حديث عن صفات المنافقين

كتابة:
حديث عن صفات المنافقين


حديث عن صفات المنافقين

نص الحديث

ثبت في صحيح البخاري، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ)،[١] وفيما يأتي بيان الصفات المذكورة.


صفات المنافقين

للمنافقين كما ذكر الحديث الشريف صفات ثلاثة ذميمة؛ وهي كما يأتي:

الكذب

الكذبُ مُخالَفةُ القول للواقع، فالكاذب يخالف قوله الواقع مُتعمِّداً، ويُغيِّر حقيقة الحدث أو الخبر عندما يتحدَّث عنه، ولا شكَّ أنَّ الكذب صفة قبيحة لا يرضاها المسلم على نفسه ولا على غيره، وكما أنه صفة تجر غيرها من الصفات السيئة، فيجب على المسلم أن يترفَّع عن الكذب ويحذر منه، ويربي أبناءه على الصدق.[٢]


والمنافق يكذب بسبب ضعف إيمانه أو انعدامه، فلو كان يؤمن بالله -تعالى-، واليوم الآخر حقّ الإيمان ما كان ليكذب، وقد يكذب ليحصل على منفعة، أو يتهرب من عقوبة، ولو كان صادقاً لا ينقص ذلك من رزقه، ولا يدنو أجله، ولا يهرب من قدر.[٣]


إخلاف الوعد

وهو عدم الوفاء بالوعد والالتزام به، فالمنافق يَعِد شخصاً بفعل معين، أو بسداد دَين، أو أداء حقٍّ، وهو لا ينوي الوفاء به، أو ينوي الوفاء ولكنّ إيمانه الضعيف لا يحمله على الوفاء؛ فيسهل عليه إخلاف الوعد لأي سبب كان، وهو من أذمِّ الصفات، وأقبح الأفعال، ودليل على عدم كمال الرجولة، وضعف الإيمان أو نقصه، وانتقاص قيمة الآخرين.[٤]


وينبغي على المسلم أن لا يتساهل في أمر الوعد مع أهله وأولاده؛ فالبعض يخلف الوعد مع أبنائه بأن يعدهم حتى يتخلص من المسؤولية في موقف معين، ثم يخلف وعده أو لا ينوي الوفاء به أصلاً، فيعودهم على إخلاف الوعد منذ الصغر.[٥]


وأعظم إخلاف للوعد ما كان مرتبطاً بحقوق الناس وأموالهم وآمالهم، وخاصة من كان قادراً على الوفاء بالسداد، وإعطاء كل ذي حق حقه، كذلك من وعد فقيراً ليعينه ثم غدر به، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ)،[٦] ومَطل الغني هو المماطلة في إعطاء الناس حقوقهم وسداد ديونهم.[٥]


الغدر والخيانة

من صفات المنافقين أنهم إذا عاهدوا شخصاً أو مجموعة من الأشخاص؛ بالتزام أمر أو عقد مقابل شروط معينة غدروا ولم يُوفوا، كمن عاهد مؤسسة للعمل بها ضمن شروط معينة فالتزموا ثم غدر هو بهم، أو عاهد الله -تعالى- إن رزقه أن يلتزم طاعة أو يبتعد عن معصية، فرزقه المولى وعاد هو إلى معصيته.[٧]


أو مثلاً إذا عاهد رجلٌ رجلاً آخر إن زوجه ابنته أن يحافظ عليها، ويحترمها ويصون كرامتها ثم غدر به وبها،[٧] قال -تعالى-: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا)،[٨] كما ويجب الوفاء بالعهد حتى مع غير المسلمين.[٩]


وقد وصف القرآن الذين يوفون بالعهد بأحسن الصفات فقال: (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)؛[١٠] فالمسلم لا يغدر ولا يخون؛ لأنَّه يؤمن بالله واليوم والآخر حقَّ الإيمان، ويعلم أنَّ الغدر والخيانة من صفات المنافقين.[١١]



المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6095، صحيح.
  2. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 105. بتصرّف.
  3. عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 21. بتصرّف.
  4. عبد المحسن القاسم، خطوات إلى السعادة، صفحة 117. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد الحمد، سوء الخلق، صفحة 42. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2288، صحيح.
  7. ^ أ ب إسلام ويب (15/7/2008)، "الفرق بين الوعد والعهد"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.
  8. سورة النحل، آية:91
  9. سعيد القحطاني، نور الهدى وظلمات الضلال في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 223. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية:177
  11. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف، موسوعة الأخلاق الإسلامية، صفحة 93. بتصرّف.
5477 مشاهدة
للأعلى للسفل
×