ما هي حساسية التفاح؟ ما هي أعراضها وأسبابها؟ وكيف من الممكن لهذا النوع من الحساسية أن ينشأ؟ معلومات وتفاصيل هامة في المقال الآتي.
سوف نعرفك في ما يأتي على نوع من الحساسية قد لا يكون مألوفًا بالنسبة للبعض، وهو حساسية التفاح.
ما هي حساسية التفاح؟
حساسية التفاح هي أحد أنواع الحساسية الغذائية، والحساسية الغذائية هي مشكلة صحية تنشأ نتيجة قيام جهاز المناعة بإبداء رد فعل غير طبيعي تجاه بعض أنواع الأغذية، ورد الفعل غير الطبيعي هذا قد يؤدي لظهور العديد من الأعراض والمضاعفات، والتي تتراوح بين أعراض مزعجة وأخرى خطيرة أو حتى قاتلة.
كما يوحي اسمها تمامًا، فإن حساسية التفاح ترتبط بتناول التفاح أو منتجات تحتوي على التفاح على وجه التحديد.
أنواع حساسية التفاح
لحساسية التفاح نوعان رئيسان، لكل منهما ما يميزه عن الآخر، كما يأتي:
1. النوع الأول: حساسية التفاح المرتبطة بالفواكه
ينشأ هذا النوع نتيجة إبداء جهاز المناعة لرد فعل غير طبيعي تجاه بروتين معين موجود في التفاح يشبه في تركيبته تركيبة نوع معين من البروتينات الموجودة في بعض أنواع الفواكه، لا سيما الفواكه التي تنحدر من الفصيلة الوردية (Rosaceae family)، مثل: الخوخ، والإجاص، والبرقوق، واللوز، والمشمش، والفراولة.
قد يكون هذا النوع من حساسية التفاح بالغ الخطورة، وغالبًا ما تبدأ أعراضه بالظهور على المريض مباشرة بعد تناول التفاح.
يعد الأشخاص الذين يقطنون في الدول الموجودة في محيط البحر المتوسط أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من حساسية التفاح.
2. النوع الثاني: حساسية التفاح المرتبطة بالطلع
يعرف هذا النوع باسم التفاعلية المتصالبة (Cross-reactivity)، وينشأ عندما يقوم جهاز المناعة بإبداء رد فعل غير طبيعي تجاه مادة بروتينية موجودة في التفاح تشبه في تركيبتها تركيبة بروتينات تتواجد عادة في طلع أشجار البتولا (Birch tree pollen).
على عكس النوع السابق من حساسية التفاح، غالبًا ما يؤدي هذا النوع من الحساسية لظهور أعراض طفيفة، قد تقتصر على محيط الفم أو على باطن الفم، وهذا النوع من ردود الفعل التحسسية يعرف طبيًّا باسم متلازمة الحساسية الفموية (Oral allergy syndrome).
يعد هذا النوع من أكثر شيوعًا بين الأطفال الكبار والبالغين الذين يقطنون في مناطق تتمتع بطقس يميل للبرودة. وقد يلاحظ المصابون بهذا النوع من حساسية التفاح ظهور بعض أعراض الحساسية عليهم خلال فصل الربيع تحديدًا، عندما ينتشر طلع الأشجار في الهواء.
أعراض حساسية التفاح
قد تظهر أعراض هذا النوع من الحساسية بعد تناول التفاح، إما مباشرة أو بعد فترة زمنية قصيرة، وقد تختلف الأعراض الظاهرة من شخص لآخر تبعًا لنوع الحساسية، وهذه قائمة بأبرزها:
1. أعراض شائعة
مثل الآتي:
- اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل: الإسهال، وتشنجات البطن، والانزعاج العام في المعدة.
- حكة في منطقة الحلق أو في منطقة الفم.
- تورم الشفتين، أو تورم الحلق، أو تورم الوجه بالكامل.
- مشكلات جلدية، مثل: الطفح الجلدي، واحمرار البشرة في مناطق معينة.
2. أعراض خطيرة
في بعض الحالات قد تتسبب حساسية التفاح بنشأة رد فعل تحسسي بالغ الخطورة يدعى طبيًّا بالتأق (Anaphylaxis)، ويعد التأق طارئًا طبيًّا. وهذه أبرز المؤشرات الدالة عليه:
- صعوبة التنفس.
- ضعف النبض.
- الغثيان.
- صعوبة البلع.
- تورم الحلق، وتورم محيط الفم.
تشخيص حساسية التفاح
لتشخيص هذا النوع من الحساسية، قد يقوم الطبيب المعالج باتباع هذه الإجراءات:
- إخضاع المريض لفحوصات لتحري الأجسام المضادة للغُلُوبُولين المَنَاعِي ي (Immunoglobulin E).
- سؤال المريض عن الأعراض الظاهرة لديه.
- إخضاع المريض لاختبار وخزة الجلد (Skin prick test).
- إخضاع المريض لفحوصات أخرى، مثل فحوصات الدم.
علاج حساسية التفاح
تعتمد طرق العلاج التي من الممكن اتباعها على نوع حساسية التفاح وحدتها، كما يأتي:
- الانتظار لمدة قد لا تتعدى بضعة دقائق ريثما تتلاشى الأعراض تلقائيًّا في الحالات الطفيفة، لا سيما إذا ما كانت الأعراض الظاهرة هي أعراض متلازمة الحساسية الفموية التي تقتصر على نطاق الفم.
- استخدام بعض أنواع الأدوية التي لا تحتاج لوصفة الطبية، مثل مضادات الهيستامين.
- تجنب محفزات الحساسية، والتي قد تكون التفاح فقط، أو قد تكون أغذية أخرى بالإضافة للتفاح، فالمصابين بحساسية التفاح ترتفع كذلك فرص إصابتهم بالحساسية تجاه أغذية أخرى، مثل: الجزر، والكرفس، والموز، والإجاص، والبندق.
- طبخ التفاح أو معالجته قبل تناوله، فهذا قد يساعد على تفكيك البروتينات المثيرة للحساسية بطريقة تجعل الجسم يتوقف عن إبداء رد فعل تحسسي تجاهها. ولكن هذا قد يجدي نفعًا فقط في حالات حساسية التفاح المرتبطة بالطلع ومتلازمة الحساسية الفموية.
- علاجات خاصة بالحالات الحادة من حساسية التفاح والتي تظهر على هيئة التأق (صدمة الحساسية)، مثل العلاجات الآتية: حقن الإبينفرين (Epinephrine injection)، وأدوية يتم إدخالها عن طريق الوريد مثل الكورتيزون ومضادات الهيستامين.