محتويات
حديث لا تغضب
حث النبي -صلى الله عليه وسلم- في مواطن كثيرة في السيرة النبوية على كظم الغيظ، والابتعاد عن الغضب؛ فقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (إنَّ رَجُلًا قالَ للنَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: أوْصِنِي، قالَ: لا تَغْضَبْ. فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ).[١]
ويبين الحديث مكانة كظم الغيظ والابتعاد عن الغضب؛ حيث خصّ النبي الكريم الرجل بوصية عدم الغضب، وكررها مراراً ليبين أهمية الابتعاد عن الغضب في المجتمع المسلم الذي يعود على الفرد والمجتمع بالخير والود والمحبة.
حديث ليس الشديد بالصرعة
يعتقد بعض الناس أن الشديد وصاحب المكانة والعزة هو الإنسان القويّ الذي يصرع الناس وتظهر قوة جسده، فيأتي الإسلام ليُظهر أن المسلم القوي يتصف بصفة امتلاك نفسه عند تعرضه للغضب.
ويتحلى بالصبر واللين عند تعرضه لموقفٍ صعب قد يجعله يغضب، ويدرب نفسه على تجنب الغضب والشدّة؛ فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّما الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ).[٢]
حديث الالتصاق بالأرض عند الغضب
جاءت الشريعة الإسلامية لمراعاة ما يعترض الإنسان من أحوال عديدة نتيجة المواقف التي يمر بها في حياته؛ فقد يمر بعض الناس بحالة غضب؛ وحينئذٍ أرشدنا النبي الكريم إلى الجلوس على الأرض والهدوء كمحاولة للتخلص من الغضب.
فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ألا وإنَّ الغضبَ جمرةٌ في قلبِ ابنِ آدمَ ، أما رأيتُمْ إلى حُمرةِ عَينيهِ وانتِفاخِ أوداجِهِ ، فمَن أحسَّ بشَيءٍ من ذلِكَ فليُلصِق بالأرضِ).[٣]
حديث السكوت عند الغضب
أرشدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى السكوت عندما يحصل موقفٌ يستدعي الغضب للإنسان؛ وهذه الطريقة تعطي وقتاً للإنسان للهدوء وتمالك نفسه وعدم التسرع بالغضب؛ فيفكر الإنسان بطريقة عملية وسلسة للتخلص من الموقف الذي يستدعي الغضب.
فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (علّموا ويسّروا ولا تعسّروا، وبشّروا ولا تنفّروا، وإذا غضبَ أحدكُم فليسكُت)؛[٤] فالمؤمن بطبيعه يُبشر بالخير وييسر على الناس أمور حياتهم ويكون هيناً ليناً في حالة الغضب.
حديث الاستعاذة من الشيطان عند الغضب
ثبت عن سليمان بن صرد -رضي الله عنه- أنه قال: (كُنْتُ جَالِسًا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ، فأحَدُهُما احْمَرَّ وجْهُهُ، وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لو قالَهَا ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ، لو قالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ فَقالوا له: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: تَعَوَّذْ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَقالَ: وهلْ بي جُنُونٌ).[٥]
يبين الحديث النبوي الشريف الطريقة النبوية في التخلص من الغضب؛ حيث يقوم المسلم بالاستعاذة بالله -تعالى- من الشيطان الرجيم؛ الذي يدخل للمؤمن فيزيد من حالة غضبه، وقد يؤدي الغضب إلى الطلاق، أو التصرف بطريقة غير لائقة، والندم على ذلك عند انتهاء الغضب.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6116، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6114، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2191 ، حسن صحيح.
- ↑ رواه أحمد، في مسند الإمام أحمد، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2556، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سليمان بن صرد، الصفحة أو الرقم:3282، صحيح.