حركة التأليف في عصر الضعف

كتابة:
حركة التأليف في عصر الضعف

حركة التأليف في عصر الضعف

يُقصَد بعصر الضَّعف العصر الذي سبق العصر الحديث الذي يُؤرَّخ له في نهايات العصر العثماني ورحيل العثمانيين عن البلاد العربية، فيبدأ عصر الضعف مع العصر المملوكي وينتهي بانتهاء العصر العثماني، وربما يكون قصدهم بالضَّعف هو ضعف الحياة الأدبية، وقد اعترض على هذه التسمية كثير من العلماء والمؤرخين العرب والمسلمين.[١]

غير أنّ الناظر إلى حركة التأليف في العصرين المملوكي والعثماني يجد أنّ حركة التأليف والتصنيف قد ازدهرت ازدهارًا كبيرًا في هذين العصرين ابتداءً من العصر المملوكي، وقد جُمعَت الموسوعات والمصنفات الكبيرة على أيدي كثير من العلماء.[١]

يُرجِعُ عدد من الباحثين سبب هذه الغزارة في التأليف والتصنيف إلى ضياع كثير من علوم المسلمين وكتبهم المهمة والمؤثّرة بعدما جرى من تخريب لحواضر العالم الإسلامي آنذاك مثل بغداد حين خرّبها المغول، والأندلس التي طُرد منها المسلمون وحرقت أكثر كتبهم وعلومهم.[١]

لذا كان من الطبيعي أن يحاول المسلمون في هذين العصرين أن يستعيدوا شيئًا مما ذهب منهم، فظهرت الموسوعات اللغوية مثل المعاجم ونحوها، وللمماليك الفضل الأكبر في نشاط حركة التأليف نظرًا لكثرة المدارس التي افتتحوها في أيّامهم ونشاط التعليم كثيرًا، وعلى هذا النهج سار المسلمون في العصر العثماني.[١]

أشهر المؤلفات في عصر الضعف

لقد ظهر في العصرين المملوكي والعثماني عدد كبير من المؤلفات، ومن أشهرها ما يأتي:

معجم لسان العرب

هو كتاب ضخم يتألَّف من نحو 20 مجلَّدًا، ألَّفه العالم اللغوي ابن منظور المتوفى سنة 711هـ، أي في العصر المملوكي، وقد جمع المؤلف مادة كتابه من المعاجم التي سبقته، ولعلّ أبرزها كتاب المحكم لابن سيده، والصحاح للجوهري، والتهذيب للأزهري، والجمهرة لابن دريد، والنهاية لابن الأثير وغير ذلك، وقد جعله بعض العلماء أفضل المعاجم العربية المُصنّفة في هذا الباب.[٢]

ألفية ابن مالك

ألفية ابن مالك هي أرجوزة في النحو نظمَهَا العالم ابن مالك الطائي المتوفى عام 672هـ خلال العصر المملوكي والمدفون في سفح قاسيون في دمشق، وقد جمع المصنف علم النحو في نحو 2757 بيتًا وسمّاها الكافية الشافية في النحو، ثمّ اختصرها إلى نحو 1002 بيت وسمّاها الخُلاصة، وقد اشتُهرَت بين الناس باسم ألفية ابن مالك، وقد طارت بين الناس في العلم واعتنى بها كثير من العلماء بالشرح والتفصيل.[٣]

خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب

يُعدّ كتاب خزانة الأدب من أبرز الموسوعات ومجامع الأدب التي صُنِّفَت خلال العصور الأدبية العربية، وقد صنَّف هذا الكتاب العالِم عبد القادر البغدادي المتوفى عام 1093هـ الموافق لـ 1682م خلال العصر العثماني.[٤]

أصل كتاب الخزانة هو شرح للشواهد الشعرية الواردة في شرح الرضي الأسترابادي على كافية ابن الحاجب في النحو وقد حققه العالِم الدكتور عبد السلام هارون وأبصرَ الضوء أول مرة عام 1997م، فجاء كتابه موسوعة ضمَّت شتّى علوم اللغة العربية.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث عبد الفتاح داود كاك، التأليف في العصرين المملوكي والعثماني "دراسة وصفية"، صفحة 1 - 9. بتصرّف.
  2. ابن منظور، لسان العرب، صفحة 5 - 6. بتصرّف.
  3. ابن مالك الطائي، ألفية ابن مالك، صفحة 5 - 6. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محمد هادي محمد، المنهج النحوي لعبد القادر البغدادي في حاشيته على شرح بانت سعاد لابن هشام، صفحة 75. بتصرّف.
5733 مشاهدة
للأعلى للسفل
×