التواضع
عرفه الفضيل بن عيّاض فقال: هو أن تخضع للحق وتنقاد له ولا تتكبر عليه حتى لو استمعت له من صبي، والتواضع أحد الصفات الحميدة التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان، وقد دعا الإسلام لذلك، كما وحذّر الله تعالى من الكِبر والتعالي على الخلق، وبيّن سبحانه أنّ ميزان التفاضل بين الناس هو التقوى، وفي حديث عن التواضع سيتم ذكر الأحاديث النبوية الشريفة عن هذا الخلق الرفيع وفضله.
حديث عن التواضع
ورد في السنة النبوية عدد من الأحاديث التي تحث على مكارم الأخلاق، كالصدق والأمانة والإخلاص والتواضع وعدم الكبر، وأعظم مثال يُمكن أن يضرب على التواضع هو تواضع الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فقد وصل لأعلى مرتبة وهي مرتبة النبوة ومع ذلك كان قريبًا من الفقراء والمساكين والمحتاجين وقد تأسى به أصحابه- رضوان الله عليهم- فكان منهم الأغنياء وأصحاب الأموال ومع ذلك لم يتكبر أحد منهم أو ينسب الفضل لنفسه، بل كانوا يؤمنون بأنه رزق من الله تعالى جعله بين أيديهم لينفقوا منه في وجوه الخير، ومن الأحاديث النبوية عن التواضع:
- حديث عن التواضع وعدم الفخر على الناس: عن عياض بن حمار -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنَّ اللهَ أوحى إليَّ أن تواضَعوا حتى لا يبغيَ أحدٌ على أحدٍ، ولا يفخرَ أحدٌ على أحدٍ".[١]
- حديث عن التواضع مع الصغير: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "أنَّهُ مَرَّ علَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عليهم وقالَ: كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَفْعَلُهُ".[٢]
- حديث عن التواضع وفضله عند الله: عَنْ أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- أَن رسول اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- قال: "ما نَقَصَتْ صَدقَةٌ من مالٍ، وما زاد اللَّه عَبداً بِعَفوٍ إِلاَّ عِزّاً، ومَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ".[٣]
- حديث عن تواضع الرسول –صلى الله عليه وسلم- مع أهل بيته: "سَأَلْتُ عَائِشَةَ ما كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَصْنَعُ في بَيْتِهِ؟ قالَتْ: كانَ يَكونُ في مِهْنَةِ أهْلِهِ - تَعْنِي خِدْمَةَ أهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ".[٤]
- حديث عن تواضع الرسول- صلى الله عليه وسلم- مع الناس: عن أبي رِفَاعَةَ تَميم بن أُسَيدٍ -رضي اللَّه عنه- قال: "انْتَهَيْتُ إِلى رسول اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- وهو يَخْطُبُ. فقلتُ: يا رسولَ اللَّه، رجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عن دِينِهِ لا يَدري مَا دِينُهُ؟ فَأَقْبَلَ عَليَّ رسولُ اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- وتَركَ خُطْبتهُ حتى انتَهَى إِليَّ، فَأُتى بِكُرسِيٍّ، فَقَعَدَ عَلَيهِ، وجَعَلَ يُعَلِّمُني مِمَّا عَلَّمَه اللَّه، ثم أَتَى خُطْبَتَهُ، فأَتمَّ آخِرَهَا".[٥]
- حديث عن تواضع الأنبياء وسعيهم لكسب الرزق: عن أبي هُريرة -رضي اللَّه عنه-، عن النبي -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- قال: "ما بعثَ اللَّهُ نَبِيّاً إِلاَّ رعى الغنَمَ"، قالَ أَصحابه: وَأَنْتَ ؟ فقال: "نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا على قَرارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ".[٦]
- حديث عن التواضع وذم الكِبر: عن عبدِ اللَّهِ بن مسعُودٍ -رضيَ اللَّهُ عنه-، عن النبيِّ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- قال: "لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مثْقَالُ ذَرَّةٍ مَنْ كِبرٍ"، فقال رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُه حسناً، ونعلهُ حسنا قال: "إِنَّ اللَّه جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وغَمْطُ النَّاسِ"[٧].
- حديث عن أنّ الكبرياء لله وحده ولا يجوز لعبد أن يتكبر في الأرض: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ اللَّهِ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-: قال اللَّه -عزَّ وجلَ-ّ: "العِزُّ إِزاري، والكِبْرياءُ رِدَائِي، فَمَنْ يُنَازعُني في واحدٍ منهُما فقدْ عذَّبتُه".[٨]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبو داوود، عن عياض بن حمار، الصفحة أو الرقم: 4895، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6247، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2588، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 676، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو رفاعة العدوي، الصفحة أو الرقم: 876، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2262، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 91، صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو سعيد الخدري و أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 6017، صحيح.