جفاف المهبل في الشهر الثامن من الحمل

كتابة:

جفاف المهبل في الشهر الثامن من الحمل

قد تسبّب التغيرات الهرمونية جفاف المهبل لدى بعض النساء أثناء الحمل في أيّ مرحلةٍ من مراحل الحمل، وتشير الدلائل إلى أنّ النساء اللواتي يرضعن رضاعةً طبيعيّةً أثناء الحمل يكنّ أكثر عرضةً للإصابة بجفاف المهبل.

يسبّب جفاف المهبل احمرار المهبل وتهيّجه، والشّعور بالألم عند ممارسة الجماع، ويعود السبب في جفاف المهبل أثناء الحمل إلى انخفاض مستوى هرمون البروجسترون، ونظرًا لأهميّة هذا الهرمون للحمل يجب مراجعة الطبيب عند الشّعور بجفاف المهبل خلال الحمل.[١]


إنتاج هرمون البروجسترون خلال الحمل

يؤدي هرمون البروجسترون دورًا رئيسًا في الحفاظ على بطانة الرّحم بدلًا من أن يتخلّص الجسم منها على شكل حيض، ممّا يسمح للجنين بالنّمو والتطوّر داخل الرّحم.

يُفرَز هرمون البروجسترون في الجسم بعد الإباضة مباشرةً، ويُنتجه الجسم الأصفر، وهو بقايا الكيس أو البصيلة التي كانت تحمل البويضة قبل إطلاقها في عملية الإباضة، وعند حدوث عملية زرع الجنين في بطانة الرّحم تشير المشيمة من خلال هرمون الجونادوتروبين إلى الجسم الأصفر ليستمرّ بإنتاج هرمون البروجسترون.

تبدأ المشيمة نفسها بإنتاج هرمون البروجسترون تدريجيًّا في الأسبوع العاشر من الحمل عندما يتحلّل الجسم الأصفر، ويمكن أن يكون لانخفاض هرمون البروجسترون أثناء الحمل عدّة أسبابٍ خاصّة في مراحل الحمل الأولى، ويعتمد علاج انخفاض مستوى هرمون البروجسترون على السّبب المؤدّي إلى هذا الانخفاض.[٢]


المستويات الطبيعية لهرمون البروجسترون أثناء الحمل

ترتفع مستويات هرمون البروجسترون خلال الحمل، وتتراوح في الوضع الطبيعي بين 12-20 نانوجرامًا/مليليتر من الدّم خلال الأسابيع الخمسة الأولى من الحمل، وتدلّ مستويات هرمون البروجسترون التي تقلّ عن 5 نانوجرام/مليليتر خلال مراحل الحمل المبكرة على عدم وجود حمل طبيعي في الرّحم في 99.8% من الحالات. فمن غير الطّبيعي أن يقلّ مستوى هرمون البروجسترون طول فترة الحمل عن 14 نانوجرامًا / مليليتر، وتكون نسبة هرمون البروجسترون في الأسبوع الرابع من الحمل -أي في وقت قريب من تأخّر الدّورة الشّهرية- 21.6 نانوجرامًا / مليليتر من الدّم.[٢]


دور البروجسترون في المراحل المتأخرة من الحمل

في المراحل المتأخّرة من الحمل يساعد هرمون البروجسترون الثديين على الاستعداد لصنع الحليب، كما أنّه يساعد رئتي الأم على العمل بجهد أكبر لإعطاء الجنين الكميّة الكافية من الأكسجين، وقد يساعد العلاج بالبروجسترون أثناء الحمل بعض النساء على تقليل خطر الولادة المبكرة فقط إذا كانت الأم تعاني من قصر عنق الرّحم، أو عندما تكون الأم حاملًا بطفلٍ واحد فقط.

يؤثّر هرمون البروجسترون على الأغشية المخاطية في عنق الرّحم ؛ أي جزء الرحم الذي يتمدد عند الولادة، مما يتيح لعنق الرّحم أن يصبح أكثر نعومةً وأكثر ليونةً حتّى يتمكّن الطفل من المرور عبر قناة الولادة.[٣]


انخفاض هرمون البروجسترون في المراحل المبكرة من الحمل

قبل تحديد كيفية علاج انخفاض مستوى هرمون البروجسترون خلال الحمل من الضّروري تحديد السبب المؤدّي إلى انخفاض مستوى هذا الهرمون، فقد يكون الحمل غير الطّبيعي أو الحمل خارج الرحم -البويضة التي تُزرَع خارج تجويف الرحم وغالبًا ما تُزرَع في قناة فالوب- السّبب خلف انخفاض مستوى هرمون البروجسترون، وفي هذه الحالة لن يجدي العلاج نفعًا؛ لأنّ الحمل لن ينجو.

لدى بعض النساء قد لا يُنتج الجسم الأصفر كميّةً كافيةً من هرمون البروجسترون، وتشيع الإصابة بهذه الحالة لدى النّساء اللواتي يعانين من عيب الطّور الأصفر؛ أي الّنساء اللواتي يحدث الحيض لديهن بعد عشرة أيام من الإباضة وليس بعد 12-14 يومًا من الإباضة، ويتحلل الجسم الأصفر لديهن قبل أوانه، ممّا يسبّب انسلاخ بطانة الرّحم وانخفاض مستويات البروجسترون، وفي هذه الحالة يساعد العلاج ببدائل هرمون البروجسترون على منع الإجهاض المبكر.[٢]


طرق طبيعية لزيادة هرمون البروجسترون

يمكن علاج انخفاض هرمون البروجسترون باستخدام الكريمات المخصصة لذلك بعد مراجعة الطبيب، بالإضافة إلى ذلك يوجد عدد من الخطوات التي تساعد في زيادة هرمون البروجسترون في الجسم، ومنها ما يلي[٤][٥]:

  • الحفاظ على وزن صحي للجسم: تؤدي زيادة الوزن إلى زيادة إفراز هرمون الإستروجين في جسم المرأة، متسببًا بعدم توازنٍ في هرمون البروجسترون، فالحفاظ على وزن صحي يحافظ على التوازن الهرموني في الجسم.
  • الحدّ من التوتر: يؤدي الإجهاد إلى تحويل هرمون البروجسترون إلى الكورتيزول، لذلك فالتقليل من الإجهاد بممارسة التأمل، أو سماع الموسيقى، قد يزيد من مستوى البروجسترون في الجسم.
  • ممارسة الرياضة باعتدال: يمكن للنشاط البدني المعتدل أن يساعد في تعزيز مستويات هرمون البروجسترون في الجسم، بينما الإفراط في ممارستها قد يكون لها تأثير معاكس.
  • تجنّب بعض أنواع مستلزمات العناية الأنثوية: مثل مغاطس الفقاعات، والدوش المهبلي.
  • ارتداء ملابس داخلية فضفاضة، والابتعاد عن الأقمشة المصنّعة.
  • الإكثار من شرب الماء، إذ تحتوي الإفرازات المهبلية على ما يُقارِب 90% من الماء.
  • استخدام مرطب بقوامٍ زيتي قبل الجماع، والذي يُوصَى به من قبل الطبيب.


هل يجب القلق بشأن جفاف المهبل في الحمل؟

يمكن أن يسبب جفاف المهبل الكثير من الانزعاج والألم، فقد ينتج بسبب الحساسية، أو تناول الأدوية، أو مضادات الاكتئاب، أو التهابات المسالك البولية، أو الأدوية المضادة للإستروجين، لكن يجب مراجعة الطبيب فور الشعور بعدم الراحة، والحرق، والحكة في المهبل، لاستبعاد الأسباب الأخرى لجفاف المهبل، وإعطاء العلاج المناسب.[٥]


المراجع

  1. Corey Whelan, "I’m Pregnant: Why Do I Have Vaginal Itching?"، healthline, Retrieved 11-6-2019.
  2. ^ أ ب ت SHARON PERKINS, "What to Do If Progesterone Is Low During Early Pregnancy?"، livestrong, Retrieved 11-5-2019.
  3. "PROGESTERONE TREATMENT TO HELP PREVENT PREMATURE BIRTH", marchofdimes, Retrieved 11-6-2019.
  4. "How to Naturally Increase Your Progesterone Levels", www.healthline.com, Retrieved 31-05-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Vaginal Dryness During Pregnancy – Causes & Treatment", parenting.firstcry.com, Retrieved 31-05-2020. Edited.
6477 مشاهدة
للأعلى للسفل
×