جرثومة الحمل في الشهر الأول

كتابة:

جرثومة الحمل

يُطلق عليها علميًّا اسم داء المقوسات (Toxoplasmosis)، وهو التهابٌ يحدث نتيجة الإصابة بنوع من الطفيليات وحيدة الخلية تُسمّى مُقوّسةٌ قُنْدِيّة (Toxoplasma gondii)، وهي إحدى الطفيليات الأكثر شيوعًا في العالم، وعلى الرغم من العدد الكبير للمصابين بهذه العدوى، غير أنّ أعراضها غالبًا ما لا تظهر لدى الأشخاص الأصحاء، وقد يسبب هذا الداء الإصابة بأمراضٍ مختلفة لدى النساء الحوامل، والمرضى الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، مما يُشكّل خطرًا على حياتهم، وقد تنقل الأم المصابة العدوى إلى جنينها مُسببةً له خطر الإصابة[١].


جرثومة الحمل في الشهر الأول

إنّ تعرّض المرأة الحامل للإصابة بداء المقوسات للمرة الأولى قبل الحمل مباشرة أو خلاله يتسبب بنقل العدوى إلى الجنين حتى في حال عدم ظهور أعراض الإصابة عليها، ويبدو الطفل أكثر عرضةً للإصابة بداء المقوسات في حال إصابة الأم بالعدوى خلال الثلث الثالث من الحمل، وأقلّ عرضةً في حال إصابتها خلال الثلث الأول، ومن ضمنها الشهر الأول، مع الإشارة إلى أنّه في حال إصابة الجنين بالعدوى في مرحلةٍ مبكرة من الحمل فإنّ النتائج قد تكون أكثر خطورة بالنسبة للطفل؛ فقد تنتهي العديد من الحالات بوفاة الجنين أو إجهاضـه.[٢]


طرق انتقال جرثومة الحمل

قد تُصاب المرأة الحامل بجرثومة الحمل في أيّ وقتٍ من حملها، ويُعزَى ذلك إلى التقاط الطفيلي المُسبب للمرض من خلال عدّة أمور؛ مثل[٣]:

  • تناول اللحوم غير المطهوة جيدًا أو المجمدة بشكل تام.
  • تناول الفواكه والخضروات الملوثتين ببراز القطط.
  • ملامسة براز القطط عن طريق ممارسة العمليات الزراعية في الأتربة التي تحتوي على براز القطط الملوّث.
  • تغيير صندوق الفضلات الخاص بالقطط المصابة بالعدوى.
  • زراعة الأعضاء ونقل الدم.


أعراض جرثومة الحمل

تشابه أعراض داء المقوسات الإصابة بالإنفلونزا، وتتمثّل الأعراض بما يلي[٤]:

  • صداع الرأس.
  • آلام عامّة في الجسد.
  • حمى.
  • الشعور بالتوعّك والمرض.

وفي حال كان الشخص يعاني من اضطرابٍ مناعي، أو أي مشاكل صحية أخرى، يمكن أن يعاني أيضًا من الأعراض التالية[٤]:

  • صعوبة في التنفس.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • عدم القدرة على التوازن.


تشخيص جرثومة الحمل

عند ملاحظة أيّ من اعراض داء المقوسات، يجب مراجعة الطبيب للقيام بالتشخيص المناسب، ومن طرق التشخيص ما يلي[٤]:

  • تحليل الدم؛ والذي يُظهِر وجود أجسامٍ مضادة للمرض ولتأكيد التحليل يُجرَى مرة ثانية، وتُجرَى اختبارات تشخيصية إضافية.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: يُجرَى هذا التصوير لرؤية الطفل، وما إذا كانت السوائل قد تراكمت في الدماغ، مما يشير إلى عدوى الطفل.
  • بزل السلى: يستخدم الطبيب فيها إبرةً رفيعة وطويلة، لأخذ كميةٍ قليلة من السوائل المحيطة بالطفل، وسيتم فحصه للبحث عن علامات العدوى، وسيحتاج هذا الاختبار إلى الانتظار 15 أسبوعًا من الحمل قبل إجرائه.


علاج جرثومة الحمل

يعتمد علاج جرثومة الحمل على ما إذا بدا الجنين مصابًا بالعدوى، بالإضافة إلى شدة العدوى، فيلجأ الطبيب إلى استخدام المضاد الحيوي سبيراميسين في الثلثين الأول والثاني من الحمل في حال إصابة الأم بجرثومة الحمل ولم يَبدُ الجنين مصابًا بها، إذ يُقلّل هذا الدواء من فرصة إصابة الجنين بمشكلات في الجهاز العصبي، أمّا في حال أُصيب الجنين بالجرثومة فقد يلجأ الطبيب إلى استخدام مزيج من البيريميثامين وسولفاديازين، مع التنويه إلى أنّ هذه الأدوية تُعطى في حالات خاصة، وخلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل فقط لما تسببه من آثار جانبية كبيرة على كلٍّ من الأم والجنين، وقد يوصي الطبيب بتكرار استخدام هذه الأدوية أيضًا في حال ولادة طفلٍ مصاب بداء المقوسات.[٥]


مضاعفات جرثومة الحمل

يمكن أن يكون داء المقوسات خطيرًا للغاية، وقاتلاً في بعض الأحيانن وقد يسبب مضاعفاتٍ خطيرة دائمة الأجل، تتمثّل بتلف أعضاءٍ من الجسم، ومن هذه المضاعفات ما يلي[٥]:

  • تلف الدماغ.
  • فقدان السمع والبصر.
  • تلف القلب.
  • تلف الرئتين.
  • تأخر في النمو العقلي والإدراكي.


الوقاية من الإصابة بجرثومة الحمل

يُتّخذ العديد من الاحتياطات للوقاية من الإصابة بجرثومة الحمل، ومن أهمها ما يأتي:[٢]

  • ارتداء قفازات عند العمل في أتربة الحديقة، وغسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد الانتهاء مباشرة.
  • تجنب تناول اللحم النيء أو غير المطهو جيدًا.
  • غسل أواني الطعام جيدًا بالماء الدافئ والصابون بعد إعداد اللحم النيء؛ لمنع انتقال العدوى إلى أطعمة أخرى.
  • غسل الفواكه والخضروات جيدًا، خاصة عند تناولها طازجة، كما تُغسَل جيدًا حتى في حال الرغبة في إزالة القشور عنها.
  • الابتعاد عن تناول اللبن غير المُعقّم على اختلاف منتجاته، فهي قد تحتوي على طفيليات النكسوبلازما.
  • تغطية صناديق الرمل الخاصة بالأطفال لمنع القطط من استخدامها في شكل صناديق للفضلات.


المراجع

  1. "Toxoplasmosis Frequently Asked Questions (FAQs)", www.cdc.gov,28-9-2018، Retrieved 4-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Toxoplasmosis", www.mayoclinic.org,3-10-2017، Retrieved 4-10-2019. Edited.
  3. "Toxoplasmosis During Pregnancy", www.healthlinkbc.ca,21-11-2017، Retrieved 4-10-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت "What Is Toxoplasmosis?", www.webmd.com, Retrieved 31-05-2020. Edited.
  5. ^ أ ب Gretchen Holm, Erica Roth (10-2-2016), "Toxoplasmosis"، www.healthline.com, Retrieved 4-10-2019. Edited.
8255 مشاهدة
للأعلى للسفل
×