حالات الاكتئاب لدى أزواج المصابات بسرطان الثدي أيضا!

كتابة:
حالات الاكتئاب لدى أزواج المصابات بسرطان الثدي أيضا!

من المعروف أن هنالك نسبة كبيرة من حالات الاكتئاب لدى النساء المصابات بسرطان الثدي، ولكن باحثين من الدنمارك وجدوا مؤخرًا أن هذه النسبة تزداد أيضا لدى أزواج النساء المصابات بالسرطان.

من المعروف أن هنالك نسبة كبيرة من حالات الاكتئاب لدى النساء المصابات بسرطان الثدي، ولكن باحثين من الدنمارك وجدوا مؤخرًا أن هنالك نسبة أكبر من الاصابة بالاكتئاب أيضًا لدى أزواج هؤلاء النساء المصابات بالسرطان.

في العقود الأخيرة، ازداد الوعي كثيرا فيما يتعلق بالأمراض السرطانية وعواقبها، كما اتضح أن لهذه الأمراض تأثيرات نفسية واجتماعية، بالاضافة إلى التأثيرات الجسدية. ونتيجة لذلك، تم تطوير طرق للعلاج النفسي لدعم المرضى، وملاءمة هذه الطرق للمشاكل التي يواجهها مرضى السرطان في فترة المرض. وكان المقال الأول من نوعه الذي تناول موضوع تأثير مرض السرطان على الأشخاص القريبين من المريض قد نشر قبل أكثر من عشرين سنة. ومن الممكن أن يتجسد تأثير المرض في عدة طرق وصور: فمن الممكن أن يولّد لدى الزوج شعورا بالضيق والتوتر، أن يسبب ضررا لمدى الدعم المعنوي، الاجتماعي والاقتصادي الذي يقدمه الزوج، كما يمكنه أن يظهر في الحياة اليومية وفي تصرفات الزوج.

تأثير المرض السرطاني على الصحة النفسية لدى الزوج قد يزيد من خطر الاصابة بعدة اضطرابات نفسية تنبع من أحداث صعبة في الحياة، مثل الادمان على مواد مختلفة واضطرابات المزاج.

تمت في هذا البحث  متابعة أكثر من مليون رجل كانت اسماؤهم مسجلة في سجل معطيات دولي في الدنمارك لمدة 13 سنة.

النتائج التي توصل اليها البحث كانت كالتالي: لدى أزواج النساء اللواتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في فترة البحث كان هنالك ارتفاع بنسبة 40% في احتمال دخول المستشفى بسبب حالات الاكتئاب ثنائي القطب (bipolar) أو اضطراب آخر في المزاج ، بالمقارنة مع الأزواج الذين لا تعاني نسائهم من سرطان الثدي.

نسبة دخول المستشفى لدى الأزواج الذين توفيت نساؤهم بسبب المرض كانت أربعة أضعافها مقارنة بالرجال الذين بقيت نساؤهم على قيد الحياة.

وقال الباحثون إنه من الممكن أن يعود سبب ارتفاع الخطر لدى أزواج النساء اللواتي يعانين من مرض السرطان إلى عدم الاستجابة لاحتياجاتهم النفسية، لأن مرض الزوجة يستولي على كل الاهتمام.

كما وجد الباحثون أن الأزواج معرضون لنفس الخطر الذي تعاني منه النساء، وربما أكبر، للاصابة بالاكتئاب الشديد. أبحاث أخرى في نفس الموضوع كانت نتائجها متناقضة، إذ تبين من بعض الأبحاث أن احتمال الإصابة بالاكتئاب لدى أزواج النساء المصابات بسرطان الثدي هو أكبر، بينما لم يفلح بعض هذه الأبحاث في إيجاد مثل هذه العلاقة.

البحث الحالي هو البحث الأول من نوعه الذي اعتمد على معطيات من سجل دولي حول دخول المستشفى بسبب حالات الاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى، لكي يتم تقييم احتمال الاصابة بحالات الاكتئاب الشديد واضطرابات المزاج لدى أزواج النساء المصابات بسرطان الثدي بشكل موضوعي.

تم بين السنوات 1994 و 2006،  تشخيص إصابة حوالي 20,500 امرأة بمرض سرطان الثدي. في نفس الفترة الزمنية، تم إدخال 180 زوجا إلى المستشفى بسبب حالات الاكتئاب أو اضطراب حاد آخر في المزاج. هذا، بالمقارنة مع دخول أكثر من 12,000 زوج إلى المستشفى من بين 1,1 مليون رجل متزوج من امرأة غير مصابة بسرطان الثدي.

ارتفع لدى الرجال المتزوجين من نساء مصابات بسرطان الثدي،  احتمال دخول المستشفى بسبب حالات الاكتئاب بنسبة 50% لدى الرجال الذين تقدم الورم لدى نسائهم بعد العلاج الأول، بينما كان الاحتمال أكبر بـ 3,6 مرات في الحالات التي أدى فيها المرض إلى وفاة الزوجة.

وخلاصة القول، أن تشخيص مرض سرطان الثدي لا يؤثر فقط على حياة المريضة وإنما قد يؤثر بشكل كبير على الزوج أيضًا. هذا التأثير يبرز أهمية العواقب الاجتماعية والنفسية المترتبة عن أمراض السرطان.

4073 مشاهدة
للأعلى للسفل
×