حديث لا تكن إمعة

كتابة:
حديث لا تكن إمعة

حديث لا تكن إمعة

روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (لا تكونوا إِمَّعَةً، تقولون: إنْ أحسَنَ الناسُ أحسنا، وإن ظلموا ظلَمْنا، ولكن وَطِّنوا أنفسَكم، إن أحسَن الناسُ أن تُحسِنوا، وإن أساؤوا أن لا تَظلِموا).[١]


معنى الإمعة

  • معنى الإمعة لغةً: ورجل إمَّعَة: "يقول لكلٍ أنا مَعَك، والفعل نَأْمَعَ، الرجُلُ واسْتَأْمَعَ، ويقال للَّذي يتردَّدُ في غير ضَيعَةٍ إمَّعَة".[٢]
  • معنى الإمعة اصطلاحاً: "الَّذِي لَا رَأي لَهُ، فَهُوَ يُتابِع كُلَّ أَحَدٍ عَلَى رَأيه، وَقِيلَ؛ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لِكُلِّ أَحَدٍ أَنَا مَعَكَ"، من لا ثوابت عنده، ولا قرار واضح، ومن يهتز موقفه بإحسان فلان أو إساءة آخر، ومن لا يبان له رأي؛ فهو متبع موافق لكل أحد.[٣]


المقصود بلا تكن إمعة

الإنسان المؤمن لا يكون ضعيف الشخصية، مهزوز الثوابت، متضعضع القرار، فلا يكون حاله إذا جلس في مجلس ما أن يتكلم بلسان أهله، أو يعتاد أن يكون بذيئاً سيء الخلق، شتاماً، مغتاباً نماماً، بل يحافظ على أسلوبه، وعلى حلاوة منطقه ولسانه مع كل الناس.[٤]


والأصل أن تكون شخصية المسلم متزنة، لا يقلد بها فلاناً، ولا يمتهنها بالإساءة للآخرين مدارة لفعل فاعل، أو طلب رضا آخر، فإن أحسن الناس كان هو الأحق بالإحسان منهم، فيوطن نفسه ويعودها على المبادرة طلباً لرضا الله سبحانه، وإن أساؤوا أو ظلموا أعرض عنهم ولم يشاركهم الاثم، إنما يجب أن تحركه ثوابته النقية ومعتقداته الفاضلة، فتبرز شخصيته المسلمة الواعية بنشر العدل وإحياء القيم.[٤]


والناظر في الحديث الشريف يلحظ أن النهي هنا جاء بحق التقليد التام حتى في الأخلاق، وبهذا يتضح لنا أن النهي عن التقليد لم يقتصر على الاعتقادات والعبادات.[٥]


ومنذ الأزل كانت الشريعة الإسلامية تحذر من التقليد الأعمى والتبعية، وتدعو للتفكر والتأمل الدقيق في جميع شؤون الحياة قبل الانزلاق في منحنيات الضلال والذوبان، ودائماً ما تنفر من الانخراط المذموم؛ الذي يدعو صاحبه إلى الانسلاخ من قيمه ومعتقداته، فيتشرب كل ما تمليه عليه البيئة المحيطة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ).[٦]


المضار الواقعة على الإمعة

هناك العديد من المضار الواقعة على الإمعة، منها ما يأتي:[٧]

  • تدلّ على ضعف الشّخص عقليّاً ودينيّاً.
  • يعيش الإمّعة ذليلاً.
  • يكون الإمّعة منبوذ من الله ثمّ من النّاس.
  • تساعد على وجود أشخاص بلا قيمة في المجتمع.
  • توقع في مهاوي الضّلالة.
  • تقوّي روح التّبعيّة والرّذيلة في المجتمع فيعيش عالة على المجتمعات الأخرى، ويضعف الإنتاج الفكريّ والمادّيّ.
  • يلحق المقلد بكل جديد، ويلهث وراء كل غريب.
  • تضيع الهوية الإسلامية


الإمعة شخصية غير متزنة، وضعيفة، وتتبع آراء غيرها بلا تفكير وتدبر في هذه التصرفات، وهذا ما نهى عنه الشرع فعلى المسلم العاقل أن لا يُقدم على أمر إلا وهو يعرف حقيقته وعواقبه وألا يتبع أهل الأهواء.


المراجع

  1. رواه المنذري ، في الترغيب والترهيب، عن حذيفة بن اليمان،الصفحة أو الرقم:308، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  2. الخليل بن أحمد الفراهيدي، العين، صفحة 268.
  3. ابن الأثير، النهاية، صفحة 67.
  4. ^ أ ب أحمد حطيبة، شرح رياض الصالحين، صفحة 3. بتصرّف.
  5. المباركفوري، تحفة الأحوذي، صفحة 123. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:3456.
  7. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم وأخلاق الرسول الكريم، صفحة 3998. بتصرّف.
3950 مشاهدة
للأعلى للسفل
×