حركة التأليف في العصر العثماني

كتابة:
حركة التأليف في العصر العثماني

ملامح حركة التأليف في العصر العثماني

إنّ حركة التأليف في العصر العثماني يُشار إلى أنّها حركة قوية، حيث المؤلفات التي أنتجت في تلك الفترة لا تُعد ولا تُحصى، ولكن كثيرًا من هذه المؤلفات قوية من حيث العدد لا القيمة، وأبرز مؤلفات هذه العصر هي مقدمة ابن خلدون، التي لا تجد شبيهًا لها من حيث القيمة في ذلك العصر.[١]

جدير بالذكر أنّ العصر العثماني يبدأ بهزيمة المماليك في معركة الريدانية عام 923 هـ، واستمر حكمهم نحو 600 سنة، حتى عام 1351 هـ، وقد اهتم العثمانيون بالعلم والعلماء حيث بلغ عدد المدارس في دمشق وحلب 540 مدرسة، عدا عن حلقات العلم في المساجد، مما أسهم في حركة التأليف آنذاك، كما أنّهم أقاموا المكتبات التي تضم أنفس الكتب والمخطوطات، مثل: المكتبة الأحمدية.[٢]

تميزت مصر بتطور حركة التأليف فيها، إذ بدأت بابن عبدالحكم مؤلف كتاب "فتوح مصر والأندلس"، وتلا ذلك إنتاجات ضخمة ومميزة حتى القرن الخامس عشر ميلادي، إذ وصلت حركة التأليف الذروة، ولعل ما ميز كتاب ومؤرخي مصر أنّهم ألفوا الموسوعات، مثل: ابن خلدون، المقريزي، ابن حجر، السيوطي، والسخاوي، وغيرهم.[٣]

أبرز المؤلفات في العصر العثماني

من أبرز المؤلفات في العصر العثماني ما يأتي:

الموسوعات

من أبرز الموسوعات في ذلك العصر ما يأتي:[٤]

  • الكشكول لبهاء الدين العاملي

صدر هذا الكتاب عام 1030 هـ، وهو من أهم الكتب التي ألفها العاملي، حيث يجمع فيه الكثيرة من الموضوعات، ويُضمن فيه العديد من الحقائق، فإلى جانب كونه كتاب أدب، إلا أنّه يحتوي على الكثير من مسائل الطب والجبر والفلك والهندسة، وهو من الكتب المرسلة التي لا أبواب لها.

  • كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي

صدر هذا الكتاب عام 1158 هـ، وهو معجم لغوي فني اصطلاحي، حيث جمع فيه المؤلف اصطلاحات العلوم، وشرح موضوعاتها حسب كل علم، ورُتب الكتاب حسب الأبجدية تبعًا لأصل المادة.

  • موسوعة بطرس البستاني

صدر هذا الكتاب عام 1300 هـ، وهي موسوعة صدر منها أحد عشر جزءًا، وتحتوي بين طياتها العديد من العلوم، وجدير بالذكر أنّ البستاني أصدر 6 مجلدات، فلما تُوفي أكمل ابنه سليم عمله، فأصدر الجزء السابع والثامن، ومن ثم تولى ذلك أبناءه الباقين وابن عمهم سليمان، حيث أصدروا الأجزاء الأخيرة.

الأدب والنقد

من أهم المؤلفات في الأدب والنقد ما يأتي:[٤]

  • ريحانة الألبا وزهرة الحياة الدنيا للخفاجي

صدر هذا الكتاب عام 1069 هـ، والكتاب يُقسم إلى 4 أقسام، الأول يتحدث فيه الخفاجي عن محاسن أهل الشام نواحيها، وفي الثاني محاسن أهل المغرب، أما الثالث يذكر مصر وأحوالها، والرابع في ذكر الروم، كما أضاف المؤلف العديد من المقامات، مثل: المقامة الرومية والغربة.

  • سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر لابن معصوم

صدر هذا الكتاب عام 1119 هـ، هو كتاب جمع فيه المؤلف أحوال الشعراء في عصر، حيث أورد أشعارهم، واهتم ممن عاصره من أدباء.

التراجم والتاريخ

من أهم المؤلفات في التراجم والتاريخ ما يأتي:[٤]

  • كتاب الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة لنجم الدين الغزي

صدر هذا الكتاب عام 1061 هـ، ويقع في ثلاثة أجزاء صنف فيه المؤلف الأعلام إلى ثلاث طبقات، الأول يتحدث فيه المؤلف عمن وقع وفاته من أول القرن إلى سنة 33، والثاني عمن وقعت وفاته من أول سنة 34 إلى 66، والثالث من أول سنة 67 إلى نهاية ألف.

  • كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي

صدر هذا الكتاب عام 1089 هـ، حيث استعرض المؤلف ألف عام من التاريخ الإسلامي، من السنة الأولى للهجرة حتى سنة ألف للهجرة.

المراجع

  1. أحمد أمين، ظهر الإسلام، صفحة 897. بتصرّف.
  2. عبدالفتاح داود كاك، التأليف في العصرين، صفحة 10-12. بتصرّف.
  3. يسري عبد الغني عبد الله، معجم المؤرخين المسلمين حتى القرن الثاني عشر الهجري، صفحة 175. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت عبدالفتاح داود كاك، التأليف في العصرين المملوكي والعثماني، صفحة 45-63. بتصرّف.
7128 مشاهدة
للأعلى للسفل
×