حديث الرسول عن البنات

كتابة:
حديث الرسول عن البنات

البنات ستر من النار

ثبت في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تحث على رعاية البنات وتربيتهم التربية الإسلامية؛ فقد ثبت عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: (دَخَلَتِ امْرَأَةٌ معهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ، فَلَمْ تَجِدْ عِندِي شيئًا غيرَ تَمْرَةٍ، فأعْطَيْتُهَا إيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بيْنَ ابْنَتَيْهَا، ولَمْ تَأْكُلْ منها، ثُمَّ قَامَتْ، فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَلَيْنَا، فأخْبَرْتُهُ فَقالَ: مَنِ ابْتُلِيَ مِن هذِه البَنَاتِ بشيءٍ كُنَّ له سِتْرًا مِنَ النَّارِ).[١]

يُظهر الحديث الشريف رحمة الأم بابنتيها، وتقديمهما على نفسها، والأجر العظيم الذي أعده الله -تعالى- لمن يقوم برعاية البنات والعطف عليهن والحفاظ على حقوق التعليم لهن؛ فقد أخبر النبي الكريم بأن البنات ستر لوالديهما من النار إن أحسنا تربيتهن وكسوتهن وإطعامهن.

البنات طريق للجنة

حث الإسلام على رعاية البنات وحسن تربيتهن ومعاملتهن باللطف واللين، وحسن تأديبهن، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ دَخَلْتُ أَنَا وَهُوَ الجَنَّةَ كَهَاتَيْن وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ).[٢]

بيّن النبي الكريم الأجر العظيم والثواب الجزيل لمن يحسن معاملة البنات، فنص الحديث جاء عاماً في الإحسان للجواري، فكيف سيكون الأجر لمن يحسن معاملة وتربية بناته؟ سيكون أعظم وأعلى في الدرجات -بإذن الله تعالى-.

تحريم وأد البنات

أنعم الله -تعالى- على الإنسان بنعمٍ كثيرة؛ وإن من أعظم النعم التي تستوجب الشكر والحمد لله -تعالى- أن يتم رزقه ببنت أو بنات يكن له ستراً وعوناً في الحياة؛ وحفاظاً على هذه النعمة من الضياع جاء الإسلام ليُحرّم وأد البنات الذي كان سائداً في الجاهلية.

وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ علَيْكُم عُقُوقَ الأُمَّهاتِ، ومَنْعًا وهاتِ، ووَأْدَ البَناتِ، وكَرِهَ لَكُمْ: قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤالِ، وإضاعَةَ المالِ)؛[٣] لأن وأد البنات من أبشع الصور التي كانت تحدث قبل الإسلام، وجاء الإسلام ليُكرم البنات ويُعلي من شأنهن وشأن من يقوم على رعايتهن.

وصية الرسول بالنساء

أمر الرسول الكريم الآباء والأزواج والإخوة معاملة النساء بمعاملة حسنة؛ فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا).[٤]

والوصية بالنساء تشمل جميع النساء سواءً كانوا بنات أو أخوات أو أمهات أو زوجات؛ والوصية بالخير في معاملتهن تستلزم القيام بجميع حقوقهن، والابتعاد عن ظلمهن، ومراعاة مشاعرهن وطبيعتهن.

وقد قال القسطلاني: "وفي الحديث الندب إلى المداراة لاستمالة النفوس وتألف القلوب، وفيه سياسة النساء بأخذ العفو عنهن والصبر على عوجهن، فإن من رام تقويمهن فاته الانتفاع بهن، مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها ويستعين بها على معاش".[٥]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1418، صحيح.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1914، صحيح.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:5975، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5185، صحيح.
  5. "استوصوا بالنساء خيرا"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2022.
5725 مشاهدة
للأعلى للسفل
×