حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه

كتابة:
حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه

متن حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه

ما الحديث الوارد في الترغيب في تعلّم القرآن الكريم؟

عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ، قالَ: وأَقْرَأَ أبو عبدِ الرَّحْمَنِ في إمْرَةِ عُثْمانَ، حتَّى كانَ الحَجَّاجُ قالَ: وذاكَ الذي أقْعَدَنِي مَقْعَدِي هذا".[١]


تخريج حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه

ما الكتب التي ورد فيها حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه؟

وتخريج حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه في كُتب المحدثين كما يأتي:[٢]

  • روى الإمام البخاري: انفرد الإمام البخاري في رواية هذا الحديث دونًا عن مسلم، ورواه من طريقين في باب خيركم من تعلم القرآن وهو حديث صحيح.
  • رواه أبو داود: في كتاب السنن ووضعه في كتاب الصلاة باب ثواب قراءة القرآن ولفظه عن عثمان بن عفان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه ".
  • رواه الترمذي: في الجامع في أبواب فضائل القرآن باب ما جاء في تعليم القرآن، عن عثمان بن عفان أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". وأخرجه بلفظ آخر عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم أو أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه".
  • رواه ابن ماجه: في كتاب السنن في باب فضل من تعلم القرآن وعلمه، عن عثمان بن عفان قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال شعبة "خيركم من تعلم القرآن وعلمه", وقال سفيان: "أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه".
  • رواه الدرامي: في كتاب السنن ووضعه في كتاب فضائل القرآن باب خياركم من تعلم القرآن وعلمه بمثل ما أخرجه البخاري من سندٍ ومتن في الطريق الأول "إن خيركم من علم القرآن أو تعلمه".
  • رواه الإمام أحمد بن حنبل: في المسند عن عثمان بن عفان بلفظ : "أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه"، وأخرجه أيضًا بلفظ: "إن خيركم من علم القرآن أو تعلمه"،وبلفظ ثالث وهو: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
  • أخرجه أبو داود الطيالسي: في مسنده عن شعبة بمثل ما أخرجه البخاري من سندٍ ومتن.
  • أخرجه الإمام الخطيب البغدادي: في ترجمة أحمد بن محمد الأدمي بإسنادين اثنين إلى أبى نعيم الفضل ولفظه: "خياركم أو أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه"، ورواه في ترجمة أحمد بن أبي زرعة بلفظه "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
  • أخرجه أبو نعيم: في كتاب الحلية في ترجمة أبي عبد الرحمن السلمي بإسنادين عن عثمان بن عفان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بلفظ: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".


شرح حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه

كيف يُفهم حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه؟

ويُبين الحديث الشريف أن أفضل كلام هو كلام الله تعالى وآياته التي أنزلها في القرآن الكريم، وإن كان أفضل الكلام وخيره هو كلام الله فخير الناس وأفضلهم بعد الرسل الذين اصطفاهم الله تعالى هم الذين يتعلمون كلام الله تعالى ويعلمونه للناس،[٣] وأما الذي قال في الحديث الذي رواه البخاري: "فذاك الذي أقعدني مقعدي هذا" فإنَّ الذي قعد هو عبد الرحمن السلمي والمقصود أنه لما روى عثمان الحديث في أفضلية تعلم كتاب الله تعالى وتعليمه جعل ذلك عبد الرحمن السلمي يجلس لتعليم القرآن للناس؛ حتى يحصل على هذا الأجر والفضل.[٤]


وقال المناوي في شرح الحديث: "أي خير المتعلمين والمعلمين من كان تعلمه وتعليمه في القرآن إذ خير الكلام كلام الله فكذا خير الناس بعد النبيين من اشتغل به"، وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري أن الذي يجمع بين تعلّم كتاب الله -تعالى- ويقوم بتعليمه لغيره فهو إنسان قد عملّ على تكميل نفسه وهو أيضًا مكملٌ لغيره فهو جمع بين النفع القاصر والمتعدي وهذا سبب أفضليته، وهو ممن قصده الله -تعالى- بقوله في سورة فصلت: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.[٥][٦]


فوائد من حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه

ما الدروس المُستفادة من حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه؟

  • القرآن الكريم كلام الله تعالى الذي خاطب به النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد جعلَ الله تعالى فيه مرونة ليتناسب مع كل زمان ومكان ويكون منهاجًا للمسلمين جميعهم ليكتسبوا منه الفضل والفائدة، فخطاب الله تعالى لا زال مستمرًا للمسلمين ليحرصوا على الأخذ بما جاء فيه عملًا وعلمًا وتدبرًا، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، هو خيرُ وصيةٍ للمسلمين وأعظم ما يحققه العبد في حياته.[٧]
  • مجالس تعلم القرآن الكريم هي المجالس التي يحبها الله تعالى حيثُ جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما روي عن أبي هريرة أنه قال: "ما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ".[٨][٧]
  • فوائد الحديث ما قاله ابن كثير بعد ذكر هذا الحديث أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم من قول: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" ذكر صفات عباد الله المؤمنين الذيت يتبعون الرّسل فهم أشخاصٌ وصلوا للكمال في أنفسهم بتعلّمهم القرآن الكريم، وهم من يكملون غيرهم بتعليمهم لكتاب الله تعالى، وبذلك يكونوا قد جمعوا بين النفع القاصر بنفعهم أنفسهم، والنفع المتعدي وذلك بنفعِهم غيرهم، بعكس الكافرين فصفاتهم هي الجبروت وهم لا ينفعون ولا يتركون مجالًا لأحد بالنفع كما قال الله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ}،[٩] كما أن شأن المؤمنين خيار البشر أن يكتملوا في أنفسهم ويسعوا في تكميل غيرهم.[٧]


نصائح وطرق لتكون ممّن تعلّم القرآن وعلمّه

كيف يستطيع المسلم أن يلتحق بركب القرآن الكريم؟

إن الحرص على تعلم كتاب الله تعالى وتعليمه أمرٌ ضروري حث الإسلام عليه، بل وجعلَ الخيرية والأفضلية بمن تعلم كتاب الله تعالى، وعلمه لغيره، وهناك العديد من النصائح والطرق لتعلم القرآن الكريم وتعليمه منها:


تعلّم القرآن الكريم

ما الأساليب المثلى لتعلم القرآن الكريم؟

هناك العديد من الطرق لتعلم القرآن الكريم منها:

  • أن يتعلمه المسلم على يدِ شيخ متقن لكتاب الله.[١٠]
  • أن يستخدم الوسائل التي تساعد وتُعين على تعلم كتاب الله كالبرامج التلفزيونية؛ إذ يوجد الكثير من القنوات الفضائية التي تقوم بعرض تلاوة للقرآن الكريم على مدار اليوم، كما يوجد برامج تُساعد على تُعلم أحكام التجويد وغيرها من علوم القرآن الكريم.[١٠]
  • أن يحرص على أن تكون تلاوة كتاب الله تعالى على نوعين:
    • تلاوة حكمية: فيحرص فيها المسلم على العمل بما جاء بالقرآن بتطبيق أوامر الله تعالى واجتناب ما نهى عنه وتصديق جميع الأخبار التي وردت فيه، والإتيان بالأحكام التي فرضها الله تعالى على أكمل وجه، ولا شك أن الحرص على تدبر الآيات والوقوف عندها وفهم معانيها ومراد الله تعالى منها يساعد على تعلم القرآن.[١١]
  • التلاوة اللفظية: وهي قراءة القرآن الكريم بترتيل وقد وردَ الكثير من الأحاديث التي تُبين فضل من يقرأ القرآن منها ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ".[١٢][١١]


تعليم القرآن الكريم

ما الطرق التي يجب أن تستخدم في تعليم القرآن الكريم للآخرين؟

إن طرق تعليم القرآن كثيرة منها:[١٣]

  • التنوع في طرق تعليمه مرة تلقين وأُخرى سماع مع تعليمهم أحكام التجويد، ومحاولة التفكر في الآيات أثناء تعليمها مع المتعلم، وكثيرًا ما تنتشر الآن المراكز والمؤسسات التي تُقيم حلقات خاصة بتعليم القرآن وأحكامه.
  • استخدام أساليب التعليم الحديثة عن طريق الهاتف مثلًا، أو وسائل التوصل الاجتماعية الحديثة التي تعين على ذلك.
  • التنويع في أشكال القراءة فمرةً تكون القراءة جماعية ومرةً فردية، أو أن تكون القراءة مرةً سرية ومرةً جهرية بحسب الأعمار والفئات، والتركيز على أسلوب التلقين في تعليم القرآن الكريم، حيثُ يعد من أكثر الأساليب فاعلية في تعليم كتاب الله.
  • ربط الآيات الكريمة التي تُدرس بمفاهيم الحياة بشكلها العام، وذلك يساهم بشكل كبير في إفهام الآية للمتعلم.
  • تقسيم المتعلمين إلى مجموعات ومحاولة إجراء بعض الأنشطة والمسابقات التي من شأنها أن تساعد في تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه.
  • استخدام عنصر التشويق والإثارة قبل البدء بدرس القرآن الكريم، ولا يتم اتباع المقدمات العشوائية المبتكرة في اللحظة نفسها.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:5027، حديث صحيح.
  2. عبد المحسن العباد، عشرون حديثا من صحيح البخاري دراسة اسانيدها وشرح متونها، صفحة 214. بتصرّف.
  3. ابن الملك، كتاب شرح المصابيح، صفحة 7. بتصرّف.
  4. عبد المحسن العباد، كتاب عشرون حديثا من صحيح البخاري دراسة اسانيدها وشرح متونها، صفحة 227. بتصرّف.
  5. سورة فصلت، آية:33
  6. عبد المحسن العباد، عشرون حديثا من صحيح البخاري دراسة اسانيدها وشرح متونها، صفحة 225. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت يوسف الحاطي، العناية بالقرآن الكريم في العهد النبوي الشريف، صفحة 27. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2699، حديث صحيح.
  9. سورة النحل، آية:88
  10. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2803. بتصرّف.
  11. ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 513. بتصرّف.
  12. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2910، حديث صحيح.
  13. مجموعة من المؤلفين، أرشيف ملتقى أهل التفسير. بتصرّف.
2935 مشاهدة
للأعلى للسفل
×