حرقان الحلق بعد الاستفراغ

الاستفراغ هي الطريقة التي يتبعها الجسم ليتخلص من المواد الضارة الموجودة في المعدة في حالات التسمم الغذائي، بالإضافة لكونه قد يتصاحب مع حالات صحية أخرى كغثيان الصباح أثناء الحمل والتهاب المعدة والأمعاء وغيرها. 

عادة ما يستمر الاستفراغ لمدة يوم أو يومين مسببًا عدد من المضاعفات ومنها حرقان في الحلق، تعرف على أبرز المعلومات حول حرقان الحلق بعد الاستفراغ من خلال ما يأتي:

أسباب حرقان الحلق بعد الاستفراغ

أثناء الاستفراغ يمكن أن يحدث ضرر كيميائي في الحلق مما يسبب الألم والحرقان، إليك أبرز الأسباب الشائعة لحرقان الحلق بعد الاستفراغ في الآتي:

1. تعرض الحلق لأحماض المعدة

يوجد في المعدة مجموعة من الأحماض تحت مسمى العصارة والتي تعمل على تكسير الطعام حتى يتمكن جسمك من امتصاص العناصر الغذائية. 

وعند حدوث الاستفراغ يندفع الطعام غير المهضوم وجزء من العصارة المعدية من المعدة عبر المريء إلى خارج الجسم، مما يؤدي إلى تهيج بطانة الحلق والشعور بالحرقان، وقد تتطور إلى حدوث التهاب. 

2. تهيج الحلق المسبق والمتكرر

يوجد العديد من الحالات الصحية والمرضية التي تسبب تهيج في بطانة الحلق مما يؤدي إلى حدوث حرقان في الحلق بعد الاستفراغ، ومثال على ذلك التهاب المريء الناتج عن الحساسية، أو الارتداد المعدي المريئي، أو تعاطي المخدرات والكحول التي تسبب على المدى البعيد التهاب وتهيج في بطانة الحلق. 

3. الإصابة بحالات مرضية ناتجة عن الاستفراغ المتكرر أو المزمن

يمكن أن تكون أسباب حلقان الحلق بعد الاستفراغ ناتجة عن الإصابة بحالات مرضية متعلقة بالاستفراغ المتكرر والمزمن، ومنها نذكر ما يأتي:

• مريء باريت (Barrett’s esophagus)  

وهو تغير في الخلايا والأنسجة المبطنة للحلق والمريء نتيجة للتعرض المتكرر لأحماض المعدة القوية، ولكن القلق الأكثر خطورة بشأن هذه الحالة هو زيادة خطر الإصابة بسرطان المريء. 

تشمل الأعراض الأخرى لمريء باريت الشعور بألم في الصدر، وقيء الدم، وصعوبة في البلع. 

• متلازمة بورهاف (Boerhaave syndrome)  

وهي انثقاب المريء وتمزقه نتيجة الضغط الشديد على أنسجة المريء بسبب الاستفراغ بقوة، وتشمل الأعراض بالإضافة لحرقان في الحلق بعد الاستفراغ على ألم في الصدر وظهور فقاعات أو هواء تحت الجلد. 

تعد من الحالات الطبية الطارئة وتتطلب علاجًا فوريًا.

• متلازمة مالوري فايس (Mallory-Weiss syndrome) 

وهي تمزق جزئي للغشاء المخاطي الذي يبطن المريء نتيجة للضغط الناتج عن الاستفراغ الشديد بدلًا من التمزق الكامل، يمكن أن يتوقف النزيف الناتج عن التمزق من تلقاء نفسه إلا أنه من المهم التوجه لتلقي العلاج الطبي. 

طرق للتخلص من حرقان الحلق بعد الاستفراغ

يجب ألا يستمر حرقان الحلق بعد الاستفراغ لفترة طويلة، نخبرك هنا بمجموعة من الطرق المنزلية التي قد تساعد في تخفيف هذا الألم والحرقان في الآتي: 

1. تناول مستحلبات الحلق المصممة لتخفيف الألم، والتي يمكن أن تحفز إنتاج اللعاب مما قد يساعد في تهدئة حرقان الحلق.
2. شطف الفم والغرغرة بمحلول صودا الخبز بعد الاستفراغ للمساعدة على تخفيف تأثير أحماض المعدة.
3. تناول السوائل الباردة التي تساعد على تخفيف الجفاف والتقليل من التهيج.
4. الغرغرة بملعقتين صغيرتين من خل التفاح في كوب من الماء الدافئ مع إضافة القليل من العسل عدة مرات في اليوم فكلاهما يمتلك خصائص مهدئة للحلق.
5. تناول بعض أنواع شاي الأعشاب المفيدة في علاج حرقان الحلق بعد الاستفراغ، مثل: شاي النعناع، أو الزنجبيل، أو الكرز البري، أو المريمية، أو البابونج.
6. مص حلوى النعناع أو عرق السوس التي تساعد في الحفاظ على رطوبة الحلق.
7. استخدام المرطب في الغرفة أثناء النوم لإضافة المزيد من الرطوبة إلى الهواء وبالتالي تخفيف التهاب الحلق بعد الاستفراغ.
8. تناول الكثير من السوائل بما في ذلك الشوربات الدافئة، والتأكد من أن الطعام المتناول طري وسهل البلع ولا يضر بالجهاز الهضمي.

وعند الحديث عن طرق لتخفيف حرقان الحلق بعد الاستفراغ يجب التنويه أنه إذا كان الألم أو الحرقان شديدًا جدًا أو لم يختفِ بعد استخدام العلاجات المنزلية المتاحة يجب عليك مراجعة الطبيب لحل المشكلة والتحدث إليه لاكتشاف ما قد يسبب لك الاستفراع وعلاجه.

طرق الوقاية من حرقان الحلق بعد الاستفراغ

تتلخص طرق الوقاية من حرقان الحلق بعد الاستفراغ من خلال الحد من المشكلات الصحية المرتبطة بالاستفراغ والارتجاع الحمضي المريئي والأمراض المتعلقة بالمريء من خلال بعض التغيرات في نمط الحياة، منها نذكر الآتي: 

• الحفاظ على وزن صحي والتخلص من الوزن الزائد الذي يضغط على المعدة.
• الإقلاع عن التدخين الذي يقلل من عمل عضلات المريء السفلية بكفاءة.
• رفع الرأس قليلًا عند بواسطة مساند خاصة عند النوم.
• تجنب الاستلقاء فورًا بعد تناول الطعام، والانتظار ما لا يقل عن 3 ساعات قبل الاستلقاء أو النوم بعد تناول الطعام.
• تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا قبل بلعه، مع الحرص على تجنب الأطعمة الدهنية أو المقلية.
• تجنب المشروبات المحفزة للارتجاع، مثل: الكحول، والكافيين.

ويجدر بالذكر هنا أنه لا يمكن الوقاية من حرقان الحلق بعد الاستفراغ الناتج عن الحالات المرضية التي لا يمكن السيطرة عليها، مثل: ارتخاء صمامات المعدة وغيرها.