يعاني البعض من حساسية السمك بعد تناوله أو لمسه، فما هي أسبابها وأعراضها؟ وكيف يمكن علاجها؟
تعد الأسماك مصدرًا غذائيًا قيمًا غنيًا بالأحماض الأمينية الأساسية والأحماض الدهنية غير المشبعة والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، إلا أن السمك يعتبر مسببًّا شائعًا للحساسية الشديدة.
فما هي حساسية السمك؟
أسباب حساسية السمك
إن الحساسية تحدث نتيجة استجابة مناعية غير طبيعية لمواد غير ضارة مثيرة للحساسية، وتعرف هذه المواد باسم المستأرجات (Allergen).
وبالتالي فإن حساسية السمك تكون بشكل أساسي بسبب احتوائه على بروتين يدعى البارفالبومين (parvalbumin) تحفز هذه الاستجابة المناعية.
يختلف هذا البروتين بشكل طفيف بين الأنواع المختلفة للأسماك، مما يعني أن التعرض للحساسية لنوع معين من السمك قد يسبب الحساسية للأنواع الأخرى أيضًا.
إذ يعد هذا البروتين شديد التحمل للحرارة، لذا فإنه لا يتم تكسيره بسهولة حتى بعد طهيه لعدة ساعات.
فإذا كان الشخص يعاني من حساسية الأسماك، فسيبدأ جهازه المناعي بإفراز مادة تسمى الغلوبولين المناعي إي (IgE) عند تعرضه لهذا البروتين بعد تناول السمك، مما يؤدي إلى إفراز الهستامين من الخلايا البدينة وخلايا الدم الأخرى في مجرى الدم.
تتمثل وظيفة الهستامين الأساسية في توسيع الأوعية الدموية، وذلك حتى تتمكن الخلايا المناعية الأكبر من الوصول إلى مكان الإصابة أو العدوى.
لكن في هذه الحالة لا يوجد أي إصابة أو عدوى، لذا يمكن أن يؤدي إفراز الهيستامين إلى حدوث أعراض تظهر على الجلد والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، وذلك ما يعرف باسم رد الفعل التحسسي.
أعراض الحساسية للسمك
في حال استمرار الشخص الذي يعاني من حساسية السمك بأكله أو أحيانًا فقط لمسه أو استنشاق بخاره عند طهيه، سوف يفرز جسمه الهيستامين الذي يسبب العديد من الأعراض التي تتراوح في شدتها ما بين خفيفة إلى حادة، وتشمل الآتي:
- صفير وصعوبة في التنفس.
- سعال.
- بحة في الصوت.
- ضيق الحلق.
- آلام في البطن.
- إسهال.
- تقيؤ.
- دموع وحكة في العينين وتورمها.
- بقع حمراء.
- تورم.
- انخفاض في ضغط الدم، مما يسبب الدوار أو فقدان الوعي (الإغماء).
- شرى أو طفح جلدي.
- غثيان.
- عسر الهضم وآلام في المعدة.
- انسداد أو سيلان الأنف.
- العطس.
- الصداع.
- التأق أو الحساسية المفرطة، وهو رد فعل أقل شيوعًا يمكن أن يهدد الحياة ويضعف التنفس وقد يتسبب في حدوث صدمة للجسم.
تشخيص الحساسية للسمك
يقوم أخصائي علاج أمراض الحساسية بتشخيص الحساسية اتجاه نوع معين من الأسماك من خلال إجراء الفحصين الآتيين:
1. اختبار وخز الجلد
في هذا الفحص يتم وضع كمية صغيرة من السائل الذي يحتوي على بروتين مستخلص من نوع الأسماك المراد اختبارها على ظهر أو ساعد المصاب، ثم يتم وخز الجلد بأداة معقمة وصغيرة للسماح له بالتسرب إلى داخل الجلد.
عند ظهور بقعة حمراء بارزة مرتفعة خلال 15 إلى 20 دقيقة، فإن ذلك يشير إلى وجود والمعاناة من حساسية السمك.
2. فحص الدم
يتم أخذ عينة دم من المصاب ثم إرسالها إلى المختبر لفحص وجود الأجسام المناعية المضادة للبروتين الموجود في نوع السمك المراد اختباره.
إذا لم تكن هذه الفحوصات حاسمة، فقد يوصي أخصائي علاج أمراض الحساسية باختبار الطعام عن طريق الفم.
حيث يتناول المصاب كمية صغيرة من السمك لمعرفة ما إذا كان لديه رد فعل تحسسي منه، ولكن هذه الاستجابة قد تكون شديدة، لذا يتم إجراؤه فقط تحت إشراف أخصائي طبي يمكنه تقديم العلاج الفوري إذا لزم الأمر.
الطرق العلاجية
نظرًا لأنه تم العثور على بروتين البارفالبومين بكميات متفاوتة في أنواع الأسماك المختلفة، فقد يكون من الأفضل أن تتجنب جميع الأشكال الغذائية للأسماك من نظامك الغذائي إذا كنت تعاني من حساسية السمك.
ويشمل ذلك أي صلصات، أو توابل، أو أطعمة جاهزة تحتوي على السمك، أو منتجاته الثانوية.
في حال كانت أعراض الحساسية لديك خفيفة، فيمكنك علاجها غالبًا باستخدام مضادات الهيستامين التي لا تتطلب وصفة طبية وتؤخذ عن طريق الفم.
إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بحساسية شديدة، فقد يُنصح بحمل محقنة إبينفرين (Epinephrine pen) معبأة مسبقًا للاستخدام مرة واحدة، والتي سيتم حقنها في الفخذ في حالة الطوارئ.