حساسية الحشرات

كتابة:
حساسية الحشرات

حساسية الحشرات

تنتشر الحشرات بأنواعها المُختلفة في مُعظم الأماكن، وتتوزّع فيها حسب ما يُناسب طبيعة عيشها وعملها، مثل: نحل العسل الذي يُعشّش في تجاويف الأشجار والمباني، والنمل بأنواعه الذي عادةً ما يبني مُستعمراته في التراب، والدبابير الورقيّة التي تكثر في أماكن وجود الأخشاب، بالإضافة إلى العناكب والبعوض والبراغيث والبق وغيرها.

كثيرًا ما يحدث أن يتعرّض أحدهم لقرصة أو لسعة حشرة ما، ولا يتعدّى تأثيرها في مُعظم الحالات احمرار مكان اللسعة والرّغبة بحكّها، والذي يزول بعد ساعات أو بضع أيام، إلّا إنّ ما يحصل في حالات أخرى هو ردّ فعلٍ تحسّسيّ قويٍّ تجاه لسعات الحشرات، قد يصل أحيانًا إلى درجة الإصابة بالصدمة أو الحساسيّةAnaphylactic Shock،[١][٢]، والتي يُعاني منها ما يُقارب 2 مليون شخص في الولايات المُتّحدة وحدها، ممّن تُصيبهم حساسيّة الحشرات.

كما تجدر الإشارة إلى أنّ المادة التي تدخل من الحشرات إلى الجسم عند لسعه تُسمّى بالسمّ، بغض النظر عن تأثيرها عليه والأعراض المُحتمل ظهورها على المُصاب، وهي التي تُسبّب الحساسيّة وتختلف في نوعها من حشرة إلى أخرى.[٣]


أنواع حساسية الحشرات

قُسمّت أنواع حساسيّة الحشرات تبعًا لردود الفعل المُتوقّعة من الأجسام تجاه اللسعات والقرصات، ويُمكن إجمالها في النقاط الآتية:[٤][٣]

  • الحساسيّة البسيطة: التي تُعدّ ردّ فعل مُعظم الأجسام تجاه الحشرات، وتتمثّل بالاحمرار والتورّم مع ألمٍ بسيط مكان القرصة.
  • حساسيّة موضعيّة كبيرة: هي التي يمتدّ فيها تأثير القرصة إلى منطقةٍ أكبر من مكان اللّسعة، كأن تتورّم قدم المُصاب عند التعرّض للسعة حشرةٍ ما، ورغم أنّ المنظر قد يبدو مُخيفًا إلّا أنّه يزول تدريجيًّا خلال 5-10 أيام، ويُعدّ من ردود الفعل الطبيعيّة للجسم.
  • ردّ الفعل التحسّسي الشديد: المُتعارف عليه طبيًّا باسم الصدمة الاستهدافيّة أو الصدمة الحساسيّة، وهي من الحالات الطارئة التي تتطلّب التدخّل الطبيّ على وجه السرعة، وقُسّمت إلى ثلاث مراحل كالآتي:
    • الدرجة الأولى المُعتدلة، هي التي تشمل ظهور أعراض جلديّة وتورّم وعائيّ، والذي يحدث تحت أنسجة الجلد، بالإضافة إلى الشرى.
    • الدرجة الثانية المُتوسّطة، هي التي تمتدّ لتشمل ظهور أعراض في الجهاز التنفسيّ، كتضيّق في الصّدر مع صرير في الأنفاس، وتعرّق شديد وشعور قويٍّ بالدّوار، بالإضافة إلى أعراضٍ أخرى في الجهاز الهضميّ، كالغثيان، والتقيّؤ، وآلام البطن.
    • الدرجة الثالثة الشديدة، هي التي تشمل انخفاضًا حادًّا في ضغط الدم، وازرقاقًا في الجسم ناجمًا عن نقص كبير في الأكسجين، مع شعور بالارتباك وفُقدان للوعي في بعض الأحيان.


مضاعفات حساسية الحشرات

لا يقتصر ردّ فعل الجسم على الإصابة بالحساسيّة عند التعرّض للسعات الحشرات، إذ لا يُمكن نسيان أنّ الحشرات بحدّ ذاتها قد تحمل معها الأمراض أو الفيروسات، وقد تُسبّب العديد من المُضاعفات الأخرى، مثل:[٥]

  • الإصابة بالتهاب أو عدوى ثانويّة، نتيجة خدش الجلد عند حكّه بصورة مُتكرّرة وشديدة، مما قد يُكوّن البثور المُمتلئة بالقَيح والصّديد، والتي قد تمتد إلى بُصيلات الشعر في بعض الحالات، فيُسبّب التهابها بما يُعرف بالتهاب الأنسجة الخلويّة، الذي يتطلّب العلاج لمنع تفاقمه وامتداده إلى أماكن أخرى، كالأوعية الليمفاويّة.
  • الإصابة بفيروس غرب النّيل، الذي ينقله البعوض عادةً، ويُسبّب أعراضًا مُشابهةً لأعراض الإنفلونزا، كارتفاع درجة حرارة الجسم، وتضخّم الغدد الليمفاويّة، والآلام في الجسم، مع الشعور بالغثيان والصّداع.
  • داء اللايم، الذي تنقله حشرة القراد، ويبدأ تأثيره على الجلد باحمرار ينتقل من مكان القرصة إلى باقي أنحاء الجسم، وقد يمتد ليشمل أعراضًا أخرى في الجهاز العصبيّ والمفاصل وعضلة القلب.
  • حُمّى الجبال الصخريّة المُبقّعة أو التي تُسمّى أيضًا بالحُمّى الزرقاء، وهي تنتقل عن طريق القُراد، وتُسبّب الطّفح الجلديّ في أماكن مُعيّنة من الجسم، مع ارتفاع في الحرارة.


علاج حساسية الحشرات

عند التعرّض للسعة أي نوع من الحشرات وفي حال كان المريض لا يُعاني من ردّ الفعل التحسّسي الشديد تجاهها تشمل الإجراءات العلاجيّة ما يأتي:[١][٣]

  • إبعاد الحشرة في حال وجودها؛ لتجنّب دخول المزيد من سُمّها إلى الجسم، وغسل المنطقة المُصابة بالماء والصابون.
  • وضع كمادات الماء البارد أو كمادات من الثلج على المنطقة المُصابة لمدّة 10 دقائق؛ لتجنّب حدوث أيّ تورّم أو انتفاخ.
  • رفع المنطقة المُصابة إن أمكن.
  • تجنّب حكّ مكان القرص أو خدشه؛ لمنع حدوث أي التهابات ثانويّة.
  • تناول المُسكّنات البسيطة عمد الشعور بالألم، وذلك عند الحاجة فقط وتبعًا لإرشادات الطبيب أو الصيدليّ.
  • أخذ مُضاد للهيستامين لتقليل الحكّة، سواءً على شكل كريمات جلديّة أم حبوب.

أمّا في حال كان المُصاب يُعاني من ردّ فعلٍ شديد فعادةً ما يكون العلاج بحقنه بمادة الإبينيفرين، سواءً كان ذلك بعد مُراجعة الطوارئ أم بالحُقن السريعة التي يحملها مُعظم من يختبرون صدمة الحساسيّة بصورة مُتوقّعة عند التعرّض للسعات الحشرات، وفي حالات أخرى قد يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى بضعة أيام لمُتابعة وضعه الصحّي، حتى زوال أعراض الحساسيّة واستقرار حاله.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب "Insect bites and stings", www.nhs.uk,8 July 2019، Retrieved 21/9/2019. Edited.
  2. Thanai Pongdee, "STINGING INSECT ALLERGY"، www.aaaai.org, Retrieved 21/9/2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Carol DerSarkissian (February 28, 2018), "Are You Allergic to Insect Stings?"، www.webmd.com, Retrieved 21/9/2019. Edited.
  4. Robert (Bob) Heddle, David B.K. Golden (August 2015), "Allergy to Insect Stings and Bites"، www.worldallergy.org, Retrieved 21/9/2019. Edited.
  5. Dr. Ananya Mandal (Jun 3, 2019), "Complications of insect bites"، www.news-medical.net, Retrieved 21/9/2019. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×