حال عدم انتشاره إلى أعضاء الجسم الأخرى، ويأخذ المُصابون بسرطان البنكرياس جرعات العلاج الكيمياوي قبل الجراحة وبعدها؛ لتقليل احتمالية الإصابة من جديد[٣].
- الجراحة: توجد عدّة خيارات جراحيّة لعلاج السرطان تعتمد على حجمه ومدى انتشاره والمرحلة التي وصل إليها، وهي كما يأتي:
- الاستئصال الكلي للبنكرياس (total pancreatectomy): يلجأ الجرّاح إلى هذا الإجراء في حال انتشار السرطان في جميع أجزاء البنكرياس، وبما أن البنكرياس هو الغدة المسؤولة عن إفراز الإنسولين والإنزيمات الهاضمة فإن المُصاب بالسرطان فيه يحتاج إلى تعويض الإنسولين والإنزيمات الهاضمة مدى الحياة[٣].
- جراحة ويبل (Whipple procedure): في هذا النوع من الجراحة يُستأصل الجزء الأعلى من البنكرياس والاثني عشر والمرارة وجزء من القناة الصفراويّة والعقد اللمفاويّة القريبة وجزء من المعدة، وهذا النوع من العمليات هو إجراء صعب من الناحية التقنيّة؛ إذ تهدف العمليّة إلى إعادة توصيل الأجزاء المتبقيّة من البنكرياس مع المعدة والأمعاء لتسهيل عمليّة الهضم[٣].
- استئصال ذيل البنكرياس وجسمه (distal pancreatectomy): في هذه الجراحة يستأصل الجرّاح الجزء الأيسر من البنكرياس، وقد يضطر إلى استصال الطحال أيضًا[٣].
- استئصال الأوعيّة الدّموية القريبة من المنطقة المُصابة: يُلجَأ إلى هذا النوع من الجراحات إذا كان السرطان منتشرًا بنسبة كبيرة ولن يعالجه استئصال البنكرياس أو جزء منه، ففي هذا الحالة يلجأ الجرّاح المتخصص إلى قطع الأوعية الدمويّة المُصابة والقريبة من البنكرياس وإعادة بنائها[٣].
- الجراحات المساعدة على التحكم بأعراض السرطان: التي تهدف إلى المساعدة على تخفيف حدّة الأعراض المُصاحبة للإصابة بسرطان البنكرياس، وتتضمن ما يأتي:[٤]
- جراحة فتح القناة الصفراويّة؛ للمساعدة على علاج اليرقان.
- جراحة فتح الاثني عشر.
- تحويل مجرى الاثني عشر أو القناة الصفراوية؛ للتخلص من الانسداد الموجود في إحداهما، بالتالي التخفيف من أعراض اليرقان أو الشعور العام بالمرض المُصاحب للإصابة بسرطان البنكرياس.
ما هي أهداف عملية ويبل؟
تهدف عملية ويبل إلى علاج سرطان البنكرياس والاضطرابات في الأمعاء والقناة الصفراويّة، ويمكن إجراؤها بطرق مختلفة، وهي على النحو الآتي:[٥]
- الجراحة المفتوحة: هي الطريقة الأكثر استخدامًا في جراحة ويبل، بشق البطن وإجراء الجراحة.
- جراحة التنظير: يفتح الطبيب شقوقًا صغيرةً يُدخِل من خلالها كاميرا صغيرة بالإضافة إلى الأدوات الجراحيّة الأخرى التي تتميز بصغر حجمها، ويُجرى العملية من خلال التحكم بهذه الأدوات من خلال شاشة.
- الجراحة الروبوتيّة: في الجراحة الروبوتية يُحاكي الروبوت حركات يد الجرّاح الذي يتحكم بالروبوت من خلال برنامج حاسوبي، وتتميز هذه الجراحة بإعطاء الجرّاح القدرة على إتمام بعض الإجراءات الجراحيّة الدقيقة التي لم يكن قادرًا على القيام بها من خلال الجراحة المفتوحة.
ما هي مخاطر عملية ويبل؟
ويبل هي العملية الأكثر انتشارًا لاستئصال سرطان البنكرياس، إلا أنّ 20% من المصابين مؤهّلون لإجرائها، وهم المُصابون الذين تقتصر الأورام لديهم على منطقة رأس البنكرياس ولم تنتشر إلى بقية أجزائه أو إلى الأعضاء الأخرى المجاورة له، وتجدر الإشارة إلى أن 40% من المُصابين بسرطان البنكرياس لا تعدّ هذا الجراحة خيارًا مًتاحًا لهم؛ لأن الورم قد انتشر وأصبح من الصعب السيطرة عليه.
هذا النوع من الجراحات ينطوي على إجرائه حدوث مخاطر عدّة، ويتطلب أن يقوم به جراح يتمتع بمهارة عالية؛ لأن إعادة بناء الأوعية الدموية بعد استئصال المُصاب منها يحتاج إلى دقة وخبرة عالية، وقد أظهرت النتائج وفاة ما يقارب 25% من المرضى أثناء إجراء الجراحة وبعدها.
ومع التقدم في مجال جراحة واحد انخفضت نسبة الوفيات إلى ما يقارب 4% فقط، وفي حال إجرائها في مركز طبي متخصص فإنّ النسبة تصل إلى 1% فقط، وقد ترتفع إلى 15% إن أُجريت في أحد المراكز الطبيّة العامّة[٦]، وعمومًا يوجد العديد من المخاطر المُرافقة لجراحة ويبل، يُذكَر منها ما يأتي:[٦]
- تكوّن الناسور.
- حدوث النزيف.
- صعوبة تفريغ المعدة بعد تناول الطعام، ويستغرق ذلك 6-7 أيام بعد الجراحة.
- الإصابة بالالتهابات.
- فقدان الوزن.
- الإصابة بالإسهال، خاصةً في الأشهر الثلاثة الأولى اللاحقة للعملية.
- الإصابة بداء السكري، فالبنكرياس مسؤول عن إفراز هرمون الإنسولين، لذا في حال إزالة الكثير من الأنسجة المُفرزة للإنسولين تقل نسبته وتحدث الإصابة بداء السكري.
ما هي تحضيرات عملية ويبل؟
قبل العمليّة يخبر الطبيب المُصاب بالمخاطر المحتملة وتأثير الجراحة على نوعية الحياة، وقد يسبق العلاج الكيمياوي أو الإشعاعي هذا الإجراء أو يتبعه، مع التوقف عن تناول الطعام والشراب في الليلة السابقة للجراحة، ويجب أن يخبر المُصاب الطبيب عن ردود الفعل التحسسيّة للأدوية، وسؤاله عن إمكانيّة تناول أدويته المُعتادة في الليلة السابقة للجراحة، وإذا سبق له أن عانى من الغثيان الشديد نتيجة الخضوع للتخدير العام.[٧]
ما هي إجراءات عملية ويبل؟
يضع الطبيب أو الممرض في غرفة العمليات الخط الوريدي في ذراع الشخص الخاضع للجراحة؛ لحقن المخدر والسوائل الضرورية والأدوية التي سيحتاجها المُصاب أثناء الجراحة؛ للتقليل من حدّة التوتر أو بعد الجراحة للتعافي التام، وقد يحتاج الجرّاح أيضًا إلى حقن المُصاب بما يُعرف بحقنة العمود الفقري، التي من شأنها التخفيف من نسبة مسكنات الألم التي سيحتاجها الشخص بعد الإجراء، وتستغرق عملية ويبل ما يقارب 5-7 ساعات، وتُجرى تحت التخدير العام[٨]، وتتضمن الإجراءات الآتية:[٧]
- شق البطن ورؤية الأعضاء الداخليّة الموجودة فيه، وفحص حالة الشرايين المساريقيّة والغدد الليمفاويّة وتقييمها.
- استئصال المرارة والاثني عشر، وأجزاء من المعدة، والعقد اللمفاوية المحيطة.
- إجراء قطع في البنكرياس على بُعد 2 سم من صمام البواب الموجود في المعدة، ثمّ فصل الورم بحذر عن الأوعية الدمويّة المُغذيّة له.
- إعادة بناء شبكة الأوعية الدمويّة التي تمد البنكرياس بالدم.
- إعادة ربط الأجزاء المتبقيّة من البنكرياس بالمعدة والأمعاء الدقيقة والمرارة والقناة الصفراويّة؛ لتسهيل عملية الهضم.
نصائح للتعافي بعد العملية
يحتاج الشخص الذي أجرى الجراحة للسرطان إلى إمضاء بعض الوقت في المستشفى بعدها؛ أي ما يقارب 8-10 أيّام، إذ يُزوَّد المُصاب بالأدوية والسوائل المهمّة للشفاء، ولمراقبة وجود أي أعراض دالّة على الإصابة بالعدوى ويجب أن يُجري الشخص بعد الخروج من المستشفى الفحوصات الدوريّة؛ للتأكد من عدم الإصابة بالسرطان من جديد.[٨]
ما هي أعراض الإصابة بسرطان البنكرياس؟
يوجد العديد من الأعراض التي تظهر عند الإصابة بسرطان البنكرياس، من أبرزها:[٩]
- الإصابة باليرقان، وهو العَرَض الأكثر وضوحًا عند الإصابة بسرطان البنكرياس، وفي هذه الحالة يصبح لون الجسم وبياض العينين مائلًا إلى الأصفر، كما يكون لون البول أصفر داكنًا أو مائلًا إلى اللون البرتقالي، ويكون البراز باهت اللون، مع وجود حكّة في الجلد.
- فقدان الشهيّة.
- الإصابة بالإمساك أو الإسهال.
- الإصابة بالحمّى.
- الشعور بالوهن العام.
- الإصابة بالانتفاخ والأعراض الأخرى الدالة على عسر الهضم.
- انخفاض الوزن دون مبرّر.
- الإحساس بالغثيان والتقيؤ.
- الإصابة بالارتعاش.
- الشعور بآلام في الظهر وفي رأس المعدة، ويزداد الألم عند الاستلقاء وبعد الأكل، ويخفّ عند الانحناء إلى الأمام.
المراجع
- ↑ "THE PANCREAS CENTER", columbiasurgery, Retrieved 2020-5-20. Edited.
- ↑ "Pancreatic cancer", mayoclinic, Retrieved 2020-5-20. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Pancreatic cancer", mayoclinic, Retrieved 2020-5-20. Edited.
- ↑ "Pancreatic cancer", nhs, Retrieved 2020-5-20. Edited.
- ↑ "Whipple procedure", mayoclinic, Retrieved 2020-5-20. Edited.
- ^ أ ب "Whipple Procedure", webmd, Retrieved 2020-5-20. Edited.
- ^ أ ب Roshni L Venugopal (2018-11-9), "Pylorus-Preserving Pancreaticoduodenectomy (Whipple Procedure) Technique"، medscape, Retrieved 2020-5-20. Edited.
- ^ أ ب "(Whipple procedure (pancreaticoduodenectomy", pancan, Retrieved 2020-5-20. Edited.
- ↑ "Pancreatic cancer", nhs, Retrieved 2020-5-20. Edited.